كيف يرى رجال السياسة استهداف الحرس الثوري الإيراني بمدينة الأحواز؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

لاهاي – وصف العديد من رجال السياسة المشهد داخل إيران بأنه يعكس حالة من الارتباك والتخبط لدى النظام الإيراني، وأن مهاجمة العرض العسكري في مدينة الأحواز جنوب غربي إيران بأنه لعبة مكشوفة من تخطيط وتنفيذ الحرس الثوري، بل إنه مسرحية هزلية تعكس مخاوف النظام وارتباكه، وترى حزم الأحوازية أن عدم اعتراف نظام الملالى المرتبك بأن مهاجمة العرض جاءت من شباب الأحواز، وفي الوقت نفسه ما زالت الاحتجاجات الشعبية تندلع في كل مكان بإيران ضد الظلم والفساد ونهب الأموال.
حزم: مهاجمة العرض العسكري انتقام أحوازي

أعلن عادل السويدي -عضو اللجنة التنفيذية في منظمة “حزم” الأحوازية، على النحو التالي- أن شباب الأحواز هم من هاجموا العرض العسكري، وأوضح -منذ يومين وعلى وجه التحديد 22 و23 لشهر ايلول/ سبتمبر 2018- اشتعلت آلة الدعاية الفارسية المتخبطة، وتعالت صيحاتها والإرباك شاخص في تصرفاتها يمنة ويسرة، برمي الفعل الثوري الأحوازي على هذه الجهة العربية أو تلك الدولية.
وأكمل السويدي، أنه في سياق واضح من فبركة الأسباب والمفاهيم حول الصراع في القطر الأحوازي المحتل من قبل الدولة الفارسية، وهو الأمر الذي يدل على استثنائية هذا العمل الأحوازي الجبار والبطولي، من جهة، فلم تلجأ آلة الدعاية الفارسية إلى الأمثلة ذاتها التي وقعت في بقية مواقع الساحات التي تنتمي جغرافياً إلى دولة الملالي العنصريين، إذ وقعت في مناطق البلوش والأكراد والآذريين عمليات عسكرية مشابهة لما وقع في الأحواز، ولكنها هذه الدعاية لم توجه مثل هذه الأمثلة من الدعاية ضد أي دولة عربية أو عالمية، الأمر الذي يبين كم ونوع وأثر هذه العملية الباسلة على الأمن القومي الإيراني وذعر صناع القرار في طهران، وهو الذي جعل رئيسهم (روحاني) الذي شارك في العرض العسكري أن يتوارى بخفي حنين من المكان مسرعا متوجها بسرعة البرق إلى طهران.
وأضاف السويدي، من جهة أخرى، وهذا الأمر يدل على عمق الأزمة السياسية التي تعيشها إيران الملالي المحتلة، وخصوصاً بعد اشتداد الحصار الاقتصادي العالمي عليها وهبوط العملة الوطنية فيها لمستويات خطيرة جدا، وبعد نكران طويل ومديد للفعاليات السياسية الأحوازية وبعد سلسلة طويلة من أحكام الإعدام والمطاردة وسجن عشرات المناضلين ومتعمّد لسلطات الإحتلال، كان الأمر الطبيعي أن يستلّ الشباب الأحوازي أسلحته النارية بالرغم من عدم توفرها، لسحب قسمات أسلحتهم الأوتوماتيكية على قوات حرسه الثوري الباغية، فيردي العشرات منهم ما بين قتيل وجريح، فيما لاذ الآخرون كالفئران المذعورة باتجاه زوايا ومجاري توفر لهم عوامل الاختفاء.
وأكمل موضحا، لم يجد الفرس المجرمين سوى إشهار دعايتهم السياسية البغيضة إلى خارج الفعل الوطني الأحوازي، وهو ما تجيده إيران جيداً على مستويات ملء الفراغات بالفوضى والفتن والتخبط، ويتهمون هذا وذاك بالمسؤولية عن العمل البطولي هذا.
الصفعة موجهه  للحرس الثوري

وأكد السويدي، أنهم يحاولون تناسي الصفعة غير المتوقعة التي جاءتهم على وجوههم واستهدفت كسر هيبة جيشهم وجنرالات حرسهم الثوري الإرهابي، ومساعيهم كذلك في تناسي الأزمة السياسية الداخلية المتراكمة عليهم والتي سببتها أعمالهم الإرهابية من مصادرة للأرض وتجريفها المياه العذبة من الأحواز واستيلائهم على القطع الخصبة من الأراضي الزراعية الاحوازية، وسرقة النفط والغاز من دون تخصيص أي ريعٍ حقيقي ناجمٌ عنه لصالح الوطن الأحوازي وشعبه المظلوم والمضطهد، والمطاردة الواسعة المناضلين الأحوازيين والاعتقالات الإجرامية البشعة ضد كل من يرفض سوط الإحتلال واعدام السياسيين الناشطين على المستوى الفكري والديني الاسلامي المخالف للعقيدة الصفوية الاقصائية الفارسية.
وأوضح السويدي، أن هناك عشرات الأمثلة على الاضطهاد النوعي والوحشي الذي تمارسه ضد شعبنا العربي الأحوازي التي تدفعهم إلى التمرد والغضب والدفاع عن أنفسهم ضد قوانينهم الجائرة واطلاق النار على مسعوريهم… يتناسون كل ذلك فما هو الأمر الذي يدل على تلك العقلية المجرمة؟
إنه إرسال “كذبات الطمأنينة” ومناصريهم العنصريين للاستهلاك المحلي بزعم أنهم “ضحايا” أعمال أجنبية، وهو كذب محض، زيادة في تعمية وعيهم عن الأسباب الحقيقية لهذه الأعمال البطولية كردة فعل ضد أعمالهم الوحشية، انه إعلام دعائي فارغ من الحقائق والوقائع يريدون عبره التغطية على افعالهم الاجرامية. فبئس ما يعتقدون وبئس ما يفعلون.
الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية: مهاجمة العرض العسكري لعبة مكشوفة 
ويرى النائب “جمال بوحسن” -الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني- إن مهاجمة العرض العسكري في مدينة الأحواز جنوب غربي إيران لعبة مكشوفة من تخطيط وتنفيذ الحرس الثوري.
أضاف “بوحسن” -في تصريح  لـ”العرب مباشر”- أنه تخطيط إيراني يهدف لتقليب الرأي العام في الغرب وكسب تعاطف العالم معهم، كما أنه وسيلة لضرب المعارضين في الداخل وإشغال الشعب الإيراني بالحدث.
أكد البرلماني البحريني، أنها وسيلة لتهدئة الاحتجاجات الثورية المندلعة ضد النظام الإيراني، فهذا هو نظام الملالي يقتات على الأزمات والأحداث ويقتل أبناء شعبه.
احتجاجات شعبية في كل إيران

وفي سياق آخر أوردت التقارير الواردة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أن الاحتجاجات الشعبية في إيران بلغت 160 احتجاجًا خلال الأسبوع الثالث من سبتمبر 2018:
في الأسبوع الماضي، حلت علينا أيام تاسوعاء وعاشوراء الحسين، حاول خلالها النظام جاهداً لمنع الاحتجاجات الشعبية عن طريق  فرض القمع وإرسال قواته المكثفة، لكن في مختلف المدن، رفعت مواكب العزاء بطرق مختلفة صوت احتجاج الشعب المضطَهَد.
احتجاجات شعبية:

جرت ما مجموعه 160 حالة من الاحتجاجات الشعبية خلال الأسبوع الماضي:
العمال 6 حالات
مواطنون منهوبة أموالهم حالتان
الطلاب حالتان
سائر الشرائح 8 حالات
السجناء 5 حالات
أصحاب الشاحنات 137 حالة
بشكل متوسط 22 احتجاج يوميًا
أصحاب الشاحنات:

استجابة لدعوات سابقة في الفضاء المجازي، كان من المقرر أن يبدأ أصحاب الشاحنات في مختلف المدن جولة جديدة من إضرابهم منذ يوم 23 سبتمبر للاحتجاج على قلة أجور النقل وغلاء قطع الغيار وعدم تلبية وكلاء النظام مطالباتهم إلا أنهم بدأوا هذا الإضراب يوم 22 سبتمبر وقبل الموعد المذكور… ووفقا لبيانات منتشرة من قبل أصحاب الشاحنات في مختلف المدن، يقال: إن هذا العمل أي بداية الإضراب في وقت مبكر، بحيث يمكن أن يكون سائقو الشاحنات في أي محافظة العودة إلى محافظاتهم، وإلا يجب عليهم الانتظار أي عواقب، لأن السائقين  المضربين سيتعاملون مع من كسر الإضراب من السائقين تعاملًا حازمًا. وشكل هذا الإضراب يوم 23 سبتمبر في 111 مدينة من 30 محافظة.
العمال

فيما يلي أهم الاحتجاجات العمالية:
إضراب عمال مجمع �الفارابي� للبتروكيماويات
امتنع هؤلاء العمال عن تناول الطعام في المجمع  للاحتجاج على ظروف عملهم.
تجمع عمال “باريس ميل لنغ” المفصولين  عن العمل بمدينة تاكستان:
تحشد العمال عدة أيام للاحتجاج على فصلهم عن العمل.
مواطنون منهوبة أموالهم:
كانت حالتان من التجمع والاحتجاج في الأسبوع الماضي:
– تحشد مواطنين منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة كاسبين أمام المصرف المركزي وأغلقوا شارع ميرداماد وهتفوا شعار: نحن عباد الله… والله نهبوا أموالنا
– تجمهر مواطنون منهوبة أموالهم من قبل مؤسسة كاسبين بمدينة رشت أمام فرع المؤسسة وهتفوا الشعارات التالية:
 في بلد إسلامي تعبنا لمدة عامين لم نر من يغيثنا
لا للغلاء
الموت للظالم والموت النهاب
الطلاب:

نظم طلاب الدراسات التكميلية جامعة بهشتي للعلوم الطبية تجمعًا ليومين متتاليين للاحتجاج على الإخلاء القسري للأقسام الداخلية.

تجمع أسر السجناء المدانين بالإعدام:
احتشد أسر السجناء المدانين بالإعدام  في قضاء قير وكارزين للاحتجاج على أحكام الإعدام بحق أبناءها. إنهم ذهبوا إلى محكمة الثورة بالقضاء وشنوا هجومًا عليها. لكن النظام أعدم تسعة سجناء تحت حكم الإعدام في 22 سبتمبر 2018 في سجن شيراز.
تجمع مواطنين بمدينة لردغان:
خلال الأسبوع الماضي، تجمع مواطنو مدينة لردغان في الشوارع احتجاجًا على الغلاء المنفلت. وأطلقت قوى الأمن الداخلي على المواطنين الغازات المسيلة للدموع.
تجمع آخر بمدينة لردغان:
يوم عاشوراء الحسين، أغلقت مجموعة من أهالي لردغان  في محافظة جهارمحال وبختياري الطريق الترانزيت بين لردغان والأحواز، احتجاجًا على شح الماء وجفاف مزارعهم وأراضيهم.
انهم هتفوا في ردتهم استذكارًا ليوم الطف: كربلاء هنا ونحن بلا ماء ونفقد حياتنا من أجل قطرة ماء.
تجمع مواطنين بمدينة الوند:

تزامنًا مع يوم عاشوراء الحسين احتشد مواطنون بمدينة الوند في محافظة قزوين في المدينة وكان بيدهم لافتات كتب عليها: “عضوية القائمقام غير القانوني في هيئة الإدارة لبلدة صناعية” و”المسؤولون الحكوميون يعدون وعودا خاوية فقط بحل المشاكل الاقتصادية للشعب و�العمال يعيشون تحت ضغوط اقتصادية أشد”.
 

ربما يعجبك أيضا