هل يلتقي روحاني وترامب على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟

يوسف بنده

رؤية
 
يستعد الرئيس الإيراني حسن روحانى، إلى زيارة مرتقبة للولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن الحديث يدور حول ما إذا كان الرئيس الإيراني سيحضر الاجتماع الذي سيعقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال هذا الشهر بشأن الأزمة الأمريكية الإيرانية.
 
الزيارة التي يجريها الرئيس الإيراني، تأتي تزامنا مع ما ذكرته المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بأن دونالد ترامب الرئيس الحالي لمجلس الامن الدولي سيدعو في نهاية سبتمبر الجاري إلى عقد اجتماع لرؤساء الدول والحكومات حول إيران، حيث إنه من المقرر عقد الاجتماع أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر، كما أنه سيكون من حق الرئيس الإيراني حضور هذا الاجتماع.
 
ورداً على سؤال عن مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في الاجتماع المقرر في 26 أيلول/ سبتمبر، أجابت هايلي إن ذلك سيكون “من حقّه”.
 
وفي تطرقها إلى السياسات الأمريكية تجاه إيران، قالت هايلي إن بلادها لا تسعى لتغيير النظام الحاكم في الجمهورية الإسلامية لكنها تسعى لدعم الشعب الإيراني.
 
وقالت المندوبة الأمريكية: “المسألة لا تكمن في تغيير النظام أو هوية الزعيم التالي، وإنما في تأييد سكان إيران وتأكيد حقهم التام في أن يلقوا آذانا صاغية وفي تغييره إذا كان يسير في الاتجاه الخطأ”.
 
ومن المقرر أن يترأس ترامب اجتماعا لمجلس الأمن حول إيران نهاية سبتمبر الجاري، في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبهدف تسليط الضوء على أنشطتها “المزعزعة للاستقرار” في جميع أنحاء العالم.
 
وقد أعلن ترامب في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وهدد بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران ما لم توقف برنامجها النووي وتلتزم بمطالب المجتمع الدولي، وكذلك وقف تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الشرق الأوسط.
 
وقال ترامب في مايو، إنه يرغب في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني دون شروط مسبقة لبحث سبل تحسين العلاقات، وهو ما رفضه روحاني.
 
أزمة الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران، أحدثت شرخا بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين الذين يرفضون الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي بإعلانه في 12 مايو الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران.
 
الواضح، أن اجتماع روحاني وترامب المتزامن في نفس الجالسة، لا يعني اجتماع الرئيسين وإنهاء الخلافات بين البلدين؛ إنما بناء على حالة التشنج التي تسبق هذا الاجتماع، فهناك إمكانية لعقد محادثات جانبية سرية أو عبر وسطاء. وكذلك ستترك إدارة ترامب القرار في يد الجانب الإيراني؛ إن كان يريد الحوار مع واشنطن.
 
عقوبات
 
وتتبع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي سياسة قاسية تجاه إيران لا سيما مقارنة بفريق سلفه، باراك أوباما، حيث تتهم الجمهورية الإسلامية بأنها الممول الدولي الأكبر للإرهاب والعامل الأبرز لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
 
وأعلن ترامب في 8 مايو، عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، معتبرا أن هذه الصفقة لم تضمن على الإطلاق منع حصول السلطات الإيرانية على السلاح النووي، وتعهد وقتها بإعادة فرض العقوبات القاسية على طهران وتطبيق إجراءات تقييدية جديدة ضدها.
 
ووعد وزير الخارجية للولايات المتحدة، مايك بومبيو، لاحقا، بأن هذه العقوبات ستكون الأعنف التي يشهدها التاريخ، بينما أكد وزير المالية الأمريكي، ستيفن منوتشين، أن قائمة هذه الإجراءات تشمل فرض حظر على شراء النفط الإيراني، مهددا بأن بلاده ستطبق عقوبات بحق كل الدول التي ستواصل شراء نفط إيران.
 
وردا على هذه التهديدات تعهدت إيران، على لسان كبار مسؤوليها السياسيين والعسكريين، بأنها لن تسمح، من خلال إغلاق مضيق هرمز، لأي جهة أخرى بتصدير النفط من الخليج العربي حال تطبيق الولايات المتحدة عقوباتها.
 
وبدأت، يوم الثلاثاء الماضي، المرحلة الأولى من العقوبات، وتنص على حظر تبادل الدولار مع الحكومة الإيرانية، إضافة لحظر التعاملات التجارية المتعلقة بالمعادن النفيسة، ولاسيما الذهب، وفرض عقوبات على المؤسسات والحكومات، التي تتعامل بالريال الإيراني أو سندات حكومية إيرانية.
 
وكذلك حظر توريد أو شراء قائمة من المعادن أبرزها الألومنيوم والحديد والصلب، وفرض قيود على قطاعي صناعة السيارات والسجاد في إيران.
 
بالإضافة إلى حظر استيراد أو تصدير التكنولوجيا المرتبطة بالبرامج التقنية الصناعية، ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري.
 
ترامب
 
فقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه لا يستبعد لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر شهر سبتمبر الجاري.
 
وأجاب ترامب ردا على سؤال في المكتب البيضوي حول إمكانية عقد مثل هذا اللقاء، وقال: “من الممكن، كل شيء ممكن”.
 
وأضاف الرئيس الأمريكي، “سنرى ما سيحدث مع إيران، هل يريدون التحدث؟، الأمر متوقف عليهم، وليس علي”.
 
وقال ترامب، إنه ما زال منفتحا على إمكان إجراء محادثات بين واشنطن وطهران، لكنه أشار إلى أن إيران في حالة “اضطراب” وتكافح من أجل البقاء.
 
وتابع، أن “إيران في موقف يختلف تماما عما كانت عليه عندما تسلمت السلطة، إنها في حالة اضطراب وتشعر بالقلق حيال البقاء كدولة”.
 
وكان الحساب الرسمي لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية على “تويتر”، نقل عن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، تأكيدها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستضيف اجتماعات رفيعة المستوى لمجلس الأمن بشأن إيران.
 
روحاني
 
 من الجانب الإيراني، قال رئيس مكتب رئيس الجمهورية محمود واعظي في تصريح صحفي أمس الاربعاء، ان برنامج رئيس الجمهورية يتضمن القاء كلمة في اجتماع الجمعية العامة واجراء لقاءات مع عدد من نظرائه من الدول الاخرى.
 
واضاف، اننا نسعى لاستثمار هذه الزيارة التي تعد اسرع واسهل الطرق لاجراءات المحادثات الثنائية ومناقشة القضايا المختلفة.
 
وقال واعظي، انه وفي الوقت الذي تمارس ضغوط سياسية واقتصادية وحرب نفسية من قبل مثلث “اميركا والكيان الصهيوني والسعودية”، فاننا بحاجة للمزيد من التضامن والتلاحم والتكاتف في الداخل بين جميع الاجهزة والسلطات والمؤسسات.
 
واعلن رئيس مكتب رئيس الجمهورية بانه سيتم انتخاب المتحدث باسم الحكومة قريبا.
 
ومن المقرر أن يلقي روحاني كلمة أمام الجمعية العام في 25 أيلول/ سبتمبر بعد مداخلات لنظيريه الأميركي أوالفرنسي.
 
روسيا
 
وقد نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، تأكيده أن فلاديمير بوتين لا يعتزم المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث إن هذه الرحلة غير مقررة بعد.
 
وكانت روسيا شددت على أن أي اجتماع في مجلس الأمن الدولي حول إيران يجب أن يكون في إطار القرار الذي كرّس في العام 2015 الاتفاق الدولي الموقع مع طهران لضمان أن نشاطاتها النووية ستكون لغايات مدنية فقط.
 
وأكّد نائب السفير الروسي لدى الامم المتحدة ديمتري بوليانسكي أن أي اجتماع حول إيران يجب أن يشمل تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق الدولي.
 
خامنئي
 
وفي تصريحات سابقة، أكد المرشد الأعلى  للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن إيران لن تخوض حربا ولا مفاوضات مع الولايات المتحدة، وحظر بشكل قاطع على مسؤولي طهران التفاوض مباشرة مع واشنطن.
 
وقال خامنئي، خلال استقباله الاثنين الماضي، حشدا غفيرا من المواطنين الإيرانيين من مختلف المحافظات في حسينية الإمام الخميني بالعاصمة طهران، إن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا خلال الأشهر الأخيرة أكثر وقاحة وصلافة مما كانوا عليه ويطرحون بالإضافة إلى العقوبات قضية شن الحرب ويتحدثون في الوقت ذاته عن المفاوضات، وأضاف مشددا: “ينبغي أن أقول كلمتين للشعب في هذا السياق، لن تكون هناك حرب ولا مفاوضات مع الولايات المتحدة. هذه خلاصة الكلام الذي يجب أن يعرفه كل الشعب الإيراني”.
 
وأضاف خامنئي: “حتى لو افترضنا جدلا أننا سنجري مفاوضات مع أمريكا فلن تكون مع الإدارة الحالية”.
 
وتابع: “إن هذه الدعوة إلى إجراء مفاوضات ليست جديدة فقد كانوا يدعون إلى هذا الشيء منذ انتصار الثورة الإسلامية، لكن لماذا لا نتفاوض؟ إن الولايات المتحدة تتبع قاعدة معينة في المفاوضات وهي الاعتماد على القوة والمال، فإنهم ينظرون إلى المفاوضات كصفقات تجارية”.
 
وأوضح أن “الأمريكيين عندما يريدون أن يتفاوضوا مع أحد، يحددون أهدافهم الرئيسية ولن يتراجعوا قيد أنملة عنها .
 
يطالب الأمريكيون الطرف المفاوض لهم بامتيازات محددة ولو امتنع عن إعطائهم إياها، فإنهم يختلقون ضجة كبيرة إلى أن يتراجع هذا الطرف ويقدم لهم تنازلات”.
 
وشدد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على أن “ما يعطيه الأمريكيون هو مجرد وعود جوفاء لكي يرضوا الطرف المفاوض لهم ويقنعوه بتقديم تنازلات”، وتابع: “هذه الحقيقة اختبرناها خلال مفاوضات الاتفاق النووي، ويتبع الأميركيون الأسلوب ذاته مع كوريا الشمالية.
 
وأشار خامنئي مع ذلك إلى أن لا حربا ستقع في المستقبل، مبينا: “إننا كالسابق لن نكون من يبدأ الحرب كما أن الأمريكيين كذلك لأنهم يدركون أنها لن تكون في صالحهم، لأن الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية قد أثبتا أنهما وجها ضربة قوية لكل معتد”.
 
وفي تطرقه إلى الأوضاع الداخلية في إيرن، قال خامنئي: “الخبراء الاقتصاديون والكثير من المسؤولين، أكدوا أن الأزمة الاقتصادية أسبابها داخلية وليست خارجية”.
 
وتابع: “هذا لا يعني أن العقوبات ليس لها تأثير، ولكن أساس التأثير مرتبط بالإدارة، لو كان هناك إدارة أفضل، فلن تؤثر العقوبات ويمكن الوقوف في وجهها”.

ربما يعجبك أيضا