الكعبة المشرفة.. تعدل رداءها وتتأهب لاستقبال ضيوف الرحمن

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

“وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق”.. من أرجاء الأرض، على عظم اتساعها وتباعد أطرافها؛ يأتي زوار بيت الله الحرام، ملايين الحجيج، إلى بيته المعظم في مكة المكرمة، ليؤدوا فريضة الحج، واحدة من أركان الإسلام الواجبة على كل مسلم مستطيع، ولهذه المناسبة تتأهب مكة وماحولها والبيت الحرام والكعبة المشرفة لهذا المنسك الإسلامي العظيم.

وإيذانا بقرب موسم الحج، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في السعودية، صباح اليوم الإثنين، تأهب الكعبة المشرفة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتمت مراسم رفع الأجزاء السفلية من كسوة الكعبة لمسافة 3 أمتار، لمنع الإضرار بالحجاج لحظة التدافع نحوها والرغبة في تقبيل الحجر الأسود وأستار الكعبة.

ودشن نشطاء موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي وسمًا باسم “الكعبة” شاركوا من خلاله صورًا لها لحظة التأهب ورفع الكسوة وغسلها بماء الورد، استعدادا لاستقبال ضيوف الرحمن، وعبروا من خلال الوسم عن امتنانهم للحكومة السعودية والجهد المبذول إزاء راحة الحجيج، وخدمة بيت الله الحرام، ومن أبرز التغريدات: 
وللكعبة المشرفة هيبة وجلال لا ينساها كل من زارها، ويسعى إليها كل مشتاق لرؤيتها، وهي من أعظم فروض الإسلام، ولا عجب في قول الشاعر “مصطفى قاسم عباس” عن وصفها:

سَرَى حُبٌّ قَدِيمٌ فِي الحَشَايَا فَأَلْهَبَ لِي كِيَانِي وَالعِظَامَا

هُنَا عَجَزَ اللِّسَانُ فَلا بَيَانِي يُسَاعِدُنِي، أَنُسِّيتُ الكَلامَا؟

إِذَا انْفَطَرَ الفُؤَادُ فَلا تَلُمْنِي فَمِثْلِي عِنْدَ زَمْزَمَ لَنْ يُلامَا

أَنَا الصَّبُّ المُتَيَّمُ فِي بِقَاعٍ بِهَا المُخْتَارُ قَدْ صَلَّى وَصَامَا

عَلِقْتُ بِحُبِّهَا مُذْ كُنْتُ طِفْلاً وَكَمْ غَرَزَتْ بِخَفَّاقِي سِهَامَا

أَمَا وَطِئَ الحَبِيبُ عَلَى ثَرَاهَا؟ لِذَلِكَ حُبُّهَا فِي القَلْبِ دَامَا

وَفِي يَوْمِ اللِّقَاءِ خَشِيتُ بَيْنًا أَبَعْدَ الوَصْلِ أَحْتَمِلُ الفِطَامَا؟!

وَهَا أَنَا تَحْتَ ظِلِّ البَابِ أَبْكِي وَنُورُ الكَعْبَةِ الغَرَّا تَسَامَى

أَرَى الحَجَرَ الكَرِيمَ لُجَيْنَ بَدْرٍ وَأَلْتَثِمُ الجَمَالَ بِهِ التِثَامَا

وَأَعْلَمُ أَنَّهُ حَجَرٌ وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ قَبَّلَهُ اسْتِلامَا

رَأَيْتُ بِمَكَّةَ الأَنْوَارَ فَجْرًا تَحُوطُ الحِجْرَ وَالبَيْتَ الحَرَامَا

أَمَكَّةُ، أَنْتِ يَاقُوتٌ وَدُرٌّ وَلِلإِسْلامِ تَبْقَيْنَ السَّنَامَا

شُعُوبُ الأَرْضِ قَدْ جُمِعَتْ بِشَوْقٍ وَحَوْلَ البَيْتِ تَزْدَحِمُ ازْدِحَامَا

أَتَوْا مِنْ كُلِّ فَجٍّ كَيْ تَرَاهُمْ قُعُودًا – يا إلهي – أَوْ قِيَامَا

وصرح مدير عام مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة الأستاذ أحمد بن محمد المنصوري أن الرئاسة جرت على العادة السنوية وحسب الخطة المعتمدة لموسم الحج هذا العام 1439هـ عمل فريق من المختصين والفنيين بالمجمع هذا الإجراء الذي يأتي من باب الاحتراز والحفاظ على نظافة وسلامة الكسوة ومنع العبث بها.

حيث يشهد المطاف أعداداً كبيرة من الحجاج تحرص على لمس ثوب الكعبة، والتعلق بأطرافه وذلك يعرض الثوب لبعض الضرر.

وأكد مدير عام مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة في تصريحه أن ما يُقدم عليه بعض الحجاج من قطع بعض أجزاء من ثوب الكعبة، أو التبرك بالكسوة يستند على اعتقادات خاطئة، ولأجل ذلك تُرفع الكسوة إلى مسافة ثلاثة أمتار، وتحاط بقطع من القماش الأبيض, لافتاً أنه سيعاد الوضع إلى طبيعته بعد انتهاء الموسم.
https://www.youtube.com/watch?v=KUuDV-x2Uqg

ربما يعجبك أيضا