مكافحة “العنف الجنسي” تفتح بوابة “نوبل” لنادية مراد ودينيس موكويج

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

نادية مراد، ناشطة عراقية آيزيدية، ودينيس موكويج، طبيب كنغولي، يفوزان بجائزة نوبل للسلام عام 2018 لجهودهما المبذولة في مكافحة “العنف الجنسي” في الحروب والنزاعات والصراعات، ودورهما البارز في رصد ولفت الانتباه إلى مثل تلك الجرائم البشعة.

وقالت لجنة نوبل النرويجية، في إعلانها، إن “دينيس موكويغي هو يد المساعدة الذي كرس حياته للدفاع عن هؤلاء الضحايا، ونادية مراد هي الشاهدة التي تبلغ عن التجاوزات التي ارتكبت ضدها وضد غيرها”.

وتقدر جائزة 2018 بتسعة ملايين كرونة سويدية ما يعادل 1.01 مليون دولار.

وستسلم الجائزة خلال حفل يقام في أوسلو في 10 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجائزة في 1895.

نادية مراد من صالون تجميل إلى جائزة نوبل

شابة عراقية ذات 25 ربيعًا، كانت تعمل في صالون تجميل ببلدتها في محافظة نينوى شمالي العراق، وتحلم أن تكبر لتصبح مدرسة ومعلمة أجيال، كي تزرع القوة والأمل في نفوس طلابها، إلا أن الصراع المسلح في العراق وجماعة داعش الإرهابية لم تمهل الفتاة الصغيرة كي تحقق أحلامها وتحيا كما تتمنى، فأسرت نادية مراد وكانت بعمر 21 عامًا، مع 3 آلاف امرأة أخرى، واستعبدوهم وتعرضوا لأبشع أنواع العنف الجسدي والجنسي والنفسي، وقتلوا والدتها وأشقائها، وتمكنت نادية من الهرب بعد 3 أشهر من العنف والاغتصاب، ووصلت إلى ألمانيا.

وظلت فترة تعاني صراعا نفسيا مريرا وخضعت لرحلة علاج كبيرة، وبعد علاجها قررت أن لا تستسلم لليأس وأن تساند كل امرأة تعرضت لمحنة مشابهة، وتنادي بوقف العنف الجنسي أوقات الحروب والصراعات المسلحة، وظهرت في عدة لقاءات دبلوماسية، وحضرت جلسات لمجلس الأمن، لتصبح من أبرز الأصوات المنددة بالتطرف وباستخدام العنف الجنسي في الحروب.

وأطلقت حملة استطاعت أن ترسم فيها البسمة على وجوه الآلاف من الضحايا الذين تعرضوا إلى جرائم بشعة على أيدي “الدواعش”، كما قادت مع المحامية الحقوقية، أمل كلوني، حملة من أجل محاكمة تنظيم داعش الإرهابي على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية.

وحصلت على جوائز أخرى في السابق تقديرا لجهودها، منها تتويجها بلقب السفيرة الأولى للأمم المتحدة لضحايا الاتجار بالبشر، كما نالت جائزة سخاروف الأوروبية لحرية الفكر وجائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان.

وقالت مراد التي دونت تفاصيل قصتها في كتاب “الفتاة الأخيرة” :” لكوني ناجية من الإبادة الجماعية تقع على عاتقي الكثير من المسؤولية، كنت محظوظة لأنني نجوت بعد أن قتل أشقائي ووالدتي (…) إنها مسؤولية كبيرة وعليّ أن أتحملها، دوري كناشطة ليس فقط نقل معاناتي، بل نقل معاناة العديد من الناس الذين يعانون من الاضطهاد”.

وبعد مرور أربع سنوات على مأساة اختطافها من قبل الدواعش، احتفلت نادية مراد في أغسطس الماضي بارتباطها من عابد شمدين، وهو ناشط أيضا في الدفاع عن قضية الإيزيديين، في ألمانيا حيث تقيم هناك.

وقالت في تغريدة عبر “تويتر” تعليقا على الارتباط: لقد جمعنا نضال شعبنا وسنكمل معا على هذا الطريق”.

دنيس موكويغي من طب النساء إلى نوبل

 هو طبيب نساء كونغولي أسس وعمل في مستشفى بانزي في بوكافو، حيث تخصص في علاج النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل قوات المتمردين، وشاهد معاناتهن الجسدية والنفسية، وساهم في شفاء الكثيرات منهن.

وأصبح موكويج خبير ورائد عالمياً في كيفية علاج الأضرار التي تلحق بالنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي. في عام 2014 فاز دينيس بجائزة سخاروف لحرية الفكر.

وقالت الأكاديمية السويدية إن دينيس موكويغي هو الشخص الذي كرس حياته للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي في زمن الحرب.

وقضى الطبيب دينيس موكويغي، أجزاء كبيرة من حياته البالغة تساعد ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد عالج هو وموظفوه آلاف المرضى الذين وقعوا ضحية لمثل هذه الاعتداءات.

وأدان موكويغى مرارا وتكرارا الإفلات من العقاب على الاغتصاب الجماعي وانتقد الحكومة الكونغولية وبلدان أخرى لعدم قيامها بما يكفي لوقف استخدام العنف الجنسي ضد المرأة كاستراتيجية وسلاح للحرب.

ربما يعجبك أيضا