“قارا” أكثر سجون العالم غموضا ورعبا.. لا أبواب ولم يخرج منه أحد

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

“الداخل مفقود والخارج مولود” .. هكذا أطلق على “سجن قارا” في مدينة مكناس المغربية، وهو منشأة ضخمة تحت الأرض، داخل القصبة الإسماعيلية، صمم على هيئة شبه مستطيل، مقسم إلى 3 قاعات واسعة في كل منها مجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة ودهاليز وممرات وخنادق، ليس بها أبواب، شيدت في أواخر القرن السابع عشر، وبداية القرن الثامن عشر، في عهد السلطان مولاي إسماعيل علي، قيل إنه بناها لحبس معارضيه والأسرى من جنود الجيوش المعادية، ويكملون حياتهم في سجن عجيب، قيل إن به باب واحد لا يعرف مكانه إلا السلطان، وأخبر سجناءه بأن من يستطع الوصول إلى الباب يخرج منه فهو حر، ومع ذلك لم يصل أحد إلى الباب ولم يخرج أحد، وعن مساحته يروى أنه بقدر مساحة مكناس القديمة بأكملها أو جزء كبير منها.

“قارا”

اختلفت الروايات حول سبب تسميته بهذا الاسم، فالبعض يرجع سبب التسمية إلى اسم المهندس التركي الذي صممه وعلى حسب ما يقال إنه يمتد إلى ضواحي مدينة الحاجب.

وقال آخرون: إنه كان يحرسه رجل أقرع، أطلق اسمه على السجن بشكل مُحَرَّف، فصار يعرف بـ”قارة”.

وهناك من يروي أن اسمه يعود لأسير برتغالي زمن المولى إسماعيل، وعده هذا السلطان بإطلاق سراحه إن تمكن من بناء سجن يستوعب أربعين ألف أسير، فبناه الأسير من عدة طوابق تحت الأرض، لم يعرف عددها ولا مساحته الحقيقية حتى اليوم.

كيف يدخل السجناء؟
عبر فتحات وثقوب من السقف يلقى السجناء داخل متاهة قارا، وبنفس الطريقة يلقى إليهم الطعام والشراب.

تحت الأرض كان سجنا للعساكر الأجانب ومن فوقه كانت قاعة لاستقبال السفراء والتفاوض معهم حول السجناء ولم يكونوا يعلمون أن سجناءهم تحت أقدامهم.

أغلقت مساحات كبيرة من السجن وقت الحملة الفرنسية، بعد فقد فريق بحق ومستكشفين داخل أروقته ولم يتمكنوا من العثور عليهم.

وقيل: إن ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، أراد اكتشاف السجن و طلب بحضور بعثة خبراء إسبانية لمكناس، ولكن بعد مدة قصيرة من دخول أفراد البعثة لدهاليز ومغارة السجن اختفى أثرها رغم امتلاكهم وسائل تكنولوجية متقدمة وقتها، وبعد تلك الحادثة تم إغلاق السجن بحاجز إسمنتي إلى أجل غير مسمى، واكتفوا بترك عدة حجيرات مفتوحة لاستقبال السياح من مختلف الأرجاء الذين يتوافدون على السجن حتى اليوم.

وكانت الأشغال الشاقة التي يقوم بها الأسرى، والمرتبطة أساسا بأعمال البناء في القصبة، لم تتوقف طيلة العهد الإسماعيلي، فالأسرى “كانوا يخدمون في بناء قصوره (المولى إسماعيل)، منهم الرخامين والنقاشين والحجارين والحدادين والبنائين والنجارين والزواقين والمهندسين والمنجمين والأطباء ومن كل حرفة، ولم تسمح نفسه قط بفداء أسير بمال.

وكان في سجونه من أهل الجرائم العظيمة كالسارق والقاطع والقاتل، نحو الثلاثين ألفا، كلها تقيل بالخدمة مع أسارى الكفار، ويبيتون بالسجون والدهاليز مع الأسرى تحت الأرض، ومن مات منهم يُدفن في البناء.

أشيعت حوله الأساطير بأنه مكان مسكون بالأشباح، وتحوم في داخله أرواح ساكنيه الأوائل، وأن لعنات تحيط به وتجعل منه مكانًا مرعبًا جدا ومن الصعب الصمود فيه لعدة أيام.

ربما يعجبك أيضا