وسط مخاوف الحكومة.. هل يخرج حراك البصرة عن نطاق السلمية ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

موجة أخرى من المظاهرات أطلقها المواطنون في محافظة البصرة العراقية للمطالبة، ليس فقط بتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، وإنما للتنديد بما يراه البصريون نكثاً من الحكومة العراقية بوعودها بالاستجابة الفورية لتلك المطالب.

مطالب تجزم قيادات التظاهرات، أنها تقتضي حلولاً جذرية وليس مجرد مسكنات لمعاناة معيشية متفاقمة لسكان المدينة، فالأزمة تتجاوز في نظر المتابعين حدود المحافظة الغنية بالنفط إلى وضع عام في عراق يمر هذه الأيام بمخاض تشكيل حكومة جديدة.
https://www.youtube.com/watch?v=k4cspNq8yyY

ثغر العراق الباسم.. حزين

البصرة “ثغر العراق الباسم” يفتك بها العطش والشح والتلوث، هكذا غدت واحدة من أغنى مدن العالم بالنفط وعاصمة العراق الاقتصادية ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.

تنفجر المظاهرات الغاضبة مجدداً وأبرزها شمالي البصرة وعند مجلس المحافظة وسط المدينة على مدار أكثر من شهرين من التظاهرات سقط خلالها 18 قتيلاً ومئات الجرحى.

شبح الكوليرا يهدد البصرة

لا حلت مياه الشرب ولا عوجلت أزمة الكهرباء، بل زادتا وزادت معهما نسبة التلوث الذي نشر بين الأهالي أنواعاً شتى من الأمراض ينذر استفحالها بشبح وباء الكوليرا وفق ما حذرت منه المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق التي كشفت عن 18 ألف حالة بالتسمم جراء التلوث.. تلوث سببه شح المياه، يحدث ذلك في المعبر المائي الأول في العراق حيث يلتقي نهري دجلة والفرات.

تعاظمت المشكلة مع قطع إيران لنهر الكارون فزادت نسبة الملوحة أربعة أضعاف عن النسبة الطبيعية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، وهذا يعني تحول المياه إلى سم قاتل يهلك الحرث والنسل.

المواطن البصراوي الضحيّة

لا تكمن مأساة البصرة في ضيق ذات اليد، إذ أقّر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بتوفر الأموال المخصصة لكل ما تحتاجة المحافظة، ليطرح تساؤلاً: أين هي المشكلة إذن ؟!

وفق كلام العبادي تكمن المشكلة في النزاع بين الحكومتين الاتحادية والمحلية واللتين يفترض ألا يكونا التنافس بينهما إلا لخدمة المواطن البصراوي.

نزاع طالب العبادي بإيقافه تحسباً لخروج حراك البصرة عن سلميته في عراق أثقلته أزماته الأمنية والاقتصادية والسياسية وما تنطوي عليه من مظاهر فساد سياسي وإداري وأمني ضاق العراقيون به ذرعاً .

النخبة السياسية.. وصراعات المناصب

تشكّل البصرة بمظاهراتها ومشاكلها الغاضبة اختباراً للطبقة السياسية المتهمة بإغراق البلاد في صراعات المناصب والمغانم والتي كثفت مشاوراتها في الآونة الأخيرة للخروج من أزمة تشكيل الأغلبية البرلمانية التي سيعهد إليها بتأليف الحكومة المقبلة وهي الخطوة التي تعطلت بسبب أجندات حزبية متناقضة عبرت عن نفسها في تحالفات وتحالفات مضادة.

يتساءل العراقيون عن مدى وعيها – النخبة السياسية – بخطورة الظروف التي تمر بها ليس فقط محافظة البصرة وحسب، وإنما العراق كله الذي قد يتغير من أولى جلسات البرلمان الجديد !

ربما يعجبك أيضا