بحجة هجوم الأحواز.. إيران تواصل سياستها العدائية في المنطقة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

انطلقت الصواريخ الإيرانية من مدينة “كرامانشاه” غربي إيران واجتازت الأجواء العراقية لتصل إلى أهدافها في مدينة البوكمال شرقي سوريا، في قصف من قبل الحرس الثوري الإيراني لمواقع تابعة لتنظيم “داعش” في شرق سوريا صباح اليوم الإثنين، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.

فى تصريحات غير مسؤولة أذاع الحرس الثوري الإيراني بيانا قال فيه: “يعتبر الأمن القومي الإيراني خطاً أحمر لا تسمح لأحد بتخطيه وأن قوات حرس الثورة وباقي القوات العسكرية والأمنية والاستخبارية متأهبة لتوجيه لكمة مميتة لكل من تسول له نفسه ممارسة عمل شيطاني ضد البلد وشعبه”.

ضربة محرم

وفي بيان له يقول الحرس الثوري: “تم استهداف مقر للإرهابيين ، وذلك بصواريخ باليستية تم توجيهها نحو شرق الفرات في سوريا؛ انتقاما وثأرا لشهداء الحادث، فخلال العملية التي سُمّيَت “ضربة محرم” تم استهداف الإرهابيين التكفيريين بستة صواريخ باليستية من نوع أرض أرض تم إطلاقها من قاعدة القوة الجوية الفضائية، واجتازت هذه الصواريخ مسافة 570 كيلومترا لتلحق بالمرتزقة ضربة مميتة”.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن البيان أنه “بعد ذلك، قامت سبع طائرات مسيرة قتالية تابعة لقوات الحرس بقصف مقار تجمع وإسناد تابعة لهؤلاء الإرهابيين، وبناء على التقارير والمعلومات الدقيقة الواردة، قُتِلَ وأصيب في هذه العمليات عدد من قادة الزمرة وعناصرها القيادية التي خططت لجريمة الأحواز، فضلاً عن تدمير بُناهم التحتية العسكرية ومستودعات عتادهم”.

محاربة الإرهاب

يقول “شون راين” -المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة- “بأن إيران قصفت أهدافا وسط وادي شرق نهر الفرات من دون إنذار سابق، لذا يقوم التحالف بتقيم الأضرار وأنه لم يكن أي فرد من عناصر التحالف بخطر”.

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث من جانبه عن وقوع “انفجارات عنيفة فجرا قرب مدينة البوكمال وتحديدا في آخر جيب تحت سيطرة داعش شرق الفرات”، حيث تشن قوات سورية الديموقراطية منذ 10 سبتمبر هجوما بدعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الصواريخ أصابت بلدة هجين، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، وهي واحدة من الجيوب القليلة التي لا زالت في قبضة التنظيم بسورية.

أما روسيا فقد علق الناطق الإعلامي باسم الرئاسة “ديميتري بيسكوف” قائلا: هذه الخطوة في خانة جهود محاربة الإرهاب.

وردا على سؤال من قناة “سي إن إن” الأميركية عن تقييم روسيا للضربة الإيرانية وتصريحات المستشار في شؤون الأمن القومي الأميركي جون بولتون حول عزم القوات الأميركية على البقاء في سوريا، قال بيسكوف: “الحرب ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في سوريا مستمرة وستتواصل”.

وأضاف: “وفي ما يخص مسألة وجود قوات أجنبية في سوريا بشكل مخالف للقانون الدولي، فموقف روسيا منها واضح ومعروف”.

قتلى مدنيون بمدن إيرانية

تداول ناشطون إيرانيون من داخل إيران، مقاطع تظهر سقوط صاروخين باليستيين -من أصل ستة- في منطقة جوانرود بالقرب من كرمنشاه غرب إيران، مركز إطلاق تلك الصواريخ التي يقول الحرس الثوري إنه أطلقها ضد أهداف في البوكمال السورية انتقاما لهجوم الأحواز.

كما تظهر المقاطع سقوط أحد الصواريخ في قرية سراب ياوري، وأدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية والبساتين.

وبينما أعلنت إيران أن هجماتها تمت بصواريخ “ذو الفقار” و”قيام” وطائرات الدرون، ذكر ناشطون سوريون أن الصواريخ أصابت منازل المدنيين في الباغوز وهجين شرقي دير الزور، وتسببت بمقتل أكثر من 10 مدنيين في المناطق القريبة من سيطرة تنظيم “داعش”، بحسب شهادات سكان محليين.

وتم إطلاق الصواريخ باتجاه البوكمال السورية عبر الأراضي العراقية بمحافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، وسقطت قريباً من مدينة القائم.

تخبط إيراني

بدت إيران متخبطة بشكل كبير، بعد هجوم الأحواز وهي توزع الاتهامات شرقا وغربا، ولم تصل حتى إلى رواية موحدة فيما يتعلق بالهجوم ذاته، فرواية وزارة الاستخبارات تتحدث عن 5 مهاجمين وتكذب رواية الحرس الثوري التي قالت إن 4 مسلحين هم من شنوا الهجوم.

وتحكم هذه التناقضات دائما التحركات والمواقف الإيرانية، وتثير تساؤلات وشكوكا بشأن طبيعة هذا الهجوم وتوقيته والجهة التي تقف وراءه والمستفيد منه.

عرض عسكري

أثار إطلاق الصواريخ مزيدا من الارتباك حول الجهة التي نفذت الهجوم على عرض عسكري في مدينة الأحواز الإيرانية في 22 سبتمبر، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 29 شخصًا وجرح أكثر من 60 آخرين.

ومن بين قتلى هجوم العرض العسكري 12 من الحرس الثوري سقطوا عندما أطلق مسلحون النار على منصة بينما كان قادة عسكريون يتابعون مراسم بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988.

واتهمت إيران في البداية حركات المقاومة الأحوازية بشن الهجوم، الذي أطلق فيه مسلحون يرتدون زي الجيش النار على حشود ومسؤولين كانوا يشاهدون العرض بمدينة الأحواز جنوب غربي البلاد.

كما أعلنت حركة المقاومة مسؤوليتهم وأفصحوا عن هوية أحد المهاجمين الذي تبين أنها صحيحة في نهاية المطاف، كما تبنى “داعش”، دون تقديم أدلة واضحة على أنه من نفذه.

انتفاضة الأحواز

قضية الأحواز ليست وليدة اليوم فدائما ما سعت إيران لتطويع الإقليم ونهب ثرواته، حيث يشكل النفط الأحوازي ما نسبته 87% من إجمالي النفط الإيراني، كما يشكل الغاز الطبيعي 100% من الغاز الذي تملكه إيران، فضلًا عن تغيير مجرى الأنهار بها والتي جعلت 65% من الأراضي صالحة للزراعة في إيران، وجعلتها المنطقة الأهم لإنشاء المفاعلات النووية وأشهرها مفاهل “بوشهر”.

الامتيازات الاقتصادية والتجارية التي يمتلكها إقليم الأحواز، دفع طهران لاستخدام سلاح الضغط الاقتصادي على سكان الإقليم وتهجيرهم من مناطقهم، وهو مخطط فضحته وثيقة رسمية تسربت من مكتب الرئاسة عام 2005، وكشفت عن توطين ممنهج لعرقيات في الأحواز أبرزها الفرس واللور والبختيار.

https://www.youtube.com/watch?v=PGOLzb9uW8Y

ربما يعجبك أيضا