ماكاو الصينية.. بريق المليارات يخفي دموع الفقراء

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

ماكاو.. قطعة شرقية مذهلة من الصين، ومن المتوقع أن تصبح أغنى مدينة في العالم بحلول عام 2020، لكن وجود ناطحات سحاب تبلغ قيمتها مليار دولار تقف إلى جانب مجمعات سكنية متهالكة، يخلق نوع من التضاد الصارخ.

في طريقه إلى العمل كل يوم، يغادر دانيال يان “29 عاما”، وهو مهندس مدني شقته المتواضعة المؤلفة من غرفتي نوم في حي كولوان في ماكاو ويمر بجارته الجديدة: ناطحة السحاب الـ13، التي توصف بأنها أكثر الفنادق فخامة في العالم.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، تم افتتاح “ناطحة السحاب 13” في نهاية أغسطس بتكلفة إجمالية قدرها 1.6 مليار دولار (1.2 مليار جنيه استرليني)، وتضم 200 فيلا متعددة المستويات تتراوح مساحتها من 2000 إلى 30000 قدم مربع، في 23 طابقًا من الأحمر الملكي والكريستال، مع زخرفة تشبه الألماس تمتد على مسافة 20 مترا.

وبحسب الصحيفة، يقول يان: “يبدو أن بناء فندق مثل هذا في منطقة سكنية أمر غريب، كما أنه بعيد تمامًا عن منطقة الكازينوهات، كما أنه على الجانب الآخر من الشارع يوجد موقع سكني عام، فالتباين صارخ للغاية”.

منذ عام 2002، عندما أصبحت ماكاو الملقبة بـ”لاس فيجاس الشرق”، تسمح بترخيص الكازينوهات وفتحت المجال أمام الاستثمار الأجنبي، أصبح عدم المساواة أكثر تطرفًا في المدينة الصغيرة، في 30.5 كيلومتر مربع فقط (11.9 ميل مربع)، توجد ثروة ماكاو والفقر على مقربة، مع ناطحات سحاب ذهبية شاهقة فوق مجمعات سكنية متهالكة.

يعتبر صندوق النقد الدولي، أن المدينة التي تشمل أكثر مراكز الكازينو نجاحا في العالم، ستصبح أكثر المدن ثراءً على الأرض بحلول عام 2020، وفي العام الماضي أعلنت الحكومة عن احتياطيات مالية يبلغ مجموعها 6.2 مليار دولار، مع حوالي 80٪ من الإيرادات قادم من الضرائب المرتبطة بالألعاب، لكن على الرغم من ثروة المدينة الضخمة وسكانها البالغ عددهم 653،100 نسمة، لا يزال الفقر مسألة ملحة.

على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية، يقدر بول بون من جمعية كاريتاس الخيرية، أن حوالي 10٪ من سكان ماكاو يعيشون في فقر، ويكافح 4٪ منهم للحصول على الطعام، قائلا: “نحن نعتقد أن فجوة الثروة واسعة، وذلك لأن من يمتلك الثروة هم أصحاب الكازينوهات الكبيرة، لكن السكان المحليين يعيشون في مساحات صغيرة جدا على عكس المباني الفاخرة، إنها مدينة تضم عالمان مختلفان”.

وتنتشر عدم المساواة بشكل خاص بين أكثر من 180 ألف عامل مهاجر في المدينة، والذين لا يملكون الحد الأدنى للأجور المنصوص عليها في القانون.

على الرغم من أن بعض الناس أغنياء جدًا في ماكاو، يقول “يان”: “هناك العديد من الحالات التي يتعين عليها أن تخطط جيدا لتدبير تكاليف معيشتها، وأعتقد أنه من الجيد أن هناك بعض التطور في ماكاو، لكنني أعيش في الطابق الرابع من مبنى سكني لا يوجد به مصعد، ولا أزال أفقر للغاية، وأسعار كل شيء ترتفع فقط”.

وبحسب الصحيفة، يأمل “يان”، أن تنفق الحكومة بعض إيرادات الكازينوهات على الطبقة المتوسطة التي تكافح للحصول على أدني متطلبات العيش، وتوفر رعاية صحية مجانية وإسكان ميسور التكلفة، مضيفا “يجب أن يكون الجميع في ماكاو قادرين على الاستمتاع بنجاح ماكاو والاستفادة من ازدهارها، وليس مجرد قلة قليلة”.

ربما يعجبك أيضا