“القمر الدامي”.. أبصار الملايين تشخص إلى السماء خلال خسوف القرن

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – شخصت أبصار الملايين حول العالم إلى السماء والأجرام السماوية، مساء اليوم الجمعة، لمشاهدة “القمر الدموي”، وهو يدخل رويدا رويدا في ظل الأرض في أطول خسوف في القرن الحادي والعشرين، حيث سيبدأ القمر في التحول إلى اللون البرتقالي أو البني أو القرمزي  لدى توغله في ظل الأرض.

“سطوع القمر الدامي”

وبدأ ظهور القمر الدامي في تمام الساعة 20:22 بتوقيت غرينتش، وتمت رؤيته في: “أوروبا، وروسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، ومعظم أنحاء آسيا، وأستراليا”، واستمر لمدة ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، لكن سيسبقه، وسيليه، خسوف جزئي، مما يعني أن القمر سيقبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض.

ويعاني سطح القمر عند الخسوف من تغير درجة حرارته بنحو ٢٢٩ درجة مئوية؛ حيث إن درجة حرارة سطح القمر المضاء بالشمس تبلغ أكثر من 130 درجة مئوية، وفي الخسوف وعندما تعترض الأرض لأشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها تمامًا وتنخفض درجة الحرارة على سطح القمر إلى ما دون 99 درجة تحت الصفر.

وقال آندرو فابيان، أستاذ علم الفلك في جامعة كمبردج، ”يطلق عليه القمر الدموي لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر، فيحوّل الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر بالشكل ذاته الذي يصطبغ فيه قرص الشمس باللون الأحمر عند الغروب”.

وتابع: “في الوقت نفسه يقترب المريخ من الأرض أكثر مما حدث في العام 2003، لذلك قد يشاهد بعض المتابعين ما يبدو أنه نجم يتراوح لونه بين الأحمر والبرتقالي، والذي سيكون في الواقع هو الكوكب الأحمر المريخ”.

ولن يتسنى مشاهدة الخسوف في أمريكا الشمالية، ومعظم أنحاء المحيط الهادئ، ومن المتوقع أن يحدث خسوف القمر المقبل لنفس الفترة الزمنية العام 2123.

“مواجهة المريخ والشمس”

وبالتوازي مع ظاهرة الخسوف، حدثت اليوم ظاهرة فلكية أخرى، وهي المواجهة الكبرى بين المريخ والشمس، حيث سيقترب الكوكب الأحمر من الأرض للمرة الأولى منذ عام 2003، والتي يتوقع أن تستمر لعدة أيام، ليتغلب المريخ في سطوعه على المشتري، في ظاهرة لن تتكرر مرة أخرى سوى بعد حوالي 17 عاما، وتحديدا في 15 سبتمبر 2035.

وسيظهر المريخ في شكل “نجم أحمر مشرق” حين تكون السماء صافية.

ووفقا لتيم أوبرين، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة مانشستر، فإن الأمر لا يقتصر على الخسوف الكلي للقمر واقتراب المريخ من الأرض، بل في “مسيرة الكواكب” أيضا، إذ تصطف الكواكب في المجموعة الشمسية بطريقة تسمح بالاستمتاع بمشهد رائع لكواكب الزهرة، والمشترى، وزُحَل، والمريخ.

وأضاف: “كل عدة سنوات يصل المريخ أثناء دورانه حول الشمس إلى نقطة تجعله أمام الأرض، ما يسمح لنا برؤيته عن قرب”.

“التأثير على الإنسان”

ويعتقد البعض أن هذه الظاهرة لها تأثير مباشر على الحالة المزاجية للإنسان، بما يتنافى مع الدراسات العلمية في هذا الصدد.

فبحسب دراسة قام بها باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية وجامعة لودفيج ماكسيميليان الألمانية، لتقييم مدى ارتباط السلوك البشري بالدورات القمرية، في عام 2008 فإن الأدلة الموجودة حول ارتباط السلوك البشري بالدورات القمرية “قليلة”.

وتقول الدراسة: “هناك اعتقاد منذ القدم بأن القمر ودورانه يؤثر على مزاج الكائنات الأرضية.. لكن حتى هذه اللحظة لا يوجد دليل قوي على صحة هذه الفكرة”.

وقال إيليا ماندل، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة بيرمينغهام، إن بعض الأشخاص، الذين يؤمنون كثيرا بعلم التنجيم، هم نفسهم الذين يعتقدون أن “قمر الدم يؤثر على أفعالنا وسلوكاتنا”.

ويقول المدافعون عن التنجيم إن “جاذبية القمر قوية بما فيه الكفاية لتؤثر على المد والجزر في الأرض، كما أنها قادرة على التأثير على الشخص”، موضحين أنه لا يوجد في العالم شيء عشوائي، وأن الأحداث التي يمكن التنبؤ بها والتي لا يمكن التنبؤ بها لها دائما نمط محدد.

وأوضح معارضو التنجيم أن هذا الأمر فيه نوع من المتعة، لكنه يصبح ضارا حين يؤثر على “عقلية التفكير”، حيث يقولون: إن المنجم يتنبأ فقط ولا يأتي بالحجج والدلائل، وهو ما يضعف كلامه ومعتقداته.

https://www.youtube.com/watch?v=fqYHr1boZ6Q

ربما يعجبك أيضا