بعد استجواب روحاني.. هل يقدمه النظام “كبش فداء” للخروج من كبوته؟

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

تزداد التحديات التي يواجهها النظام الإيراني، بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار قيمة الريال الإيراني، وبدء فرض العقوبات الأمريكية على طهران، لتبدأ مرحلة انهيار النظام بعد إقالة عدد من الوزراء والمسؤولين وصولًا لاستجواب الرئيس الإيراني حسن روحاني لأول مرة منذ توليه الحكم، إلا أن فشله في إقناع البرلمان أعاق مسلسل الإقالات الذي بدأ منذ فترة للإيحاء بمكافحة الفساد، فهل يقدم النظام الملالي “روحاني” كبش فداء” للخروج من الأزمة؟.

استجواب روحاني
في أول استجواب للرئيس الإيراني حسن روحاني منذ توليه السلطة في 2013، لمسائلته عن أسباب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران، سعى روحاني للدفاع عن أداء حكومته وعن دور العقوبات الأمريكية في تأزيم الأوضاع الاقتصادية.

وخلال الجلسة، اتهم روحاني المتظاهرين بتشجيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي، مُتعهدًا أمام البرلمان بمواجهة التحديات الاقتصادية وبهزيمة مسؤولي البيت الأبيض المُعادين لإيران، لاسيما بعدما فقد الكثير من الإيرانيين الثقة في بلادهم بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة التي فرضتها واشنطن على طهران.

وفي ما يتعلق بخطوات الحكومة الاقتصادية، دافع روحاني عن برنامجها الذي ساهم في توفير فرص العمل وخفض معدلات البطالة إلى 12%، ورفع معدلات النمو الاقتصادي لـ4% بعد أن كانت 7%. على حد قوله.

أما فيما يتعلق بالاتفاق النووي، قال روحاني: إن الاتفاق النووي أوجد انفتاحًا على الصعيد الاقتصادي وساهم في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية.

 ورغم دفاعه المستميت عن أداء حكومته، لم يقتنع النواب بأجوبة روحاني بشأن النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وقرروا إحالة الأمر للهيئة القضائية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يستدعي فيها البرلمان روحاني، الذي يتعرض لضغوط من منافسيه المحافظين لتغيير حكومته، بعد تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة وتفاقم الأزمات الاقتصادية.

القضاء يتدخل
ومع فشل روحاني في إقناع نواب البرلمان، سيتم تحویل الأسئلة الأربعة، التي لم يقتنع البرلمان بإجابات الرئيس عليها إلى السلطة القضائية للبت فيها بشأن ما إذا خالف روحاني القانون في سياساته المتعلقة بتلك المحاور الأربعة.

كان روحاني قد صرح بأن الولايات المتحدة ستصاب بخيبة أمل في ختام جلسة الاستجواب، تأكيدًا منه على عدم إمكانية حدوث شرخ بينه وبين البرلمان، إلا أن تأزم الأوضاع والعقوبات الأمريكية حالت دون ذلك، ليجد روحاني نفسه في مرمى الانتقادات مُحاولًا إنقاذ نفسه في وقت يواجه فيه النظام الملالي اتهامات بالفساد وعلى رأسهم المُرشد الأعلي وقوات الحرس الثوري، نظرًا لأعمالهم المشبوهة في المنطقة وسيطرتهم على كافة موارد الدولة.

كانت الأوضاع الإيرانية قد تأزمت منذ شهر ديسمبر الماضي مع اندلاع المظاهرات في أكثر من 80 مدينة وبلدة بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلا، فيما تجددت المواجهات في الأشهر الأخيرة، صب خلالها المتظاهرون جامّ غضبهم على رأس النظام، المرشد، متهمين إياه بالفساد.

كبش فداء
مع تفاقم الأزمات الاقتصادية واندلاع الاحتجاجات داخل الشارع الإيراني، لجأ النظام في الأونة الأخيرة إلى إقالة مسؤولين كبار من بينهم وزراء في محاولة للإيحاء بمكافحة الفساد، في خطوة اعتبرها الخبراء غير مُجدية لمكافحة الفساد المستشري في كل مفاصل النظام الملالي.

كان البرلمان الإيراني، قد عزل وزير الاقتصاد مسعود كرباسيان، وسبقه عزل وزير العدل علي ربيعي بسبب انعدام الفعالية والتخطيط والإخفاق في معالجة الأزمة الاقتصادية.

وفي وقت سابق، أقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، محافظ البنك المركزي، ولي الله سيف، ومسؤولًا آخر، بعد تعرضه لانتقادات شديدة مع انهيار الريال.

وبحسب الخبراء، فإن الوزراء لم يكونوا سبب الأزمة التي عصفت بإيران، لاسيما وأن الفساد مُتجذر في النظام بأكمله، وسيطرة الحرس الثوري على موارد البلاد، الأمر الذي أدى إلى تأزم الأوضاع في الداخل والخارج، حتى باتت الحكومة عاجزة عن مواجهات الأزمات الاقتصادية والمالية والبيئية وغيرها.

وينظر للإقالات على إنها وسيلة لامتصاص غضب الشارع الإيراني، علاوة على كونها وسيلة لتصفية الحسابات السياسية بين روحاني ومعارضيه، فكان الوزراء المُقالون “كبش فداء” يقدمهم روحاني لحماية نفسه مع اقتراب موعد مساءلته أمام البرلمان.

ووسط توقعات باستمرار مسلسل إقصاء كبار المسؤولين في إيران، يجد روحاني نفسه في مأزق؛ ففي حال صوتت أكثرية ثلثى النواب على عدم كفاءة رئيس الجمهورية، سيتم رفع الأمر إلى مقام القيادة المرشد لإطلاعها تمهيدًا لعزله، إلا أنه خلال تلك المرحلة لا يوجد بديل لروحاني في جعبة المرشد، لذا فمن المرجح أنه لن يُعزل، ليقتصر الأمر على توجيه رسالة تحذيرية له، أو رُبما يُسهم انتفاض الشارع الإيراني مع فرض حزمة العقوبات الأمريكية الثانية في عزل روحاني كآخر قربان يُقدمه نظام الملالي لإنقاذ نفسه.

ربما يعجبك أيضا