الجهاديون البريطانيون في إدلب.. إما الهروب أو قتال حتى الموت

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي
 

آخر المعارك  الكبرى في سوريا، حشد لها النظام وحليفه الروسي الكثير من العدة والعتاد، إنها معركة إدلب التي انقسمت حولها المواقف الدولية، وتقطعت عندها خيوط التحالفات المتقاطعة منذ اندلاع الثورة السورية، بالنسبة للنظام تعتبر إدلب هي الساحة الأخيرة أو المسرح الذي سيكلل فيه بتاج النصر، وبالنسبة لموسكو فإن حسم معركة إدلب سيريحها من الأعمال العسكرية المباشرة لتتفرغ بعدها لترسيخ أقدامها في التراب السوري والمنطقة أكثر فأكثر.
 
لكن إدلب ليست فقط مقاتلين ينتمون لتنظيمات إرهابية إنها كتلة بشرية ضخمة تضم ما بين 3 إلى 4 ملايين شخص، وذلك بحكم أنها كانت نقطة تجمع كل النازحين والمقاتلين الذين خسروا معاركهم في حلب والغوطة ودرعا وغيرها من المناطق السورية.
 
وتتحدث صحيفة “صنداي تايمز” -في تقرير للكاتبة لويس كاليجان- حول المقاتلين الأجانب وخاصة “البريطانيين” في المحافظة والذين وضعوا أمام خيارين، إما الهروب أو القتال مع اقتراب شبح الحملة العسكرية عليها.
 
وتقول الكاتبة -نقلا عن مسؤولين في المنطقة- “إن تجدد القتال سيدفع العشرات من المقاتلين البريطانيين للهرب، وعلى الأرجح نحو بريطانيا”، وذلك بعد أن شنّت القوات الروسية والسورية موجة من الضربات الجوية على إدلب -اعتبرت الأعنف خلال الشهر الجاري- والتي جددت المخاوف من وقوع هجوم دامٍ عليها، إذ قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
 
“أغلبية سكان إدلب هم من المدنيين الذين يتخوفون وقوع مجازر تطيح بهم”، كما أن 70 ألفا من المعارضة المسلحة الذين رفضوا مسبقًا الاستسلام للنظام السوري نزحوا إلى المدينة، بحسب الكاتبة.
 
وتشير الصحيفة إلى أن هيئة تحرير الشام تسيطر على أكثر من نصف إدلب، موضحة أن الدبلوماسيين يقولون: إن “عناصر هيئة تحرير الشام تتضمن المئات من الأوروبيين من بينهم عشرات البريطانيين والهولنديين والألمان”.
 
“هناك العديد من المقاتلين البريطانيين في إدلب، ولعل أكبر دليل على ذلك هو وجود 3 محال تجارية تبيع الحلوى الرائجة في المملكة المتحدة ومنها: كعك جافا، ومالتيزر وسمارتيز ورولوز”، بحسب الصحيفة.
 
ومع اقتراب شبح الحملة العسكرية على إدلب، فإن المسؤولين من كافة الأطراف يحاولون معرفة إن كان المقاتلون الأجانب سيحاربون حتى الموت أم أنهم سيحاولون الفرار منها.
 
وتشير ” صنداي تايمز” إلى أن تركيا التي تدعم الجماعات المعارضة في إدلب، حاولت حل هيئة تحرير الشام في محاولة لتجنب الضربة العسكرية على إدلب، فيما وصف مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام هؤلاء المقاتلين بأنهم “أشخاص يعيشون من أجل الجهاد، ولن يستسلموا”.
 
وتشير الصحيفة إلى مهرب يدعى عمار شامي، يقوم بتهريب البريطانيين الذين يودون العودة إلى بريطانيا ويتقاضى 12 ألف دولار عن الفرد الواحد، وقد هرب العديد من المقاتلين في صفوف الهيئة إلى ألمانيا العام الماضي.
 
وتقول صحيفة “الديلي تليجراف” -في تقرير لها- إن الجهاديين العائدين إلى بريطانيا من سوريا أو من دول مشابهة لها سيواجهون السجن مدة 10 سنوات، وذلك ضمن مخطط وضعته وزارة الداخلية للحد من تدفق المقاتلين الأجانب على البلاد.
 
وتشير “التليجراف” إلى أن هذا المخطط وُضع وفق مشروع قانون مكافحة الإرهاب، وبموجبه سيُلاحق قضائيا أي شخص يسافر إلى دول محددة منها سوريا أو العراق، لدى عودته حتى ولو لم يكن عضوا في أي منظمة إرهابية محظورة.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه لن يُستثنى من الاعتقال إلا من يعمل في مؤسسات إعلامية أو لصالح منظمات خيرية، وأشارت إلى أن هذه القوانين الجديدة، التي أُعلن عنها، ستجعل عملية  إلقاء القبض على المتشددين الذين يُسافرون للخارج للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية أكثر سهولة.
 
وبحسب “التليجراف”، يقدر عدد الأشخاص الذين سافروا من بريطانيا للمشاركة في القتال في سوريا بنحو 900 شخص، قُتل خمسهم وعاد نحو 40 في المئة منهم إلى بريطانيا.
 
وعملت الحكومة البريطانية على تقييم نسبة لا بأس بها من الجهاديين العائدين من سوريا في المراحل الأولى من الصراع الدائر هناك، لتجد أنهم لا يشكلون أي تهديد للأمن القومي البريطاني.
 

ربما يعجبك أيضا