هولندا تعلم أن “الشبكات الإرهابية جاهزة لاستهداف أمستردام”

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي
 
أمستردام – اعترفت الجهات الأمنية الهولندية، بأنه من الصعب تقدير حجم الحركة الجهادية في هولندا لأن الجميع لا ينشرون أفكارهم علانية، ولا يتم دائماً التمييز بين السلفيين والجهاديين ، وتقول يمكن للناس أن يتظاهروا بأنهم مختلفون على شبكة الإنترنت عما هم عليه. يمكنهم أن يأخذوا هويات متعددة (جهادية) على الإنترنت وليس كل الجهاديين عبر الإنترنت ، يفعلون ذلك في الحياة الحقيقية.
 
وتؤكد أنه لدى الحركة الجهادية في هولندا عدد يقدر بمئات المؤيدين وبضعة آلاف من المتعاطفين معها. وإن الأثر المذهل للجهاد في هولندا هو أنه في فترة قصيرة من الزمن ، يتحول العديد من المتعاطفين مع “المشاة” إلى مقاتلين أقوياء يشاركون في فظائع في سوريا.
 
ذلك بالرغم  من أن الحكومة الهولندية تعمل على مكافحة الإرهاب بطرق مختلفة. على سبيل المثال ، من خلال مراقبة الإرهابيين المحتملين. ومعرفة إذا كان الشخص متطرف تكفيري ام متشدد دينيا فقط ولا يؤذي أحد بأفكاره. ولاشك  تتخذ الحكومة إجراءات أمنية لحماية الأشخاص والمنظمات التي يمكن أن تصبح هدفاً للهجمات. ومن وجهة نظرها هذا يقلل من خطر الهجمات الإرهابية
 
الشبكات الإرهابية جاهزة لاستهداف أمستردام
 
ذلك ما أعلنه  إمام الشباب الشيخ ياسين الفرقاني للإعلام الهولندي وقت تفجيرات بروكسل وحسب تصريحاته “الشبكات الإرهابية جاهزة في أمستردام”، وأنه  إذا لم يتم طي الشبكات الإرهابية في أمستردام بسرعة ، سوف تتعرض المدينة بعد مدة أقصاها عام ونصف إلى شن هجوم على البلاد .
 
ووقتها أوضح للجهات المسؤولة أن العشرات من الشباب المسلم في أمستردام متشددون جداً وفقاً لفرقاني لدرجة أن لا شيء يوقفهم بعد الآن.
 
وقال إمام الشباب البالغ من العمر 33 عامًا والمتحدث السابق باسم هيئة الاتصال والحكم (CMO): “إن الشبكات الإرهابية جاهزة”. والأسوأ من ذلك: “كثير من الناس في الأحياء يعرفون ذلك ، لكنهم يختارون أن يغلقوا فمهم ويحمون هؤلاء الشباب”.
 
وأوضح فرقاني أن الصوت الباهت للهجوم سيظهر في أمستردام، وقد كتب ذلك على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي. مؤكدا على أن هولندا ستتعرض بعد سنة ونصف السنة وراء بلجيكا ، والفرق بين تأسيس الشريعة لبلجيكا المعلن مع الدول المجاورة الجنوبية والأندية المتطرفة المماثلة موجود بالفعل في هولندا ولكن في الخفاء.
 
 
الإعلام الهولندي يصف إمام شباب أمستردام بأن آرائه معتدلة. “ولكنه مثير للجدل الاجتماعي والإصلاحي، “ومن وجهة نظره أنه لا يتعين علينا التعامل مع الإرهاب على المدى القصير، إنه عمل شاق”.
 
دراسات تؤكد التهديدات الإرهابية بهولندا تصل إلى 4 من 5
 
في السياق نفسه أوضحت دراسات أمنية هولندية أن التهديد الذي تتعرض له هولندا من زاوية جهادية له خلفيات متعددة. فهناك العائدون من سوريا وفي المقابل أصحاب الفكر الجهادي الذين لم يغادروا إلى سوريا (أولئك الذين يقيمون في منازلهم) تهديدًا لهولندا. في المجموعات والشبكات المنظمة التي يتم التحكم بها لتنفيذ هجمات (على سبيل المثال الهجمات في باريس وبروكسل) ، ولكن أيضًا على أفراد أو مجموعات صغيرة تتعاطف مع مجموعة جهادية معينة. ولأن التهديد له جوانب كثيرة ، حسب الدراسات هولندية أعلنتها مراكز الأبحاث لمكافحة الإرهاب، والتي تؤكد أن التهديد الإرهابي في هولندا كبير، مستوى التهديد 4 على مقياس من 5. وهذا يعني أن احتمال وقوع هجوم إرهابي حقيقي.
 
الجهات الأمنية الهولندية  تكشف مخطط الدواعش في أوروبا
 
كشف مسؤول في مكافحة الإرهاب الهولندي في نوفمبر 2016، أنه ما بين 60 و 80 شخص تابعين لتنظيم “داعش” الإرهابي في أوروبا يستعدون لتنفيذ هجمات إرهابية دامية، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تطلب من أنصارها التخلي عن السفر إلى سوريا والعراق ونقل المعركة إلى أوروبا بدلا من ذلك، وفق رويترز
 
وبحسب “رشان توديز” قال ديك شوف المنسق في جهاز هولندا الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب أنه يوجد بين المقاتلين التابعين لتنظيم “داعش” رسائل من قادة التنظيم تطالبهم بعدم الحضور إلى سوريا والعراق، والإعداد لهجمات في أوروبا.
 
وقال “ديك شوف” أنه وفي الوقت الحاضر، فإن المتطرفين متأثرون جدا بسبب زيادة في مكافحة عمليات التنظيم العسكرية في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في عدد الإرهابيين في داخل دول الاتحاد الأوروبي.
 
وأضاف أنه يوجد لدى التنظيم “فرصة حقيقة للهجوم على هولندا” مؤكدا بالقول “ما حدث في فرنسا وبروكسل وألمانيا يمكن أن يحدث لنا”، واختتم بالقول إنه يوجد عدد من التقارير الواردة من أجهزة الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي تحذر من أن مجموعة تخطط لتنفيذ هجمات على المستشفيات، والمدارس، والمنتجعات الفاخرة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
 
تغلغل التيار التكفيري في هولندا
 
كشفت وكالة الاستخبارات الهولندية AIVD خلال شهر سبتمبر 2015، في تقرير رسمي لها بالاشتراك مع الجهاز الوطني لمكافحة الإرهاب (NCTV) بزيادة كبيرة بأعداد التكفيريين بهولندا.
 
وأضافت، إن هولندا شهدت زيادة في تأثير التيار التكفيري بالمدن الهولندية وحذرت من تنامي هذه الظاهرة بهولندا مؤكدة أن زيادة التيار التكفيري بهولندا يعمل على نشر الفكر المتطرف في هولندا.
 
ونشرت صحيفة “الكونفيدينسيال”الإسبانية يوم 21 ابريل 2016 تقريرا تحدثت فيه عن انضمام عناصر من الاستخبارات الهولندية إلى صفوف تنظيم داعش وتطرقت للمخاوف التي أثارها ذلك حول مواصلة استهداف التنظيم للدول الأوروبية.
 
وكشف المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي “ICSR”، بأن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش يقدر بأكثر من 20 ألف مقاتل، مشيرا إلى عشرين بالمائة منهم تقريبا من الدول الأوروبية ، أما الانتربول الأوروبي قدر عددهم أيضا بـ 25 ألف مقاتل، وأن نسبة تتراوح من الـ 5 إلى 10 في المائة من المقاتلين الأجانب قد قتل في أثناء المعارك، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30 في المائة من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلدانهم أو تم احتجازهم في بلدان أخرى في أثناء الترانزيت.
 
داعش يجهز أطفال هولندا لهجمات في أوروبا
 
ذكر جهاز الاستخبارات العامة والأمن الهولندي في تقرير نشر العام الماضي ، أن 80 طفلا هولنديا على الأقل في سوريا والعراق، وهم إما ولدوا هناك أو اصطحبهم أحد الأبوين أو كلاهما إليها وأشار التقرير إلى أن أقل من 20 في المائة من الأطفال عمرهم 9 سنوات أو أكبر، وأضاف التقرير أنه بسبب وجود الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش فإنهم يتلقون أحيانا تدريبا عسكريا وعلى الأسلحة من عمر 9 سنوات، ويعتبرهم مسؤولو الاستخبارات متشددين مسافرين.
 
يذكر أن السلطات الهولندية عادة ما تعتقل أشخاصا أثناء عودتهم من سوريا إذا شكت في صلاتهم بالمتطرفين، وكان قد حذر رئيس الاستخبارات الهولندية “ايفيد روب بيرثوله”، منتصف عام 2016 ، من أن تنظيم داعش الإرهابي يقوم بتدريب الأطفال على القتال ويلقنهم تدريبات عسكرية في مناطق عدة من سوريا كما يخضع الأطفال لعمليات تلقين لأفكاره المتطرفة و إقناعهم بالقيام بعمليات انتحارية في أوروبا.
 

 
حوادث إرهابية  في هولندا
 
حسب الإعلام الهولندي شهد صباح يوم الإثنين 18 يونيو 2018 حادث إرهابي بشع؛ حيث قامت حافلة باقتحام مهرجان موسيقي في جنوب البلاد في الساعات الأولى من الصباح، في حادث دهس أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 3 آخرين.
 
 
وذكر بيان للشرطة أن سائق الحافلة لاذ بالفرار مبتعدًا عن مسرح جريمته، وأن الشرطة مازالت تبحث عنه حتى الآن، وحدثت الجريمة في حفل (بينك بوب) وهو مهرجان موسيقي مشهور، يتوافد عليه الآلاف، يقام في إقليم ليمبرج قُرب الحدود الألمانية
 
وهذا هو الهجوم الثاني الذي يُنفذ في هولندا خلال فترة وجيزة، ففي احتفالات العيد الوطني مايو 2018، قام شاب من أصول عربية بطعن 3 أشخاص في مدينة لاهاي، وتبنى تنظيم “داعش”الهجوم في بيان على تطبيق المراسلة المشفر تيليجرام
 
وأعلن جهاز الاستخبارات الهولندي، أن 160 شخصًا سافروا من هولندا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى “داعش”حتى عام 2016، ومنذ العام 2017 لم يرصد الجهاز أي محاولة سفر أخرى لمناطق الصراع في الشرق الأوسط
 
وكان من أبرز هؤلاء المسافرين، ضابط سابق في الجيش الملكي يُدعى إسرافيل يلمظ، توجه إلى سوريا للانضمام إلى “داعش”، وقُتل في غارة جوية على مدينة الرقة في أواخر عام 2016
 
هولندا تتحالف مع دول أوروبا لمواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية
 
حسب الدراسات الأوروبية التي نشرت في العديد من الصحف العربية والغربية،  يعد التهديد الأكبر لأوروبا “الإرهاب والهجرة غير الشرعية”.

وتبرر ذلك بالقول أنه لا تزال قضية الإرهاب وتسلل الإرهابيين إلى دول القارة العجوز، من أكثر المشكلات التي تواجه الدول الأوروبية جميعا، والتي تسعى دوما على حفظ الأمن والاستقرار على ترابها، إضافة إلى قضية تسلل المهاجرين الغير شرعيين والتي تمثل كارثة أيضا بالنسبة لهم، وهو ما يدفع إلى ظهور إجراءات جديدة حاسمة باستمرار لإحكام القبضة على البلاد التي تشترك مع بعضها فى الحدود.

وبجانب طرح المفوضية الأوروبية خطط تشدد بموجبها الرقابة على حدود دول شنجن، شنت سلطات بلجيكا وألمانيا وهولندا عمليات مشتركة واسعة النطاق على الحدود بينهم فى إطار تشديد الرقابة على حركة تجول المجرمين والمهاجرين الغير شرعيين إلى البلاد.

وقاد نحو 200 ضابط من البلدان الثلاثة عملية تفتيشية واسعة النطاق للمئات من السيارات في المناطق الحدودية المشتركة بين الدول الثلاث، كما تم السيطرة على العديد من المواقع المثبتة على حوالي أربعين كيلومترا ، بين هيرلين (هولندا) ، آخن (ألمانيا) واوبن (بلجيكا).

ومن جانبها أعلنت الشرطة الهولندية أنه في الساعات الأولى من بدء الحملة الأمنية تم إلقاء القبض على شخص ويواجه عقوبة السجن.

وأشار تقرير شرطي مشترك، أنه تم القبض على سائق كان يقود سيارته دون ترخيص لسنوات، وألقت الشرطة الألمانية القبض على شخصين.

وكانت الشرطة تستهدف في هذا الإجراء التعاوني المجرمين المتجولين الذين يرتكبون جرائم مختلفة من النشل أو النهب وأنواع أخرى من الاحتيال، إضافة إلى احتمالية اندساس المجرمين والمتطرفين مع بعض المواطنين الذين يتجولون عبر الحدود.
 

ربما يعجبك أيضا