أطفال العالم يواجهون الموت بسبب “تأخير الرضاعة الطبيعية” ساعة

إبراهيم جابر

كتب – إبراهيم جابر:
القاهرة – يواجه الأطفال الرضع حول العالم خطر الموت منذ الساعات الأولى من ولادتهم، حيث إن 78 مليون شخص، بمعدل 3 من كل 5 أطفال، لا يرضعون من الثدي خلال الساعة الأولى من حياتهم، ما يعرضهم لخطر الوفاة والمرض بدرجة أكبر من نظرائهم الذين يلتقمون أثداء أمهاتهم في الساعة الأولى، وفق الدراسة الأخيرة التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية.

“توقيت الرضاعة”

وأضاف التقرير أن الأطفال حديثي الولادة الذين لا يرضعون في الساعة الأولى من حياتهم أكثر عرضة  للموت إذ يمكن أن يتسبب ذلك في عواقب وخيمة تهدد حياتهم، موضخة أن الأطفال الذين يرضعون في الساعة الأولى من حياتهم فرص بقائهم على قيد الحياة أكثر. وأوضح التقرير أن لمس الأم لطفلها بعد الولادة يحفز إنتاج الحليب، الموصوف بكونه “أول لقاح للطفل” والغني جدًا بالعناصر المغذية الأجسام المضادة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، هنريتا هور، إن توقيت الرضاعة مسألة “حياة أو موت”، ومع ذلك فإن الملايين من الأطفال حديثي الولادة يفقدون فوائد الرضاعة الطبيعية المبكرة، لأسباب في كثير من الأحيان يُمكن تغييرها، لافتة إلى أن الأمهات ببساطة لا يتلقين الدعم الكافي لتنفيذ عمليات الرضاعة الطبيعية في غضون تلك الدقائق الحاسمة بعد الولادة، سواء من ذويهم أو من أفراد الخدمات الطبية في المرافق الصحية.

“أفضل بداية”

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تادروس أدهانوم، إن الرضاعة الطبيعية تمنح الأطفال أفضل بداية ممكنة للحياة، مُطالبًا بتوسيع نطاق الدعم للأمهات بشكل عاجل، لحثهن على بدء عملية الرضاعة في الساعة اللأولى “كي يمنحوا أطفالهم البداية التي يستحقونها”.

وأظهرت دراسات سابقة ورد ذكرها في التقرير أن الأطفال حديثي الولادة الذين بدأوا الرضاعة الطبيعية بين ساعتين و23 ساعة بعد الولادة لديهم خطر أكبر للوفاة بنسبة 33% مقارنة بمن بدأوا الرضاعة الطبيعية خلال ساعة واحدة من الولادة.

وحث التقرير الحكومات والمانحين وغيرهم من صناع القرار على اتخاذ تدابير قانونية قوية لتقييد سوق حليب الأطفال وغيره من بدائل لبن الأم.

“مصر في خطر”

وأشارت دراسة للمنظمة، بالتعاون مع “يونسيف”، أن معظم هؤلاء الأطفال يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مشيرة إلى أن معدلات الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى انخفضت في مصر من 40% عام 2005 إلى 27% عام 2014، تزامنًا مع ارتفاع معدلات الولادة القيصرية من 20% عام 2005 إلى 52% عام 2014، حيث احتلت مصر المرتبة رقم 69 من بين 76 دولة أجريت عليهم الدراسة.

ووأوضحت الدراسة أن معدلات الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى بعد الولادة هي الأعلى في شرق وجنوب أفريقيا بنسبة 65%، والأدني في شرق آسيا والمحيط الهادي بنسبة لا تتجاوز 32%، منوهة إلى أن بورندي وسريلانكا وفانواتو تُشكل النسب الأعلى بين الدول التي يرضع ابنائها في الساعة الأولى، إذ تلقى 9 من كل 10 أطفال رضاعة طبيعية بمجرد ولادتهم، وعلى النقيض من ذلك؛ فإن 2 من كل 10 أطفال ولدوا في أذربيجان وتشاد والجبل الأسود يتلقون تلك الرعاية.

“مصر تحاول”

وأطلقت وزارة الصحة والسكان، في نهاية عام 2016، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” مبادرة قومية لدعم وتشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية والمنشآت صديقة الطفل والأم، حيث شهدت السنوات السابقة انخفاضا في معدل الرضاعة الطبيعية على مستوى العالم وفي مصر، وطبقا لآخر إحصائيات قومية فان نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة في الأطفال من عمر 4-5 أشهر بلغت 13.3 % فقط عام 2014 مقارنة ب28.8% عام 2008 و33.5% عام 2000.

وقال برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر، أن هناك ضرورة لزيادة وعى وتمكين الأمهات وضرورة العمل مع منظمات المجتمع المدنى وتكثيف الجهود من خلال شراكات بناءة وفعالة للتأكيد على أهمية الرضاعة الطبيعية حتى يحصل كل طفل على البداية المثلى لنمو عقلي وبدني سليم.

ربما يعجبك أيضا