“قرون الجاموس” تجمع أحمد وياسمين على حب النحت

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

هل اعتقدت يومًا أنك قادر على أن تزين منزلك بعظام الحيوانات بعد الانتهاء من تناول لحومها؟

في الوقت الذي يتزاحم فيه المواطنون على المذابح لشراء لحوم الأضاحي يستعد أحمد يحيى لجمع العظام فهي المادة الخام لعمله.

بكل شغف، ينتظر يحيى موسم عيد الأضحى من كل عام لشراء “قرون” الجاموس وتحويلها إلى تحف فنية تحاكي الطبيعة.

ورث يحيى – 35 عامًا –  فن “النحت” عن والده، حيث كان يساعده في النحت على الخشب، والعاج “سن الفيل”، وبعض الخامات الأخرى، إلا أنه واجه صعوبات في الحصول على بعض الخامات بسبب حظر استيرادها أو غلاء أسعارها مما هدد استمراره في المهنة، فبدأ البحث عن حلول بديلة فجاءت فكرة “قرون الجاموس”.

بعد تجميع القرون وتخزينها يبدأ أحمد في تشكيلها على حسب ما تطلب منه الزبائن سواء “جمل أو غزالة أو أسد أو قطة أو فيل، أو زرافة أو بعض الحيوانات الأخرى” حيث يبدأ بتقطيعها حسب مقاسات معينة وفقا لتخيله لها ثم صنفرتها ونحتها.

ويوضح يحيى طريقة عمله قائلا: “أنا في شغلي مبعرفش أرسم أنا مش رسام، لو مطلوب مني شغل ببدأ آخده وأنحت على طول، شغلي مختلف، بتخيل الحاجة الل مطلوبة مني إيه وببتدي أنفذها”.

يخشى يحيى على المهنة من الاندثار بسبب قلة عدد صانعيها، لذلك يحرص على تعليمها لزوجته وأبنائه، حيث أصبحت زوجته “ياسمين” تسانده يدًا بيد في كل مراحل التصنيع بل وأتقنت المهنة أيضا.

فبالرغم من عمل ياسمين في صياغة “النحاس والفضة” إلا أنها اجتهدت في تعلم حرفة زوجها لتسانده بها، فاقتسما الورشة بينهما كما اقتسما حياتهما على الحب والعمل.

“دورت لقيت قرن جاموس بدأت أشتغل فيه، وبدأت أشكّله وأظبّطه وأعملّه سوق، وبدأ يلاقي قابلية عند الناس، بدأت الناس تشوف ده إيه، ده قرن، ده جاموس، خامة مصرية، خامة طبيعية 100%، بدأت أشتغل عليها، وأعملّها أرضية الحمد لله، وبدأت الناس تقبل عليها”، هكذا قال أحمد.

يرى يحيى أنه بالرغم من استحقار البعض لرائحة وشكل “قرن الجاموس”، إلا أنه يصنع منها منتجا مصريا يضاهي المنتجات الفنية التي تعرض في أفخم المتاجر.

وفي خلال فترة وجيزة، جذبت منحوتات يحيى الزبائن لسعرها المناسب وأشكالها البديعة وأصبح من أمهر فنانيها.

ربما يعجبك أيضا