بعد زيارة رئيس الفلبين ..”إسرائيل” تعزز مبيعات سلاحها في أسيا

يوسف بنده

 

رؤية – محمد عبدالدايم
في زيارة هي الأولى له منذ بدء العلاقات الدبلوماسية عام 1957؛ وصل الأحد الماضي إلى إسرائيل الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، واستمر برنامج زيارته لأربعة أيام، وشمل كما أُعلن لقاء على الغداء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولقاء مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفيلن، إضافة إلى زيارة إلى متحف تخليد ذكرى ضحايا “المحرقة النازية” المعروف باسم “ياد فاشيم” (نُصُب واسم)، وكذلك المشاركة في مراسم تدين نصب تذكاري جديد للناجين اليهود من أحداث النازية.
منافذ تسويق السلاح الإسرائيلي

جاء في تقرير معهد ستوكهولم ما يشير إلى توسع إسرائيل في صادرات السلاح إلى الدول الأسيوية أكثر من غيرها على النحو التالي:
–  58% إلى دول آسيا والمحيط الهادئ.
–  21% إلى أوربا.
–  14% إلى دول أمريكا اللاتينية.
–  5% إلى دول أفريقية.
–  2% إلى أمريكا الشمالية.
 

تصريح المحرقة وتجار المخدرات
على ذكر المحرقة النازية، كان رئيس الفلبين قد أثار جدلًا كبيرًا منذ سنتين، ولم يخف إلى الآن، حينما شبَه “حربه” ضد تجار المخدرات في بلاده بما فعله هتلر في اليهود إبان عهد النازية، مما أثار الرأي العام العالمي ضده، خصوصًا مع توارد تقارير من منظمات حقوقية تفيد بوصول عدد القتلى من نهجه في محاربة المخدرات إلى 13 ألف شخص، خصوصا مع وجود إفادات بأنه يقوم بتصفية معارضيه السياسيين وفقراء يتعاطون المخدرات، ناهيك عن تصريحه الأخير المتعلق بمبرر زيادة نسبة اغتصاب النساء في بلاده، والتي أرجعها إلى زيادة النساء الجميلات.

وفور وصوله إلى إسرائيل خرجت مظاهرات تندد بزيارته بعدما ساوى بين تجار المخدرات في بلاده وبين اليهود في فترة النازية، وكذلك لاعتباره أحد الرؤساء “الدمويين” حيث يحفل سجله بتخطي كبير لحقوق الإنسان، وكان من بين المتظاهرين منظمة العفو الدولية في إسرائيل.

السلاح على رأس الأهداف غير المعلنة للزيارة
نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الهدف الرئيس من زيارة دوتيرتي هو التفاوض على تنفيذ صفقات سلاح جديدة يستفيد بها الرئيس الفلبيني، خصوصا وأن إسرائيل أصبحت من أكثر دول العالم تطورا في مجال صناعة السلاح.
إضافة إلى ذلك يسعى الرئيس الفلبيني لتكثيف واردات بلاده من السلاح الإسرائيلي باعتباره أقل تكلفة من السلاح الوارد من الولايات المتحدة، والنقطة الأهم كذلك هي استعداد إسرائيل لتصدير السلاح إلى الفلبين دون تحفظ أو اهتمام بتقارير منظمات حقوق الإنسان.
في الوقت الذي أثارت فيه زيارة رودريجو دوتيرتي استهجانا كبيرًا في إسرائيل، وصل إلى حد تسميته بالقاتل البشع، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لم تجد غضاضة في استقبال “زبون” كهذا جاء متعطشا لشراء أسلحة إسرائيلية.
ففي لقائه مع الرئيس رؤوفين ريفلين صرح دوتيرتي أن إسرائيل قدمت خدمات في مجال الاستخبارات إلى الفلبين، وأعلن إنها ستكون المُورِد الرئيس للسلاح إلى بلاده.
إسرائيل تتجه بسلاحها شرقًا
في تقرير سابق لها؛ أشارت صحيفة هآرتس إلى زيادة كبيرة في قيمة الصادرات العسكرية الإسرائيلية، واستفادت دول شرق آسيا بنسبة وصلت إلى 58% من صادرات الأسلحة، على رأسها الهند، وأذربيجان، والفلبين، وتركمانستان، وميانمار.

مع توطيد العلاقات مؤخرا وتبادل الزيارات بين نتنياهو وبين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي؛ أصبحت الهند أكبر مستورد للسلاح الإسرائيلي، خصوصا مع توقيع اتفاقية بين الطرفين تقضي بأن تمد إسرائيل الهند بأنظمة الدفاع الجوي المتطورة المعروفة باسم “باراك 8” والتي بلغت قيمتها نحو 1.6 مليار دولار، إضافة إلى صواريخ وقاذفات وأجهزة اتصالات وأنظمة قيادة ورادار رفعت تكلفة الصفقة إلى 2 مليار دولار.

وفقا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري SIPRI) فإن الزيادة الكبيرة في صادرات إسرائيل العسكرية حتى نهاية العام 2017 كانت من نصيب الدول الثلاثة: الهند (بنسبة 49% من إجمالي الصادرات) ثم أذربيجان (بنسبة 13%) ثم فيتنام (بنسبة 6.3).

أشار تقرير المعهد كذلك إلى أنه من بين الأسلحة الإسرائيلية التي زودت بها إسرائيل كلا من الهند وأذربيجان هي الطائرة العسكرية هاروب IAI Harop  التي تقوم بتصنيعها شركة يسرائيل ايركرافت انداستريز، وهي طائرة معروفة بإصابتها المدمرة المُنتحرة، لأنها تُحمل بمواد متفجرة وتدمر أهدافها بالهجوم المباشر والسقوط عليها، وأفادت تقارير سابقة أن هذا الطراز الإسرائيلي المُدمر من الطائرات كان جزءا من عملية عسكرية نفذتها قوات أذربيجان ضد أرمينيا في العام 2016.

ما يجعل السلاح الإسرائيلي رائجا لدى الدول الأسيوية هو ضعف رقابة الأمم المتحدة، وصعود قوى سياسية تهدف للسيطرة على المعارضة داخليا، أو إظهار التنافس العسكري فيما بينها خارجيا، مثل الصراع بين الهند وباكستان، ومساعي الهند لمنافسة الصين، أو محاولات الرئيس الفلبيني القضاء على معارضيه من ناحية وتجار المخدرات من ناحية أخرى، والعلاقات بين أذربيجان وأرمينيا، كما أن إسرائيل ثالث أكبر مورد سلاح إلى كوريا الجنوبية، إضافة إلى هدف آخر يتمثل في إمداد دول آسيا بسلاح يمكن أن تنافس به القوة العسكرية الإيرانية.
إسرائيل سابع دول العالم في صادرات السلاح
أشار تقرير ستوكهولم إلى ارتفاع حجم صادرات السلاح الإسرائيلي ليصل إلى إجمالي نحو 9 مليار دولار أمريكي في العام 2017، حتى وصلت إسرائيل إلى المرتبة السابعة بين دول العالم المُصدرة للسلاح، بعد الستة الأوائل: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا والصينوإنجلترا.
ومع النشاط المكثف الذي قام به نتنياهو من خلال زياراته الكثيرة لدول لاتينية وأسيوية يُتوقع أن تحقق إسرائيل زيادة مطردة في مبيعات السلاح، خصوصا مع وجود تقارير تشير إلى صفقات أسلحة غير معلن عنها وتجري في الخفاء بين إسرائيل كمُصدر ودول أخرى، منها دول في شرق أوربا على سبيل المثال.
وتتركز صادرات السلاح الإسرائيلي في:
 
–  31% صواريخ وأنظمة دفاع جوي.
–  17% أنظمة رادار وحرب إلكترونية.
–  14% أنظمة ترقية.
–  9% أنظمة اتصالات.
–  9% مون وذخائر سلاح.
–  5% السيبرانية وأنظمة المعلومات.
–  3% خدمات أخرى.
–  2% طائرات بدون طيار.
–  1% أنظمة بحرية.
–  1% ستالايت.

تشير هذه المعطيات إلى زيادة القوة العسكرية الإسرائيلية، واعتمادها الكبير على صادرات الأسلحة التي تنتجها وزارة الدفاع أو شركات أخرى مثل رفائيل وألبيط التي دخلت في قائمة أكبر 100 شركة لصناعة السلاح في العالم.

يُتوقع كذلك بعد تكثيف العلاقات الديبلوماسية أن تتحرك صادرات السلاح الإسرائيلية قدما إلى الأمام مع دول أمريكا اللاتينية، كما تسعى إسرائيل لمنافسة الدول الأوربية في القارة العجوز ذاتها.



ربما يعجبك أيضا