لأسباب لا تصدق.. أندية عربية وأوروبية كبرى رفضت نجوم الكرة العالمية

حسام السبكي

حسام السبكي

عرفت ملاعب العرب والعالم، ميلاد نجوم أمتعت عشاق ومحبي الساحرة المستديرة، بإبداعاتهم وتألقهم في مباريات تاريخية لا تنسى، رغم البدايات الصعبة التي خاضوها، وكادت تقضي على أحلامهم قبل أن تتحول إلى واقعٍ، كتب نجاحاتهم في سجلات سيذكرها الأبناء والأحفاد.

وعن البدايات الصعبة للنجوم، فنجد أسماءً ملأت الدنيا في السنوات الأخيرة، وظلت إخفاقاتهم في مقتبل الرحلة، سرًا كبيرًا، ربما لا يعلمه الكثيرون، فمن يتخيل مثلًا أن الأسطورة الجزائرية الأصل “زين الدين زيدان”، يُستبعد من اختيارات مدرب “الخضر”، بسبب “بطئه” وكونه “غير مفيد للفريق، أو أن يُصرف النظر عن التعاقد مع الساحر “رونالدينيو” لـ “شكله القبيح”، علاوة على “رمانة” نصف الملعب الإسباني “إيسكو” الذي حُرم من شرف اللعب في الدوري الإنجليزي مع “الشياطين الحمر” لأن “رأسه كبيرة”، وحكايات أخرى أغرب من الخيال، لنجوم مميزين مثل المُبدع “مبابي”، والهداف الإنجليزي “هاري كين”، و”جريزمان”، وغيرهم، نستعرضها في التقرير التالي.

زيدان “البطيء”!

لا يختلف اثنان، على مهارة أحد أساطير الكرة العالمية، الجزائري الأصل والفرنسي الجنسية “زين الدين زيدان”، لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني، والذي قاد “الديوك” إلى التتويج الأول في تاريخهم بلقب مونديال “فرنسا 1998″، قبل أن يُساهم بقوة في فوزهم بلقب “يورو 2000″، وتختم مسيرته بوصيف “مونديال ألمانيا 2006″، وهو مالم يدركه، المدير الفني السابق  للمنتخب الجزائري “عبد الحميد كرمالي”.

فبحسب صحيفة “تليجراف” البريطانية، فقد عُرض “زيدان”، على “كرمالي”، وأن هناك بعض ما تسميه بـ “الإشاعات” التي تنسب إلى “الشيخ“، من خلال رفضه هذا اللاعب بدعوى أنه، “ثقيل الحركة” و”إيقاعه بطيء”، وهو ما يعرفه متتبعو الكرة الجزائرية جيدًا، ولو أن كرمالي أصر على نفي هذه الإتهامات في مختلف لقاءاته الإعلامية.

ورغم “جفاء المنتخب الجزائري” على “زيدان”، إلا أنه لم ينس فضلها عليه، وذلك في لقاء مع قناة “تي.في.5.موند” الفرنسية، حيث قال:”قلبي دائمًا هناك، من الجيد أن تملك جذورًا جزائرية وتعيش في بيئة فرنسية لأنه عامل مهم في تنويع ثقافة الإنسان، الجزائريون لعبوا دورا مهما في نجاح مشواري الكروي، ومن الصعب أن أرد جميل الجزائر”.

صلاح.. محدود الإمكانيات

ومن “زيدان”، إلى موهبة عربية أخرى، تسطع في ملاعب “البلاد التي لا تغيب عنها الشمس”، وهو المصري “محمد صلاح”، ابن محافظة الغربية، والذي صال وجال في ملاعب أوروبا، بدأها بـ “بازل السويسري”، ثم “تشيلسي الإنجليزي”، ومنها إلى “فيورنتينا” و”روما” الإيطاليين، قبل أن ينطلق قطار نجوميته سريعًا، في صفوف “ليفربول” الإنجليزي، الذي قدم معه في العام الماضي موسمًا استثنائيًا، مكنه من التتويج بالعديد من الألقاب، أبرزها، هداف الدوري الإنجليزي، أفضل لاعب في قارة أفريقيا، وثالث أفضل لاعب في العالم.

ورغم الموهبة الكبيرة، التي تجلت في “أبو مكة”، أثناء وجوده في صفوف المقاولون العرب، إلا أن عيون قطبي الكرة المصرية “الأهلي” و”الزمالك”، لم تفلح في اصطياده، وبالأخص “القلعة البيضاء”، فوفقًا لصحيفة “اليوم السابع” المصرية، أكد مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك، أن محمد صلاح، نجم “ليفربول”، عُرض على الزمالك ورفضه ممدوح عباس، رئيس النادي السابق وقال عليه “رجله معووجه”.

وإلى موهبة شابة أخرى، تتمثل في أحد أعمدة المنتخب الفرنسي الأول لكرة القدم، وأحد أضلاع مثلث الرعب في فريق “باريس سان جيرمان”، وهو الكاميروني الأصل، الفرنسي الجنسية “كيليان مبابي”، الذي رفض نادي “تشيلسي”، منحه الفرصة كاملة، كي يمثل “البلوز”، بداعي “عدم قدرته على المشاركة في الدفاع بشكل جيد”.

وبعيدًا عن مركزه في الملعب، الذي يتنوع بين المهاجم الصريح، والجناح الحر، فقد كشف “سيرجي بوجا”، الكشاف سابق لنادي تشيلسي أن الفريق اللندني أضاع على نفسه فرصة ضم كيليان مبابي، نجم بي إس جي وفرنسا الحالي، عندما كان فتى صغير في 2012.

وروى “بوجا”، تفاصيل القصة قائلًا: “تشيلسي كان من أوائل الأندية التي قامت بتجربة مبابي، حتى قبل ريال مدريد، كنت أملك صديقا في نايك يعمل بفرنسا وأخبرني عن فتى يلعب بوندي بضواحي باريس”.

وأتبع: “ذهبت وشاهدته وقلت هذا الفتي شيء حقا، أخبرت النادي عنه، قمت بدعوته هو وعائلته، وشارك في لقاء ودي أمام تشارلتون انتهى 7-0”.

وأكمل بوجا: “بعد أسبوع في تشيلسي اجتمعنا معه وقلنا أننا بحاجة لخوض فترة تجريبية ثانية، ولكن والدته رفضت وقالت أن سيأتي وقت سيشتريه تشيلسي مقابل 50 مليونا”.

وأردف: “كانت محقة، ولكن ليس 50، ولكن 180 مليونا، كانت تعرف قيمة نجلها وكانت محقة، في إنجلترا المهارة ليست أهم عنصر، ولكن أن تعود للدفاع والعمل الشاق، ووقتها لم يكن كذلك”.

واستطرد: “أرد تشيلسي أن يعطيه تجربة جديدة ليرى إذا كان سيتحسن دفاعيا، كان يجب أن يوقع معه وقتها، ولكن لقول الحق كان الفريق جيدا أيضا وقتها، برأيي مبابي كان أفضل من اكتشفت، يملك كل ما يحتاج ليبقى الأفضل في العالم للسنوات العشر المقبلة”.

يذكر أن باريس سان جيرمان ضم كيليان مبابي الصيف قبل الماضي من صفوف موناكو مقابل 180 مليون يورو.

“جريزمان” النحيف

وإلى فرنسي آخر، ننتقل إلى زميل “مبابي” في صفوف “الديوك”، والمتوج معه باللقب الأعلى والأغلى في العالم، في كأس العالم الأخيرة، وهو “أنطوان جريزمان”، المهاجم المميز في صفوف نادي “أتلتيكو مدريد” الإسباني، والذي رفضته العديد من الأندية الفرنسية، بسبب “جسده النحيل”!.

لا يتردد اللاعب “أنطوان جريزمان”، في أغلب التصريحات التي يدلي بها لوسائل الإعلام، والتي يتحدث فيها عنه مسيرته في كرة القدم، في العودة إلى الذكرى التي أثرت كثيرا عليه، حيث يؤكد الفرنسي أن هناك الكثير من الأندية الفرنسية التي رفضته لسبب واحد وهو جسده النحيف، وهو الأمر الذي جعله يفكر في بعض الأحيان في التوقف عن ممارسة كرة القدم، والتركيز على دراسته التي كانت أيضا من بين أولى أولوياته.

في إحدى الدورات التي شارك فيها أنطوان غريزمان مع ناديه “ماكون”، وهو في سن 14، كان الفرنسي يحلم بشد انتباه مسؤولي نادي “مونبوليي”، الذي كان من بين أحسن الأندية الفرنسية، ولكن الأمور كانت مغايرة تماما عندما تلقى “جريزو” دعوة من ريال سوسيداد، والذي كان القائمين عليه حاضرين في الدورة من أجل اصطياد المواهب النادرة، ومنحت إدارة النادي الإسباني عرضا ذهبيا للاعب الفرنسي لإثبات إمكاناته في شهرين قبل أن تعرض له عقد النادي.

يُشار إلى أن “جريزمان”، قد انتقل إلى صفوف “أتلتيكو مدريد” في صيف عام 2014.

“ريبيري”.. غير مؤهل بدنيًا

يبدو أن الكرة الفرنسية، على ما وعد على حظوظ البدايات المتعثرة، فهاهو “فرانك ريبيري”، أو “بلال ريبيري”، الجناح الأيسر لفريق “بايرن ميونخ” الألماني، والمنتخب الفرنسي السابق، والذي قوبل بسوء حظ عجيب، هذه المرة كانت مع أحد الأندية العربية!.

فقد تحدثت وسائل إعلام تونسية، أن النجم الساحلي التونسي رفض قبل عدة سنوات ضمّ نجم منتخب فرنسا وبايرن ميونيخ الألماني “فرانك ريبيري”.

وشبّ الجدال إثر نشر جريدة “الشروق” التونسية خبرا مفاده أنّ ريبيري جاء للاختبار في النجم الساحلي سنة 2001، غير أن مدرب النجم آنذاك وهو “عمار السويح”، رفض الأمر شكلًا، قبل أن يسقطه في الاختبار، بدعوى قصر القامة، و”حجمه الصغير”، ليغادر النجم ويعود إلى نادي “بولوني” الفرنسي.

“إيسكو” ذو الرأس الكبير

وإذا كان الحديث عن “البدانة”، و”البطئ”، أمر مقبول نسبيًا، إلا أن التعليق على المظهر العام، وعلى “الوجه” تحديدًا، ربما يعد غريبًا نوعًا ما، وهو ما عانى منه، المميز “إيسكو”، نجم وسط “ريال مدريد” و”الماتادور” الإسباني، الذي لم يُمنح شرف اللعب في صفوف “الشياطين الحمر”!

قبل تعاقد نادي ريال مدريد مع مهاجمه إيسكو، كان نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي يراقب لاعب نادي مالاغا السابق بهدف ضمه إلى صفوفه، لكن تقريراً لكشافي المواهب في النادي الإنجليزي حال دون ذلك.

“إنه لاعب جيد، لكنه ليس سريعا بما فيه الكفاية، كما أن رأسه كبير جدا مقارنة مع جسده”. هذه العبارة مأخوذة من تقرير حصل عليه موقع إي إس بي إن (ESPN) الرياضي، وكان قد أعده قسم التنقيب عن المواهب الكروية في نادي مانشستر يونايتد عام 2013 حول لاعب ريال مدريد الحالي إيسكو الذي كان يحمل آنذاك ألوان فريق مالاغا.

واعتمادا على هذا التقرير، صرف نادي مانشستر يونايتد النظر عن التعاقد مع إيسكو، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 21 عاما. وبعد ذلك بأشهر قليلة انتقل إيسكو للعب في صفوف فريق ريال مدريد مقابل 30 مليون يورو، فحصد معه لقبين للدوري الإسباني، و4 ألقاب دوري أبطال أوروبا، ولقب في كأس ملك إسبانيا، وآخر في كأس السوبر الإسباني، وثلاثة ألقاب في كأس السوبر الإسباني، ومثلها في كأس العالم للأندية.

“رونالدينيو” القبيح

لم يكن “إيسكو” الوحيد، الذي عانى من مشاكل في المظهر الخارجي، إلا أنه بالقطع أخف وطأة من أن توصف بـ “قبيح الوجه”، وهو ما أُطلق على الساحر البرازيلي “رونالدينيو”، الذي أبدع وتألق في صفوف “برشلونة” الإسباني، و”ميلان” الإيطالي.

أما عن قصة “رونالدينيو” مع “المرينجي”، فترجع إلى أن رئيس نادي برشلونة خوان لابورتا قطع وعداً على نفسه أمام جماهيره خلال الحملة الانتخابية، حين تعهّد بجلب النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام من مانشستر يونايتد، ولكن العدوّ التاريخي ريال مدريد سبق البلوجرانا وظفر بتوقيع الفتى الإنكليزي الأشقر، عندها طالب مدرب برشلونة فرانك ريكارد التعاقد مع لاعب يعوّض فشل الصفقة السابقة، فاستطاع لابورتا أن يضم رونالدينيومن باريس سان جيرمان مقابل 21 مليون جنيه إسترليني، وذلك بعد 19 يومًا من صدمة بيكهام.

كانت تشكيلة ريال مدريد مدججّة بأقوى وأشهر وأفضل نجوم العالم، لاعبين كزيدان ورونالدو وفيجو وراؤول وروبيرتو كارلوس وكاسياس وهييرو، انضم إليهم بيكهام أخيراً لتكتمل المجرّة، وهنا سخرت جماهير النادي الملكي من صفقة برشلونة، وقللوا من أهمية رونالدينيو، كما اعتبره أحد الصحفيين غير مؤهل للعب في صفوف الفريق، حيث قال الصحفي في إل باييس الموالية للريال دييجو توريس: “رونالدينيوقبيح جداً، ولا يستحق أي عناء لشرائه، هو قبيح جداً وسيغرق علامتنا التجارية، يناسبنا بيكهام فقط”.

صعق رونالدينيو ريال مدريد بأدائه الممتع مع برشلونة طيلة سنوات لعبه الخمس، التي كللها بالفوز بالدوري الإسباني مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، إضافة إلى إحرازه الكرة الذهبية وجائزة الفيفا، وأبهر الخصوم قبل الأصدقاء بمهاراته الكروية النادرة.

“أسينسيو” والخلاف المالي

يبدو أن صراع “البارسا”، و”الريال”، على أقوى الصفقات، مسلسل متواصل بين قطبي الكرة الإسبانية، والحديث الآن عن المهاجم الشاب “أسينسيو”، النجم المتألق مؤخرًا في صفوف “المرينجي”، والذي حصل معه على لقبين في دوري أبطال أوروبا، ومثلهما في كأس السوبر الأوروبي، وبطولتين في كأس العالم للأندية، وحصل على لقب في بطولتي الدوري الإسباني، وكأس السوبر الإسباني.

بعد النجاحات السريعة، التي حققها “أسينسيو”، في صفوف “ريال مدريد، خاصةً بعد هدفه في برشلونة في النسخة قبل الأخيرة من كأس السوبر الإسباني، ألقت صحيفة “سبورت” الكتالونية اللوم على إدارة نادي برشلونة وذلك بسبب التفريط في التعاقد مع اللاعب عندما كان يمثل نادي ريال مايوركا قبل ثلاث سنوات.

وكان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من إرتداء قميص البلوغرانا عام 2014 عندما أوشكت المفاوضات بين الناديين على النهاية بإنتقال اللاعب للنادي الكتالوني.

هذا وأدت بعض الخلافات المالية البسيطة الى إنسحاب برشلونة من دائرة المفاوضات لضم اللاعب بعدما توصلا لإتفاق لضم اللاعب مقابل 4.5 مليون يورو ولكن المقابل الخاص بالمتغيرات أدت لفشل إنتقال اللاعب في النهاية.

وباعتراف اللاعب نفسه، في إحدى اللقاءات التلفزيونية، حيث ذكر أنه عُرض على مسؤولي “الأبيض”، فرفضوا بداعي أن أمامه بعض الوقت، كي يصلح للانتقال إلى “قلعة ميت عقبة”، لتفتح له الأقدار فرصة التألق في ملاعب “القارة العجوز”، من بوابة “بازل” السويسري، الذي كان فاتحة خير عليه وعلى زميله في “منتخب الساجدين” و”المقاولون”، اللاعب “محمد النني”، نجم وسط “أرسنال” الإنجليزي.

“كين” البدين

وعند الحديث عن “البطئ”، فلابد أن نذكر، المهاجم الإنجليزي الفذ “هاري كين”، لاعب توتنهام الإنجليزي، وهداف الـ “بريمير ليج” في الموسم قبل الماضي، و”مونديال روسيا 2018″، إلا أن حظه السيء مع البدايات، قاده للتعثر مع فريق “أرسنال” الإنجليزي.

وبحسب صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، التي نقلت عن مسئول في أكاديمية أرسنال الإنجليزي، في حديثه عن “كين”، قوله: “للأسف لم يتجاوز القياسات البدنية في الأكاديمية، لقد كان طفلًا بدينًا وغير رياضي، لكنني بالرغم من ذلك أعترف أننا كنا مخطئين.. حتى في توتنهام، قاموا بإعارته ثلاث أو أربع مرات ليلعب في الدرجات الأدنى.. هذا الشاب لديه شخصية تقوده دائمًا للتطور، في رأيي بعد ميسي، رونالدو وليفاندوفسكي، يأتي هاري كين”.

يعتبر “هاري كين” مثالًا للتحدي والانتصار على الصعاب، حيث ذكر في تصريحات سابقة، أن استغناء أرسنال عن خدماته في الطفولة مثّل الحافز الأكبر له طوال مسيرته، وجعله يسعى دائمًا لهز شباك أرسنال خلال مواجهات الفريقين في مختلف المسابقات.

“مبابي” لا يدافع
https://www.youtube.com/watch?v=n_7H2JiL830
https://www.youtube.com/watch?v=GQ9ZfKoL1Zw
https://www.youtube.com/watch?v=9-VF43LAZKk
https://www.youtube.com/watch?v=0ehjl1bwN6Y
https://www.youtube.com/watch?v=Cz4eQo9NgvY
https://www.youtube.com/watch?v=Npo1_b3X5YY
https://www.youtube.com/watch?v=wd_34tdmF2w

ربما يعجبك أيضا