اللاجئون في لبنان.. تصاعد خطاب التحريض

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تكرار حوادث الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان، يعكس واقعًا تتسبب به عوامل كثيرة أبرزها غياب استراتيجية واضحة للدولة للتعاطي مع ملف اللاجئين، فضلاً عن خطاب الكراهية والتحريض السياسي ضدهم.

في الداخل اللبناني تبدلت معادلات السياسة بعد الانتخابات الأخيرة مع تراجع ملموس في أداء الاقتصاد ومعهما قفزت إلى الواجهة مبادرات من سوريا قيل إنها لإعادة من يرغب من اللاجئين إلى قراهم ” المدمرة “.

لبنان يعاقب مفوضية اللاجئين

مطلقاً نيرانه السياسية على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اتهم وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل المنظمة الدولية بتخويف اللاجئين من العودة لديارهم واتخاذها سياسة معاكسة لرغبة اللبنانيين ومصلحتهم العليا.

الوزير اللبناني ترجم تصريحاته عبر سلسلة إجراءات تصاعدية بحقها أولها كانت تجميد كل طلبات الإقامة التي قدمتها المفوضية في لبنان.

تهديدات باسيل وقراراته تأتي بعد توتر ساد العلاقة بين المنظمة الدولية والسلطة السياسية في لبنان التي تصر على عودة اللاجئين بأسرع وقت ممكن بغض النظر عن أية ضمانات سياسية دفعت سياسيين للتحذير من مغبة هذه السياسات.

لا نعارض ولا نعيق

” لا نعارض ولا نعيق العودة ” كذا ردت المفوضية في بيان مقتصب على الوزير جبران، لكنها ترى أن الظروف ليست مواتية في الوقت الراهن لتقديم المساعدة وإن كان الوضع آخذ في التحسن.

فالمنظمة التي ترى في عودة اللاجئين إلى مناطق مدمرة أشبه ما يكون بعملية “قتل للعائدين”، رأت في قرار باسيل عقاب للمنظمة والتي اتهمها باسيل بتخويف اللاجئين السوريين في لبنان من العودة عن طريق أسئلة عن الخدمة العسكرية الإجبارية والظروف الأمنية في سوريا، في وقت تحدثت فيه تقارير عن استعداد نحو ثلاثة آلاف سوري للعودة إلى وطنهم.

ضمانات غائبة

الخطاب المعادي تجاه المنظمة الأممية يستند في كثير من الأحوال إلى أرقام تتحدث عن ارتفاع في أعداد الموقوفين السوريين بملفات جرمية، لكنّ هذه الأرقام لا تتطور لتتحدث عن طبيعة هذه الملفات ولا حتى الأحكام التي تصدر بحق الموقوفين إن صدرت !

فالتقارير الواردة من لبنان تشير إلى أن مئات اللاجئين السوريين يغادرون لبنان نحو قراهم في سوريا على غرار قافلة شبعا اللبنانية.

اللاجئون والمضيّفون..علاقة ضبابية

لكنّ الضبابية التي تخّيم على العلاقة بين اللاجئين والمضيفين تختلف من منطقة لأخرى تبعاً لأهواء سكانها السياسية، لا تمنع آلاف اللاجئين من ممارسة مهامهم اليومية من أجل إعالة أسرهم وإن عكّر هذا الواقع ممارسات تترجم غياب الاستراتيجية الواضحة في مقاربة ملف اللجوء.

فهمية شرف الدين المتخصصة اللبنانية في علم الاجتماع ترى أن هناك عنصرية شديدة تجاه اللاجئين السوريين، فمن وجهة نظرها أن اللبنانيون لديهم استعلاء تحّول إلى عنصرية بفضل الحروب وعدم الاعتراف بالآخر.

فخطاب الكراهية والتحريض صار مظهراً مستمراً من مظاهر الاضطهاد للسوريين في لبنان نظراً لأنهم غير قادرين عن الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء اللبناني.
 

ربما يعجبك أيضا