إيران.. ورقة الضغط المتبادلة بين الروس والأمريكيين في سوريا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يبدو أن صوت الأحداث في سوريا تحول إلى صوت قذائف من النوع العابر للقارات، بين الدولتين العظمتين، أمريكا وروسيا، في ظل الجدل المحتدم بشأن بقاء الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية.

علاقات متأرجحة بين واشنطن وموسكو بسبب خلافات على أكثر من ملف أبرزها بقاء القوات الأجنبية على الأراضي السورية، وخطة إعمار سوريا فضلاً عن المقترح الروسي لعودة اللاجئين السوريين لديارهم.

واشنطن – موسكو.. مطالب ومطالب مضادة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ينظر في رفع العقوبات عن روسيا، لكن بشروط لخصها بمدى تعاون موسكو في الملفين السوري والأوكراني، مطالب ومطالب مضادة بين موسكو وواشنطن على الأراضي السورية.

أحد المطالب الأمريكية الرئيسية هي أن تساهم موسكو بالحد من النفوذ الإيراني في سوريا بل وتضمن خروج القوات الإيرانية وكافة الميليشيات الموالية لها من الأراضي السورية، إضافة إلى ذلك تسعى واشنطن إلى فرض منطقة حظر جوي في شمال وشمال شرق نهر الفرات باستخدام القوات الجوية الأمريكية.

الإدارة الأمريكية أعلنت شرطاً آخر لإعادة إعمار سوريا بعدما أعلنت إدارة ترامب عدم مشاركتها بأية عملية لإعادة الإعمار قبل البدء بعملية سياسية جادة لا رجعة فيها بقيادة الأمم المتحدة.

روسيا لديها هي الأخرى مطالب من واشنطن تسعى لتحقيقها في سوريا منها التعاون الأمريكي مع المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين لبلادهم، إضافة إلى ذلك تريد موسكو مساهمة فاعلة من واشنطن في إعادة الإعمار في كافة المناطق السورية.

كذلك ترغب روسيا من الولايات المتحدة العمل على إقناع حلفائها الأكراد بإنجاز المصالحة مع النظام السوري.

بولتون يثير غضب روسيا

يبدو أن تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، والتي قال فيها: إن روسيا عالقة في سوريا وقد لا تنجح في إحلال السلام في هذا البلد وإعادة إعماره من دون واشنطن، قد أثارت غضب الروس.

بولتون كشف عن بعض ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أن المصالح الإيرانية في سوريا لا تتناسب مع المصالح الروسية، وأن موسكو غير قادرة بمفردها على إخراج القوات الإيرانية.

لم يتأخر الرد الروسي على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف على تصريحات بولتون، عندما قال إنه يتعين سحب كل القوات الأجنبية التي دخلت سوريا دون موافقة الأسد في إشارة إلى القوات الأمريكية.

إذاً فالأمر يتعلق بالتوقيت لا بالقدرة.. فاللحظة الأمريكية المناسبة ليست كالروسية نظراً لاختلاف الأولويات، فموسكو مفي عجلة من أمرها لبحث إعادة الإعمار وفق ما كشفت عنه مذكرة رئيس هيئة الأركان الروسية لنظيره الأمريكي، والتي قوبلت حينها بفتور أمريكي وربطت واشنطن حينها إعادة الإعمار بحل سياسي شامل تقوده الامم المتحدة.

الحل السياسي.. الوصفة السحرية

الحل السياسي في سوريا يعدّ الوصفة السحرية عبر تقييده بتفاهمات قد تبقى في الحد الأدنى منه على بنية النظام القائم في سوريا بوصفه نظاماً مقبولاً روسياً وإسرائيلياً.

هذا ما اتفق عليه بوتين وترامب في قمة هلسنكي حول سوريا، بإعتبار أمن إسرائيل على رأس الأولويات. فمن تل أبيب ترفع الولايات المتحدة مطالبها إلى أعلى من السقف الإسرائيلي، وهي الضغط لخروج إيران من سوريا بالكامل.

إيران تراوغ

في المقابل، أعلنت إيران مراراً وتكراراً أنها لن تخرج من سوريا إلا كما دخلت -أي بطلب من النظام السوري- طلب قد يكون من اليسير تحقيقه بضغطة روسية إذ إن “رقبة” بشار الأسد ونظامه السياسي بيد موسكو التي أنقذته حقاً من السقوط حسب وصف البعض.

لكن هذا بالمقابل سيسمح لإيران المتغلغلة داخل أجهزة النظام الأمنية والعسكرية والاقتصادية إلى إبقاء هيمنتها على الطريقة اللبنانية في حال أضطرت إلى إخراج قوات لم تعترف أصلاً بوجودها بإستثناء من تصفهم بـ”المستشارين العسكريين”.

ربما يعجبك أيضا