جفاف وتلوث وسرطان.. الشعب الإيراني يواجه الموت

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

يوما بعد يوم تتفاقم الأزمات داخل إيران، وتزداد الضغوطات على الشعب الإيراني بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري داخل الدولة.

ومؤخرا كشفت تقارير صحفية إيرانية أن عددًا كبيرًا من السدود شهدت مجددًا نقصًا كبيرًا في كمية المياه الموجودة فيها، الأمر الذي ينذر بكارثة جفاف وشيكة.

الجفاف يهدد حياة الإيرانيين

وأدت عقود من إساءة استخدام مصادر المياه في إيران إلى وجود أزمة ساعد على تعميقها الفساد فيما يتعلق بشئون المياه والبيئة، واتجاه الحرس الثوري لتحويل مجاري عدد من الأنهار، ما تسبب فى زيادة حدة الجفاف داخل الدولة، بحسب الخبراء.

ووفقا لآخر الإحصائيات فإن من بين السدود الرئيسة البالغ عددها 177 سدًا في الأحواض الرئيسة الستة في إيران، يوجد 100 سد كبير، من بينها “زايندي هرود” و”ملا صدرا” و”سيفيدرود” و”صداقات”، قلّ فيها منسوب المياه المخزنة بنسبة 40%.

وقد بلغت قيمة احتياطيات السدود الإيرانية 19.81 مليار متر مكعب في بداية العام الإيراني الجديد، بحسب وكالة “تسنيم” للأنباء.

وخرجت وزارة الطاقة الإيرانية لتبرر بأن الانخفاض الملموس في هطول الأمطار السنوي أدى إلى انخفاض الموارد المائية لخزانات إيران.

المزارعون يواجهون الموت

شح المياه بالنسبة للمزارعين الإيرانيين مسألة حياة أو موت؛ إذ تعتبر الزراعة هي مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لهم ولأبنائهم. وخلال الأسابيع الماضية أدى استفحال ظاهرة الجفاف إلى اشتعال التظاهرات ضد نظام الملالي.

وكانت موجة احتجاجات كبيرة قد اندلعت غرب إيران، لا سيما في أصفهان وخوزستان، بسبب الأزمة الكبيرة في المياه؛ وسادت حالة من القلق السياسي بسبب تفاقم الأوضاع، وسوء الإدارة، وألقت الأزمة بظلالها على وضع الزراعة.

وواجه المزارعون موجات عنف كبيرة من قبل الشرطة الإيرانية، وقتل ٢٥ شخصًا، فضلًا عن اعتقال ما يقرب من ٣٧٠٠ شخص، الأمر الذي يُشكل تحديًا كبيرًا لحكومة الرئيس حسن روحاني.

إيران تسرق مياه أفغانستان

قبل أيام اتهم مسؤولون أفغان إيران باستغلال أزمات نقص المياه التي تشهدها البلاد، بعد رصد تعديات تمارسها طهران بحق المياه المشتركة مع كابول.

وأكد رئيس إدارة تنظيم المياه بوزارة الطاقة والري الأفغانية أن إيران تمارس تعديات فادحة بحق المياه المشتركة مع بلاده، قائلًا: “إن إيران تحصل على أكثر من ضعفين حقها من مياه نهر هلمند”.

واعتبرت وزارة الري الأفغانية أن تعديات إيران بحق المياه المشتركة بين البلدين انتهاكًا صريح لمعاهدة “هلمند” الموقعة بين البلدين في 1973 والتي تخصص لإيران بمقتضاها 820 مليون متر مكعب فقط من المياه سنويا.

التلوث يفتك بحياة مئات الآلاف

والأسبوع الماضي كشف رئيس جمعية العلاج الإشعاعي في إيران، محمد رضا قوام نصيري، أن مياه نهر كارون بمدينة الأحواز، ملوثة بالإشعاع، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين بسرطان المثانة أو ما يعرف بداء “البلهارسيا”.

وقال نصيري في حديث للوكالة الرسمية الإيرانية، إن “هناك عددًا كبيرًا من الناس يسبحون في مياه كارون، الأمر الذي أدى إلى انتشار حالات الإصابة بسرطان المثانة في خوزستان بسبب التلوث الإشعاعي بنهر كارون”.

وأشار إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بالسرطان عمومًا في إيران، مشيرا إلى وجود 100 ألف مريض جديد مصاب بالسرطان يتم تشخيصهم سنويًا في إيران.

ويتهم الأحوازيون السلطات الإيرانية بأنها تعمل على تجفيف مصادر المياه والأنهر في الأحواز بشكل ممنهج لاستهداف حياتهم مما يجبرهم على ترك أراضيهم وقراهم لتغيير التركيبة السكانية هناك.

ربما يعجبك أيضا