عرفة.. خير يوم طلعت فيه الشمس

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

يوم من أيام الله التي اختارها الله لعباده المؤمنين بل هو خير يوم طلعت عليه شمس الدنيا إنه اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يوم عرفة، يوم الحج الأكبر، يوم الدعاء، يوم اكتمال الدين، اليوم المشهود، يوم يتباهى الله فيه بعباده.

فقد روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء”.

وعن جابر رفعه، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: إنظروا إلى عبادي شعثاً غبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولا عذابي فلم أر يوماً أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة” رواه أبو يعلى.

في يوم عرفة يجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله تعالى، وارتفعت أياديهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة.

عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله7 أمتار، فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو22  كيلو مترًا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6  كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومترات مربعة.

وليوم عرفة فضل عظيم فقد روي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” حديث صحيح.

ويقول حديث أبي قتادة مرفوعا: “صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية”.

ويحرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل،  بحديث رسول الله محمد: “صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”،وأنه لا يجوز للحاج صيامه كون النبي محمد كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة، وقد جاء في الحديث: “نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفة”.

كما يعتبر اليوم الذي أتم الله فيه دين الإسلام، فقد قال عمر بن الخطاب : “إن رجلاً من اليهود  قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ].

قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي  وهو قائم بعرفة يوم الجمعة” كما يعتبر يوم عيد لمن وقف بعرفة فقد جاء في السُنّة عن نبي الإسلام محمد أنه قال: “يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام”، وفيه يعظم الدعاء فقد قال رسول الله: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”، كما يكثر فيه العتق من النار وفيه قال رسول الله: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة”، وفيه يباهي الله بمن وقف بعرفة أهل السماء وقد جاء في الحديث: “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء”،كما يعتبر  الركن الأعظم للحج فقد قال رسول الله: “الحج عرفة”.

ربما يعجبك أيضا