إلهان ورشيدة..قصة صعود أول مسلمتين لأعتاب الكونجرس

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

إلهان عمر ورشيدة طليب المسلمتان القويتيان، صنعتا لأنفسهما سقفًا تجاوزتا به حدود الواقع الذي تعيشانه بعد أن كسرتا سقف العنصرية والتمييز وعدم المساواة، واستحققتا عن جدارة أن يحفر اسمهما بذهب في تاريخ الكونجرس.

بعدما فازت الأمريكية من أصول صومالية، إلهان عمر، بالانتخابات التمهيدية للديمقراطيين للمنافسة على مقعد الدائرة الخامسة في ولاية مينسوتا، أصبحت بذلك ثاني مسلمة عربية مرشحة للانضمام إلى عضوية مجلس النواب الأمريكي (الكونجرس)، وفي نوفمبر المقبل، من المتوقع أن يشهد الكونجرس الأمريكي، حدثاً تاريخياً بانضمام عربيتين مسلمتين إلى قائمة أعضائه للمرة الأولى، وفقا لما ذكرته وكالة “الأناضول”التركية.

ومطلع الشهر الجاري، فازت الفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب بالانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في الدائرة الثالثة عشرة ولاية “ميتشجان”، ونظرا لعدم ترشح أي سياسي من الحزب الجمهوري على مقعد دائرة الكونجرس الثالثة عشرة بولاية ميشيجان، بات فوز رشيدة بالمقعد محسومًا بالتزكية، خلال الانتخابات التي ستجري في 6 نوفمبر القادم؛ لتكون أول سيدة أمريكية مسلمة تُنتَخب في الكونجرس.

إلهان عمر.. اللاجئة تحفر اسمها من ذهب

لم تعلم إلهان عمر اللاجئة في أحد مخيمات الصومال أنها ستحقق يومًا ما إنجازًا تاريخيًا بفوزها بمقعد في مجلس  النواب المحلي في مينيسوتا لأول مرة في التاريخ كامرأة مسلمة لاجئة من الصومال إلى الولايات المتحدة، ترتدي حجابها وهو شعارها الذي حملته معها خلال حملة انتخابات طويلة بدأت منذ عامين قبل أن تنتهي بها إلى الحصول على الانتخاب العام لتمثيل مقاطعتها في مجلس الولاية المحلي، ثم تفوز بالانتخابات التمهيدية للكونجرس الأمريكي .

وتنافس إلهان على مقعد دائرة الكونجرس الثالثة عشرة بولاية ميشيغان، الذي ظلّ حكراً على النائب الديمقراطي جون كونيرز، وذلك منذ عام 1965 حتى ديسمبر الماضي، حين استقال بسبب اتهامات بـ”التحرش الجنسي”، ورغم وجود منافس جمهوري لإلهان عمر في مينسوتا، لكن دائرتها التي ترشحت لمقعدها ديمقراطية خالصة؛ ما يعطيها حظوظا كبيرة بالفوز في نوفمبر المقبل، خصوصاً أنها تمكنت خلال الانتخابات التمهيدية من التغلب على خمسة منافسيين من الديمقراطيين، وحصدت على تأييد 48 بالمئة من أصوات الناخبين.

وتروي إلهان قصة لجوئها بعد أن اضطرت عائلتها إلى الهروب من العاصمة مقديشو وعمرها لا يتعدى الشهور بسبب الحرب الأهلية… في تلك الأيام المبكرة من طفولتها كان على “عمر” أن تكتشف الحياة في المخيم وتعرف كتابة الحروف الأولى هناك، وأن تشكل عالمها الطفولي من خلال أطفال المخيم من أبناء وطنها.

وتقول إلهان: إن فوزها ليس مجرد إنجاز حققته بينما هو رسالة موجهة للعالم كله وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن أمريكا تتغير.

وتضيف إلهان، في إحدى مقابلاتها الصحفية، إنها تقدم قصتها الشخصية في المنابر كافة حتى يعرف الجيل الجديد من أبناء المهاجرين إلى الولايات المتحدة أنهم مطالبون بالإيمان بأنفسهم لأنهم أذكياء بما فيه الكفاية، وأنهم مواطنون يتمتعون بكل الحقوق، والتي من واجبهم ممارستها، وهم أيضا مطالبون بالعمل القاعدي الطويل الأمد وهم في سبيل ذلك مطالبون أيضا بالبحث عن شركاء لهم في أهدافهم وقضاياهم وتطلعاتهم، وفي خضم كل ذلك هم مطالبون بالتعبير وبالصوت العالي عن طموحاتهم وأهدافهم وتطلعاتهم، والأمر سيان من وجهة نظرها أن يكون المتحدثون هؤلاء نساء أو رجالا.

رشيدة طليب ابنة الضفة الغربية

دخلت رشيدة طليب، ابنة مهاجرين فلسطينيين التاريخ، أيضًا الأسبوع الماضي حين فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي والتي تخولها أن تصبح أول مسلمة تنتخب في الكونجرس.

وهذه المحامية السابقة البالغة من العمر 42 عاما فازت بانتخابات الديمقراطيين التمهيدية في ميشيغن متفوقة على خمسة منافسين ديمقراطيين ولم يتقدم أي مرشح آخر من الجمهوريين لمواجهتها وبالتالي ضمنت دخولها إلى مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التشريعية في تشرين الثاني/ نوفمبر. وقالت في تغريدة “شكر جزيلا لأنكم جعلتم هذه اللحظة الاستثنائية ممكنة. لا تسعني الكلمات للتعبير، أتطلع لتمثيلكم في الكونجرس”.

واعتبرت رشيدة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بمثابة “إنذار” للكثير من النساء الأمريكيات اللواتي لم يتقدمن سابقا بمثل هذه الأعداد الكبرى لانتخابات الكونجرس، بخاصة من بين صفوف الديمقراطيين بعد سنة شهدت تداعيات حركة “مي تو” لضحايا التحرش الجنسي.

وأوضحت أن أسبابا شخصية أيضا دفعتها لخوض الانتخابات وخصوصا الصعوبات التي يواجهها ابناها لإيجاد مكانتهم في بلد أصبح بشكل متزايد معاديا للمسلمين الذين يشكلون نحو 1.1 بالمائة من الشعب الأمريكي.

وكانت طليب قاطعت في آب/ أغسطس 2016 في ديترويت تجمعًا انتخابيًا لدونالد ترامب قائلة “إن أولادنا يستحقون ما هو أفضل” ودعته إلى قراءة الدستور الأمريكي، قبل أن تخرجها قوات الأمن من القاعة لمقاطعتها ترامب.

وقالت طليب لشبكة “سي إن إن” إن والدتها غضبت جدا قائلة لها “لقد أوقفوك مباشرة على التلفزيون الوطني” وردت بالقول “إنه أكثر تصرف أمريكي كان بوسعي القيام به”.

وتدافع المحامية السابقة عن برنامج ينص على المساواة في الرواتب بين الرجال والنساء، والتعليم الجامعي المجاني مرورا بالصحة العامة وحقوق مثليي الجنس وإلغاء مرسوم الهجرة الذي اعتمده ترامب، إلى جانب حماية البيئة.

ربما يعجبك أيضا