أزمة جديدة.. الإهمال الطبي يهدد “كُلى” المصريين

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبد اللطيف

أسدل الستار على كارثة طبية جديدة في مصر، أمس السبت، وصفتها وزارة الصحة بالحادث الفردي على لسان المتحدث الرسمي باسمها خالد مجاهد، إثر وفاة 3 مرضى وإصابة 12 آخرين بالغيبوبة في جلسات للغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم بمحافظة الشرقية حسب ما أعلنت مديرية الصحة بالمحافظة، ونقل المصابين إلى مستشفيات ومراكز صحية أخرى حسب حالاتهم.

ويظل الستار مرفوعًا لا يسدل أبدًا عن مسرح الإهمال الطبي والتراخي الكبير إزاء الخدمة التي تقدم للمرضى ويدور الحديث عن لغط كبير يتناول تطوير المنظومة الطبية والصحية وقصور الإمكانيات المتاحة، فيما تسلم أهالي ضحايا واقعة الغسيل الكلوي جثامين ذويهم.

إجراءات

أعلنت وزارة الصحة المصرية، تحسن حالات وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم، وأن المرضى يعانون اضطرابًا في درجة الوعي ومن المتوقع خروج جزء كبير منهم خلال الفترة المقبلة، بحسب خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم الصحة، كاشفًا عن إجراء 11 مليون جلسة غسيل كلوي في مستشفيات وزارة الصحة بالدولة شهريًا، تتم بانتظام من دون أي عوائق أو أزمات.

مؤكدًا على تشكيل لجنة لإبداء الرأي والوقوف على حقيقة الإهمال بوحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى.

تحركات

صرحت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، بأنه سيتم صرف تعويض قيمته 50 ألف جنيه مصري لأسر المتوفين. وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، قد وجه بتقديم التعويض وكافة أوجه الرعاية للأسر.

وشدد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة، على مراجعة كافة وحدات الغسيل الكلوي الموجودة داخل المستشفيات الحكومية بنطاق المحافظة والتأكد من أعمال الصيانة بها بشكل مستمر.

موجهًا بضرورة قيام صحة البيئة بأخذ عينات من محطات المياه التي تقوم بتشغيل تلك وحدات الغسيل الكلوي داخل المستشفيات للتأكد من مطابقتها للمواصفات والتأكد من كفاءة وحدات الغسيل وتعقيمها باستمرار وعدم وجود أي أجهزة معطلة.

الأسباب

قال الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة في مصر، إن وحدة معالجة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم كانت تشهد أعمال صيانة أمس، فيما أصدر محافظ الشرقية قرارًا بتشكيل لجنة طبية متخصصة تضم أساتذة جامعة متخصصين للوقوف على أسباب الواقعة وفحص كافة المستندات وتحديد أوجه القصور وإعداد تقرير بنتائج الفحص لتطبيق القانون على المقصرين.

وعلق الدكتور جمال عبد السلام مدير المعهد القومي للكلى السابق، قائلًا: “لم تحدث بهذه الأعداد من قبل”، مؤكدًا أن مصر من أوائل الدول في علاج مرضى الفشل الكلوي.

في سياق متصل، قال “عبدالسلام”، في تصريحات إعلامية على فضائية “صدى البلد”، إن المياه المستخدمة في الغسيل الكلوي لابد أن تكون خالية من البكتيريا، مشددًا على ضرورة صيانة ماكينات الغسيل الكلوي بصورة دورية وبشكل منتظم.

وتابع: “تجهيز المريض قبل الغسيل الكلوي يستوجب إجراء تحاليل عامة”، لافتًا إلى أن جلسة الغسيل الكلوي تستغرق أربع ساعات، لافتًا إلى أن ضغط الدم أكثر ما يعاني منه المريض أثناء الغسيل الكلوي.

ويمر الحادث كما مرت حوادث سابقة وتضيع حقوق المرضى وسط نقاشات واستجوابات وأسباب ولجان ومراجعات إجرائية “لا تغني ولا تسمن من جوع”، فهل يكون لضحايا حادث الغسيل الكلوي بالشرقية كلمة الفصل في إنهاء مسلسل الإهمال الطبي، أم أن العقد المنفرط يصعب أن تنعقد حباته ثانية!

ربما يعجبك أيضا