وسط عجز أمني.. جرائم الاغتيال والخطف تثير الرعب في العراق

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
بغداد – أثارت حادثة اغتيال عارضة الأزياء العراقية ووصيفة ملكة جمال أرض الرافدين، تارة فارس، قلقا كبيرا في العراق كونها الرابعة في فترة وجيزة، فضلا عن انتشار جرائم الاختطاف في جنوب العراق وبغداد، وسط عجز أمني عن مواجهة العصابات والمتطرفين والإرهابيين.

“وفاة تارة”

وكانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت، أمس، مقتل العارضة العراقية، إثر تعرضها لإطلاق نار في العاصمة العراقية بغداد، مشيرة إلى أن “إحدى مستشفيات بغداد تلقت، جثة تارة فارس وكانت مصابة بعدة طلقات نارية، منها في الرأس.

وبحسب وزارة الصحة في العراق، فقد قتلت تارة فارس (23 عاما) برصاصات في الرأس والجسد، ووصلت إلى مستشفى الشيخ زايد مساء أمس، وبداخل جسدها أعيرة نارية.

وأعلنت وزارة الداخلية تفاصيل تارة فارس، في بيان رسمي، قائلة: “تود وزارة الداخلية أن تبين أنها فتحت تحقيقا عاجلا لمعرفة ملابسات حادثة مقتل عارضة الأزياء (تارة فارس شمعون)، التي تعرضت، عصر الخميس، إلى 3 طلقات نارية ما أدى وفاتها في الحال بمنطقة كمب سارة في العاصمة بغداد”.

وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، اللواء سعد معن، اليوم الجمعة، إلقاء القبض على متهم بقتل تارة فارس، مؤكدًا استمرار التحقيق معه، وأنه تم تشكيل لجان من قبل الوزارة تنفيذًا لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي؛ للقبض على مرتكبي جرائم الاغتيال والخطف

وبين معن، في تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية الحكومية الرسمية أن “الوزارة سنتخذ إجراءات سريعة خلال 48 ساعة للتوصل إلى الجناة، خاصة المتورطين بقتل تارة فارس في بغداد، والناشطة المدنية سعاد العلي في البصرة”، مؤكدًا أن البعض يحاول بعث رسائل تخويف للمواطنين.

“اغتيال وخطف”

وشهدت العراق -في الأونة الأخيرة- العديد من جرام الاغتيال والاختطاف، حيث اغتيلت تارة بعد يومين فقط من اغتيال الناشطة الحقوقية “سعاد العلي”، في البصرة.

وتعد عملية الاغتيال تارة الرابعة من نوعها خلال العام الجارى، بعد إطلاق مسلحون مجهولون النار على الناشطة الحقوقية العراقية سعاد العلى، إضافة صاحبتي مركزي تجميل وهما رفيف الياسرى ورشا الحسن، في ظروف غامضة.

وتصاعدت في العراق، وتحديدا في العاصمة بغداد ظاهرة خطف الفتيات القاصرات، حيث تم تسجيل ست حالات منها خلال أسبوع واحد فقط الشهر الماضي، ما جعل العائلات تسعى إلى مغادرة العاصمة نحو أماكن أكثر أمناً.

وشهدت البصرة، اليوم، تظاهرة شارك فيها المئات، تطالب الحكومة الاتحادية بالكشف عن منفذي اغتيال “العلي”، والتي كانت عضوًا في منظمة “الود” المحلية المعنية بحقوق الإنسان، وشاركت في حراك شعبي تشهده البصرة منذ يوليو الماضي، احتجاجًا على تردي الخدمات، والبطالة، والفساد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية، طالباً عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: “الكثير من العصابات المتخصصة بعمليات الخطف هم منتسبون في كتائب وفصائل مسلحة تابعة لأحزاب وتيارات لها ثقلها في العملية السياسية في العراق؛ لذلك لا يمكن محاسبة الجناة”.

وأضاف المصدر -لـ”الخليج أونلاين”- “تلك العصابات تتاجر بالأعضاء البشرية من خلال عمليات الخطف، والبعض الآخر من العصابات تخطف الفتيات وتبيعهن لشبكات الدعارة، وكل ذلك يحصل بعلم الحكومة والجهات الأمنية”.

“العبادي يتدخل”

وفي ظل الأحداث الأخيرة، أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم، بالتحقيق بعمليات الاغتيال والاختطاف، والتي صفها بـ”المنظمة”، موضحا أنه وجَّه الداخلية، وجهاز الاستخبارات، بالعمل فورًا، وتركيز الجهود “على المستوى الوطني”، لجمع المعلومات واتخاذ الإجراءات اللازمة، بشأن جرائم اغتيال واختطاف متزامنة.

وأشار العبادي -في بيان لمجلس الوزراء- إلى أن تلك العمليات نُفّذت بشكل “عالي المستوى”، ما يشير إلى وجود “مخطط” من جهات منظمة، هدفه الإخلال بالأمن تحت ذرائع “محاربة مظاهر الانحراف”.

ربما يعجبك أيضا