مقتل الأنبا إبيفانوس يثير غضب مسيحيي مصر.. و”الكنيسة”: انتظروا التحقيقات

إبراهيم جابر

كتب – إبراهيم جابر:
القاهرة – ودعت الكنيسة المصرية الأنبا إبيفانوس رئيس دير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون في محافظة البحيرة، أمس، بعد العثور عليه مقتولا أمام القلاية الخاصة به داخل الدير إثر إصابة في الرأس واشتباه في تهشم مؤخرة الرأس، في واقعة تعد الأولى في تاريخ الكنيسة تقع بين جدران الدير، وتعد حدثا استثنائيا مما جعلها تهز الكنيسة.

ويعد الانبا أبيفانوس أحد تلاميذ القمص متى المسكين، والذي تولي رئاسة الدير عام 2013، خلفا للأنبا ميخائيل مطران أسيوط.

“تفاصيل الجريمة”

وبدأت الواقعة بتلقي رئيس مباحث مديرية البحيرة اللواء عبد الغفار الديب، بلاغًا من المسؤولين عن دير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون يفيد بالعثور على جثة رئيس الدير أمام قلايته “سكن الرهبان”، وانتقلت الأجهزة الأمنية ونيابة وادي النطرون إلى مكان الحادث، لمعاينة موقع الجريمة وكشف ملابسات الحادث.

وتبين من المعاينة الأولية للجثة وجود إصابة وشبهة جنائية وراء الواقعة، وتم نقل الجثة مشرحة مستشفى وادي النطرون، وقرر مدير أمن البحيرة تشكيل فريق بحث لكشف لغز الحادث وضبط مرتكبيه، وأمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة.

وفحصت النيابة العامة المصرية كاميرات الدير، كما استمعت إلى أقوال الرهبان والأساقفة بالدير، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث تم غلق كل الطرق المؤدية لمنطقة الأديرة، ونشر خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية.

“التحريات الأولية”

وكشفت التحريات الأولية لضباط المباحث الجنائية عن استخدام مرتكب الجريمة أداة حادة لقتل رئيس الدير لدى خروجه من القلاية متجهًا لأداء القداس الإلهي.

وروى الرهبان المرافقون لجثمان الأنبا إبيفانيوس اللحظات الأخيرة له في تحقيقات النيابة، موضحين أنهم فوجئوا أثناء الذهاب للصلاة بالقداس الإلهي بتأخر الأنبا إبيفانيوس عن الوصول لرئاسة القداس، رغم أنه اعتاد الاستيقاظ في الساعات الأولى من الصباح، فخرجوا للبحث عنه ووجدوه على السلالم عقب خروجه من قلايته في حالة إغماء، وظهرت كمية كبيرة من الدماء أسفل رأسه.

وكشفوا أن مرتكب الجريمة استخدم آلة حادة هشم بها رأس رئيس الدير، وسدد عدة ضربات له، فسقط غارقًا في دمائه، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط مرتكب الجريمة وتقديمه للعدالة.

وأجرت النيابة معاينة للدير ومناظرة الجثمان والتحفظ على أجهزة “D.V.R” الخاصة بالدير وندب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليه لبيان مواضع الإصابة وأسباب الوفاة، كما أمر النائب العام المستشار نبيل صادق باستعجال طلب تقرير الصفة التشريحية الخاصة بالمجني عليه، وسرعة الانتهاء من التحريات عن الواقعة ومرتكبيها.

“غضب في الكنيسة”

وسيطرت حالة من الغضب على أبناء الكنيسة المصرية حيث تعد الواقعة هي الأولى من نوعها، ما دفع البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والذي ظهر باكيا خلال توديع الجثمان، إلى توجيه عدة رسائل إلى رهبان دير الأنبا أبو مقار، وأبناء الكنيسة المصرية بشأن الحادث.

وقال البابا: “أمام هذا المصاب الجلل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، وهذا المصاب هزني أنا شخصيًا، فالأنبا إبيفانيوس نموذج مشرق، فقد كان كوكبًا مضيئا، وهو أول أسقف يقام في عهدي، وكنت استرشد به كثيرا في قرارتي”، مردفا: “كان نموذجا وقامة واحتل هذه المكانة وكان يشرف الكنيسة القبطية أمام كنائس العالم”.

وخاطب البابا الرهبان قائلًا: “أتمنى لكم السلام في الدير أنتم تنتمون للكنيسة القبطية وليس أحدًا آخر، أنتم تنتمون للقديس الأنبا مقار الكبير، واخرجوا من بينكم أي انحراف بعيد عن الرهبنة، وننتظر نتائج التحقيقات فلم نصل لشيء”، محذرًا الآباء الرهبان من الظهور الإعلامي بأي صورة من الصورة قائلًا: “لقد انقطعتم عن العالم فلا تعودوا بأي صورة من الصور.

واختتم البابا تصريحاته، موجها حديثه إلى أبناء الكنيسة المصرية، قائلا: “أرجو عدم استباق الأحداث ونشر الشائعات فلا يوجد اتهامات واضحة والتحقيقات مستمرة”.

ربما يعجبك أيضا