حراك سياسي “مكثف” في العراق لتشكيل الحكومة العراقية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

احتدم الصراع على تشكيل الحكومة العراقية قبل موعد تكليفها من البرلمان، يأتي هذا في الوقت الذي باتت الضغوط الإيرانية من جهة والأمريكية من جهة أخرى لا تخفى على أحد، وهي نتيجة طبيعية لتحول العراق إلى كعكة تتجاذبها واشنطن وطهران ولكل منهما الآلاف من الجنود في العراق!!.

قيس الخزعلي أمين عام ميليشيا العصائب الشيعية الموالي لإيران، قال إن أمريكا تحاول الضغط على بعض الاطراف بشأن تشكيل الحكومة ولكن في حال استمرت السفارة الأمريكية بالتدخل في الشؤون العراقية فإننا لن نسكت على ذلك!.

ويخوض تياران شيعيان سباقا لتشكيل تحالف عريض داخل البرلمان لتشكيل الحكومة المقبلة.

التيار الأول يقوده تحالف “سائرون” المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والفائز بالمركز الأول برصيد 54 مقعدا، وائتلاف “النصر” بزعامة العبادي والذي حل ثالثا بـ42 مقعدا.

بينما يقود الثاني، ائتلافا “الفتح” الذي يضم أذرع سياسية لفصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري والذي حل ثانيا برصيد 48 مقعدا، و”دولة القانون” بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي والذي حل رابعا برصيد 26 مقعدا.

وأمام الكتل الفائزة مهلة 90 يوما من تاريخ مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات لتشكيل الحكومة المقبلة.

مبعوث ترامب

وقد بدأ مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون التحالف الدولي ضد “داعش” بريت ماكغورك، جولة مباحثات مع قيادات عراقية للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.وتأتي المباحثات قبل أيام من عقد أولى جلسات البرلمان الجديد المقررة 3 سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث ستشهد انتخاب رئيس للبرلمان ونائبين له.

وعقد مبعوث ترامب، اجتماعاً مع أسامة النجيفي (نائب رئيس الجمهورية الحالي)، ومرشح تحالف “المحور الوطني” السني لرئاسة البرلمان الجديد.وقال مكتب النجيفي، إن اللقاء، الذي حضره كذلك السفير الأمريكي في بغداد دوغلاس سيليمان، ناقش “التطورات السياسية وطبيعة المباحثات الجارية بين الكتل السياسية لتشكيل الكتلة الأكبر”.وأضاف البيان أن النجيفي شدد على أهمية البرنامج الحكومي وضرورة العمل الجاد من أجل تفكيك المشاكل وتقديم خدمات متطورة إلى الشعب.

شروط التحالف الكردي

وأعلن قيادي في تحالف الأحزاب والكتل الكردية، أن دعم تحالفه للكتلة الأكبر وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة متوقف على الإلتزام بإتفاقات لتنفيذ مطالب الكرد شريطة أن تكون معلنة بشكل رسمي.

وشكلت الأحزاب والكتل الكردية وهي “تحالف الديمقراطية والعدالة”، و”حركة التغيير”، و”الجماعة الإسلامية”، و”الاتحاد الإسلامي”، تحالفا جديدا يضم 11 مقعدا في البرلمان العراقي من أصل 329 مقعدا.

وقال جمال كوجر، القيادي في التحالف وعضو كتلة “الاتحاد الاسلامي”، إن “تحالفنا سيدعم الكتلة التي ستشكل الحكومة الجديدة شريطة ان يكون هناك اتفاقات معلنة بشكل رسمي تقضي بتنفيذ مطالب الكرد وهي عبارة عن استحقاقات دستورية تتعلق بالمادة 140 من الدستور، والنفط، والمنافذ الحدودية، ورواتب قوات البيشمركة (القوات المسلحة في إقليم شمال العراق)”.

وتنص المادة 140 من الدستور العراقي على تطبيع الأوضاع في محافظة كركوك (شمال) ومناطق أخرى متنازع عليها في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، ومن ثم إحصاء عدد السكان الذين سيقررون في الخطوة الأخيرة تحديد مصير مناطقهم بالإبقاء عليها تابعة لبغداد أو الانضمام لإقليم شمال العراق.

تحالف العرب والأكراد السنة

فيما قال تحالف “المحور الوطني” -الذي يضم غالبية القوى السُنية العراقية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة- إنه اقترب من التوصل لاتفاق مع أحزاب كردستان العراق، في سياق المباحثات الرامية لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال التحالف المُشكل حديثا، في بيان، إن مفاوضاته مع الأحزاب السياسية في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني‎، والاتحاد الوطني الكردستاني) وصلت مراحل متقدمة تمهيدا لتوقيع “وثيقة مبادئ”.

وأوضح ان هذه الوثيقة “يمكنها أن تكون أساسا لإعادة بناء الدولة؛ لتجاوز حالات الإخفاق والفشل التي وصلنا إليها والتي أثبتت عجزها الكامل عن إيجاد حلول للمشكلات الجوهرية، منذ عام 2003 (احتلال العراق) وحتى اليوم”.

وأشار البيان إلى أن “اللقاءات والحوارات التي يجريها المحور (الوطني) حاليا لم تفض حتى اللحظة إلى تفاهمات نهائية”.

ورفض التحالف “أسلوب الإملاءات والشروط المسبقة، مؤكدا أنه “لن يتعاطى معها”، لكنه لم يوضح الإشارة من ذلك.

وتابع أنه “لن يتعاطى أيضا مع أي رغبات غير عقلانية للتعامل مع طرف دون آخر من أطراف المحور”.

رئاسة البرلمان العراقي

فيما أعلن تحالف “المحور الوطني”، الذي يضم غالبية الكتل السياسية السُنية العراقية، ترشيح نائب الرئيس العراقي، أسامة النجيفي، ومحافظ الأنبار (غرب)، محمد الحلبوسي، لرئاسة البرلمان الجديد.

وقال التحالف (52 مقعدا من أصل 329)، في بيان، إن “النجيفي رُشح من قبل كتلة (تحالف القرار العراقي)، التي يترأسها، بينما تم ترشيح الحلبوسي من قبل كتلة (العراق هويتنا)، التي يترأسها، وهما كتلتان منضويتان في تحالف (المحور الوطني)”.

وألمح البيان، إلى أن الكفة تميل إلى صالح النجيفي بالقول إنه “يحظى بأغلبية الأصوات وتأييد واسع من مختلف الكتل السياسية ضمن المحور الوطني”.

وأضاف التحالف، أنه سيحسم اختيار أحدهما، خلال الأيام القليلة المقبلة، قبل انعقاد جلسة البرلمان.
 

ربما يعجبك أيضا