مصر تستعيد دورها في فلسطين.. مصالحة “حماس وفتح” تقترب

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – واصلت الإدارة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي جهودها لإقرار المصالحة “الفلسطينية الفلسطينية” بين حركتي فتح وحماس، حيث قدمت مصر مقترحا يتضمن جدولا زمنيا، لحل الأزمة المستمرة بين الحركتين منذ سنوات، لتؤكد مصر تمسكها بدورها الحيوي تجاه القضية الفلسطينية ومساعيها لإنهاء حالة الانقسام الموجودة.

“الاقتراح المصري”

قدمت الحكومة المصرية مقترحا يشمل 4 مراحل بها 10 بنود، متضمنة فترة زمنية محددة لإنجاز المهمة كاملة خلال شهرين تقريبا، يركز في فحواه على الإلغاء الفوري لجميع الإجراءات العقابية على قطاع غزة، وتشكيل وحدة وطنية.

وذكر المقترح المصري في المرحلة الأولى والتي تنجز خلال أسبوع، وتنفذ بالتوازي، أنه يتم  إنهاء الإجراءات المتّخذة ضد غزة بصورة فورية، وإعادة رواتب الموظفين بشكل كامل، ودفع الموازنات التشغيلية للوزارات، وتوفير وقود لمحطة الكهرباء بدون ضرائب.

ونص البند الثاني على “عودة الوزراء لوزاراتهم وفق البنية القائمة دون إجراء تغيرات لحين تنفيذ قرار اللجنة (الإدارية – القانونية) التي اتخذت قرارها بالتوافق”.

وأوضح البند الثاني من المرحلة الأولى أنه يتم البدء في مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال فترة أقصاها خمسة أسابيع.

وشملت المرحلة الثانية التي تستغرق 3 أسابيع على أنه يتم ” تسليم اللجنة (الإدارية/القانونية) نتائج عملها للفصائل والحكومة للبدء في تطبيقها، وتطبيق سياسة الرواتب على كافة الموظفين بالضفة الغربية وقطاع غزة، وتسليم حركة حماس الجباية للحكومة الفلسطينية مع اقتطاع جزء من هذه الجباية لصرف رواتب الموظفين الأمنيين، الذين لا تشملهم إجراءات اللجنة لحين انعقاد اللجنة الأمنية والبت في وضعهم النهائي، علاوة على رفع الحواجز على المعابر الحدودية مع مصر وإسرائيل مع الحفاظ على الاحتياجات الأمنية”.

وتضمنت المرحلة الثالثة التي تستغرق من 3 أسابيع إلى شهر أن “تجتمع اللجان الأمنية المختصة بالضفة الغربية وقطاع غزة، لمناقشة موضوعات الأمن ووضع الآليات المناسبة لتنفيذها تحت إشراف مصري، وأن تجتمع لجنتين متخصصتين في القضاء والأراضي على أن تشكّل كل واحدة منهما من ممثلين عن جهات الاختصاص في الضفة وغزة، تحت إشراف مصر للعمل على توحيد المؤسسة القضائية وسلطة الأراضي”.

وجاء في المرحلة الرابعة التي تنفذ خلال ثلاثة أيام، أنه يتم عقد اجتماع للجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، بالعاصمة المصرية، لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ ما ورد باتفاق 2011، بشأن المجلس الوطني والانتخابات والمجلس التشريعي، والمصالحة المجتمعية، والحريات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

“حماس توافق”

وأبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، موافقة حركته على المقترح المصري.

وأكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، ماجد الفتياني، أن حركته قدمت عدداً من الملاحظات على ورقة التفاهمات المصرية، لافتاً إلى أن الورقة تتعلق بآليات تنفيذ اتفاق المصالحة وليس اتفاقاً جديداً، وأن عدم تمكين الحكومة يعتبر أكثر العقبات التي تواجه ملف المصالحة.

وأوضح في تصريحات صحفية، اليوم، أن الملاحظات التي قدمتها الحركة تتعلق بآليات تطبيق اتفاقي 2011 و2017، منوهاً إلى أن هناك مشاورات حثيثة لاستئناف المصالحة، وأنه من المبكر لأوانه الحديث عن لقاءات بين وفدي فتح وحماس بالقاهرة، مؤكداً أن مصر ستدعو كافة الفصائل للقاء في الوقت المناسب.

وتابع: “هناك جدية مصرية لاستئناف المصالحة، والقاهرة تبذل قصارى جهدها لإنهاء هذا الملف الشائك، والأمر مرتبط بجدية حركة حماس وتمكينها للحكومة من أجل الانتقال لباقي ملفات المصالحة”، مردفا: “يجب أن نعمل على استعادة الوحدة الوطنية ومواجهة تحديات المخططات الأمريكية والإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، والمصالحة الفلسطينية أصبحت ضرورة ملحة ولا يمكن تأجيلها”.

وكان أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريحات سابقة أنه سيُسلم رئيس المخابرات المصرية رد الحركة على الورقة المصرية الأخيرة.

“زيارات مستمرة”

واستقبلت العاصمة المصرية خلال الفترة الماضية وفدا حركتي فتح وحماس لعقد اجتماعات ثنائية مع المخابرات المصرية لإنهاء الأزمة، وإنجاح المفاوضات المستمرة برعاية مصر لإنجاح المصالحة.

ويزور مصر حاليا وفد من حركة “حماس” من قطاع غزة، لبحث آخر المستجدات بملف المصالحة الفلسطينية، إضافة إلى وصول وفد “فتح”، بقيادة عزام الأحمد، إلى القاهرة، أمس، لتسليم رد حركة فتح للأجهزة الأمنية المصرية على الورقة المصرية الأخيرة لإتمام المصالحة.

وطلبت الحركة في ردها على الورقة المصرية والتي تضمنت 10 بنود أن يتم “تمكين” حكومة التوافق الموجودة حاليا أولا وبشكل كامل من إدارة قطاع غزة، قبل الانتقال إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، حتى يتم ضمان الانتهاء من مرحلة “التمكين” وتوحيد المؤسسات الفلسطينية.

“إسرائيل ترحب”

وكشف مسؤول فلسطيني بارز في تصريحات صحفية محلية أن إسرائيل أبلغت السلطة الفلسطينية أنها لا تمانع بالمصالحة بين الحركتين، وذلك عشية وصول وفدي فتح وحماس الى القاهرة لاستكمال المصالحة، موضحا أن إسرائيل أسقطت الـ “فيتو” عن المصالحة، وتوقفت عن تهديد السلطة الفلسطينية بإجراءات عقابية في حال المصالحة وتشكيل حكومة مع “حماس”.

يذكر أنه في حال كانت وجهات النظر بين رؤية فتح وحماس، حول الورقة المصرية المقدمة مؤخرا للحل متقاربة، ستقوم مصر بدعوة الطرفين إلى جلسة حوار جديدة في القاهرة في وقت قريب.

ربما يعجبك أيضا