من أجل أفغانستان والهند .. هل تعفي واشنطن ميناء “تشابهار” الإيراني من العقوبات؟

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

كشفت آليس ويلز، أحد المسؤولين الكبار في وزارة الخارجية الأمريكية، خلال كلمة لها في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي (csis)، أن الإدارة الأمريكية تبحث إعفاء ميناء “تشابهار الإيراني” (جنوب شرق إيران) من العقوبات الأمريكية على طهران.

وحسب “سبوتنيك الفارسية”، قالت “ويلز” “نحن نبحث مشروع ميناء تشابهار ومدى أهميته بالنسبة لأفغانستان، فالعقوبات الأمريكية ليست من أجل عقاب حلفائنا أو تعريضهم للخطر؛ ولكن الهدف منها هو كبح سلوك إيران الشرير. فنحن نبحث دور هذا المشروع في دعم الاستقرار في أفغانستان وكذلك دوره في دعم مشاريعنا وطرق التجارة، ولكن الأمر ما زال طور النقاش”.

وأضافت “الهند لديها درجة حساسية عالية من التقلبات الاقتصادية، وهذا سيلعب دورًا في إنتخابات 2019م في الهند”.

هذا، وكان “ديفيد هلوي”، أحد المسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية، قد صرح “إننا الآن نتعاون مع شركائنا ومن بينهم الهند، والمحادثات مستمرة معهم حول طرق تشجيعهم لاجتناب التعاون مع إيران في ظل العقوبات”.

وكانت وسائل إعلام هندية، قد أعلنت أن نيودهلي، تسعى لإعفاء تجارتها مع إيران عن طريق ميناء “تشابهار.

وفي يونيو الماضي، كانت الحكومة في أفغانستان قد دعت الإدارة الأمريكية إلى إعفاء مدينة تشابهار من العقوبات الاقتصادية ضد إيران.

ذات أهمية

وتعتبر أفغانستان أن هذا الميناء تعتمد عليه البلاد بشكل كبير لتحسين اقتصادها، وهو ما يدعم الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي مزقته الحروب.

وكانت الهند، أعلنت في 22 يونيو 2018، أنها تُجري محاولات لتشغيل ميناء تشابهار في إيران بحلول 2019 على الرغم من تجدد العقوبات الأمريكية ضد طهران.

ويجري تطوير مجمع ميناء تشابهار المدعوم من قبل الهند واستثمارات أجنبية أخرة، ضمن ممر نقل جديد يصل إلى أفغانستان، وقد يفتح الطريق أمام تجارة بملايين الدولارات ويقلل اعتمادها على باكستان.

فمن الجانب الجغرافي، يقع ميناء “تشابهار” على مقربة من سوق افغانستان وآسيا الوسطى، ويدخل هذا المشروع في إطار المشروع الصيني العملاق “الحزام والطريق” الذي يهدف إلى إحياء طريق الحرير التجاري القديم البري والبحري.

ويعتمد مشروع ميناء “تشابهار” على جناحين بحري وبري، هما:-

1. ميناء تشابهار، الذي يمثل الطريق البحري نحو العالم.

2. محطة سكة حديد تشابهار المركزية، التي تعتبر بوابة الخط البري المنطلق من الأراضي الإيرانية، وصولا إلى أفغانستان، ودول أسيا الوسطى وبحر قزوين التي ترتبط مع إيران عبر شبكة سكك حديدية.

ويمثل ميناء “تشابهار”، بداية تحول جيوسياسي في قارة آسيا؛ حيث يمهد لجعل أفغانستان وإيران مركزًا محوريا في حركة اقتصادية عظمى بين أقطاب القارة، خاصة بين الهند وروسيا ودول آسيا الوسطى والصين.

كم أن هذا المشروع في حال اكتماله، فهو سيخل بالتوازنات الاستراتيجية فى منطقة الخليج. وسيدخل هذا الميناء في منافسة مع ميناء “جاودر” الباكستاني الذي يجاوره، ويمثل أهمية كبرى بالنسبة لممر التنمية الذي ينقل تجارة الصين من شمال باكستان إلى ميناء “جوادر”.

مرفأ طاقوي

وتعتزم إيران تحويل سواحلها الجنوبية الشرقية إلى مرفأ لصادرات الغاز والنفط، وربطها صادراتها مع الهند وسلطنة عمان والعالم الخارجي.

فقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني في 4/9/2018، أن إيران ستنقل ميناءها الرئيسي في جزيرة خرج؛ لتصدير النفط من الخليج إلى بحر عمان عبر ميناء “جاسك”، لتتفادى الناقلات النفطية المرور بمضيق هرمز الاستراتيجي، وسيتم إنجاز هذه المحطة التصديرية بنهاية ولايته في 2021.

كما تقوم بمد خطوط للغاز في ميناء تشابهار المطل على مياه المحيط الهندي، من أجل تصدير الغاز المسال والبتروكيماويات عبر هذا المرفأ.

ربما يعجبك أيضا