أثار إعلان الشركة ردود أفعال رافضة من جماعات حريدية وشخصيات سياسية تنتمي لأحزاب اليمين الديني، على إثر ذلك أعلن وزير المواصلات يسرائيل كاتس (المنتمي لحزب اليمين الحاكم هاليكود) عن تجميده لقرار الشركة، بعدما وصف إعلانها بأنه “مثير للغضب ولا داع له”، وأصدر قرارًا من جانبه بتجميد أعمال البناء، وأعطى تعليمات للشركة بتقديم خطة جديدة للعمل تقضي بتكثيف أعمال البناء خلال ساعات الليل بدلا من أيام السبوت “مثلما جرى في أعمال سابقة، وعلى شاكلة أعمال البناء في إسرائيل أو في أي مكان آخر بالعالم” على حد قول كاتس.
جاء قرار كاتس بدعوى أن إغلاق الشركة للطرق في أيام السبت إنما يمثل ضغطًا شديدا على الجمهور الإسرائيلي خلال نهايات الأسبوع، حيث يتسبب في تعطيل المرور، لكن يبدو أن قراره جاء بعد تهديدات من الحريديم الرافضين لإجراء أية أعمال امتثالا لـ”شريعة السبت”.
رئيس بلدية تل أبيب يافا رون حولدائي (المنتمي إلى حزب اليسار الصهيوني هاعفودا) في رد فعله هاجم وزير المواصلات كاتس، وقال إنه ليس في الإمكان إقامة الجسر في ساعات الليل، وهدد باللجوء إلى المحكمة العليا الإسرائلية إذا لم يتراجع وزير المواصلات عن قراره الذي اتخذه “إذعانا لضغوط أحزاب الحريديم” على حد قوله، في حين أن خطة بناء الجسر جاءت بعد مشاورات كثيرة واتخذتها الشركة المنفذة التي تنتمي في الأخير إلى وزارة المواصلات نفسها التي يديرها كاتس.
أما نتنياهو نفسه فقال في تصريح مقتضب إنه يعتقد بعدم صحة وقف حركة المرور في منتصف الأسبوع على خلفية تكثيف العمل بدلا من يوم السبت، في تلميح لرفضه قرار وزير المواصلات.
القرارات المتعلقة ببناء الجسر والتصريحات المؤيدة والرافضة تشير ببساطة إلى أن الأمر مرتبط بصراع سياسي في المقام الأول، حيث توجد أطراف من داخل حزب هاليكود نفسه رافضة لقرار يسرائيل كاتس، معتبرة إياه خطوة منفردة خاطئة تشير إلى إذعانه لضغوط الأحزاب الحريدية في الائتلاف الحاكم، أو رضوخه لتيار حريدي داخل هاليكود نفسه، كما تجدر الإشارة إلى أن كاتس أحد الحالمين بخلافة نتنياهو في زعامة حزب هاليكود، وبالتالي ربما يؤمن لنفسه جسرًايعبر عليه يدشنه الحريديم داخل هاليكود أو من الأحزاب الحريدية بالائتلاف.
الصراع إذا ديني – علماني ظاهر بجانب شكله السياسي، ويشير إلى استمرار الإشكالية المتضخمة بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، حيث يستمر التمدد الحريدي الديني الساعي للقبض على إسرائيل بالابتزاز والتهديد والتوسع الديني في مؤسسات الدولة في مقابل مخاوف من العلمانيين على مستقبلهم في الدولة التي تتألف رقميًا من أغلبية منهم، لكن على أرض الواقع تتراجع العلمانية الإسرائيلية أمام أمواج اليمين الديني.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=353902