مدينة معان الأردنية.. تساؤلات المجتمع المحلي تذهب أدراج الرياح

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – حزمة مشاريع تنموية وتطويرية تشهدها مدينة معان الواقعة إلى الجنوب من الأردن، تثير تحفظات واسعة لدى مجتمعها المحلي وتساؤلات حول جدواها.
 
لطالما عُرفت المدينة الصحراوية بأنها محطة استقبال الحجيج من وإلى مكة المكرمة منذ مئات السنين، تلاشت هذه الميزة منها بعد نقل مدينة الحجاج منها إلى مشروع “واحة الحجاج” النائية عن المدينة.
 
ويعتقد صالح أبو طويلة الكاتب الأردني وابن مدينة معان، أن مدينته ولطالما نشأت على موسم الحجيج، أضحت اليوم بلا جدوى بسبب خطة الحكومة بنقلها.
 
ويسأل كثيرون من أبناء المدينة عن القيمة الاقتصادية للمشروع وسكانها الذين اعتاشوا منذ عدة قرون على تجارة الحجيج،ولأجلها نشأت التجمعات السكانية والزراعية.
 
يقول أبو طويلة إن موسم الحج وضع مدينة معان وأهلها في ظل تجارة رائجة وحددت لهم فئات تجارية وحرفية مرتبطة بها.
 
ويضيف “ما قبل عامين كانت بلدية معان تحصد ما يقارب 300 ألف دينار سنويا من موسم الحج توجه نحو الخدمات الى جانب التجارة الثابتة والجائلة التي يستفيد منها حتى اطفال المدينة والتي تشكل موسما ربحيا يعيل كثير من الأسر، تم العمل على نقل مدينة الحجيج الى منطقة صحراوية خالية من السكان ففقدت البلدية والتجار الصغار والاطفال الجائلون مصدر رزق كان يسد حاجات الكثير منهم”.
 
ويرى أن الحكومة وشركات التطوير” انتزعت مشروعًا كان قائما منذ مئات السنين واستبداله بمشروع (اللاجدوى) حيث تضعف الحركة الاقتصادية للمدينة كما يغيب هذا الموروث القديم وما يحمل في طياته من ثقافة تشكلت بفعل التثاقف مع بين الحجيج والسكان”.
 
ويتساءل أبو طويلة “ماذا جنت شركة التطوير من هذا المشروع القابع على حافة الصحراء والذي يضيف اعباء مالية اضافية عليها ولماذا لم يتم تأسيس المشروع في منطقة ملائمة على الأقل ستصبح المنطقة مأهولة كما سيرتاح الحاج اثناء قدومه من العقبة باتجاه السعودية”.
 
وتضيق الحياة على ساكني مدينة معان أكبر محافظات الأردن مساحة ويبلغ تعداد سكانها أكثر من 150 ألفًا وفق الإحصاءات العامة.
 
وينقسم سكان المدينة إلى قسمين بدو وحضر، وينشط فيها التيار السلفي الجهادي منذ سنوات.
 
ويتهم أهالي المدينة الحكومة الأردنية بخلق مجالات مدينتهم الحيوية، وتحديدًا في العقدين الماضيين.
 
ويعتقد الكاتب أبو طويلة أن الحكومات الأردنية المتعاقبة وضعت يدها وبواسطة مؤسساتها المختلفة على عشرات آلاف الدونمات من الأراضي المحيطة بالمدينة وواجهاتها العشائرية، وتحت مسميات مختلفة.
 
يقول “غدت المدينة محاصرة بتلك الوضعيات والتملكات كإحاطة السوار بالمعصم، استغلت الحكومات تلك الأراضي تحت مسميات مختلفة مثل التنمية وما شابه، غير أنه لم توجد شراكة حقيقية في التنمية ما بين الأهالي بحكم ملكيتهم التاريخية للاراضي والواجهات”.
 
ويضيف أن “الحكومات استفادت واستغلت تلك الاراضي لصالحها، من خلال تسييج آلاف الدونمات وتخصيصها لمؤسسات مختلفة أو من خلال تأجير أو بيع تلك الاراضي، لذا كانت الحكومات تلعب دور الرأسمالي الكبير الذي يسخر موارد الآخرين لصالحه”.
 
ويضرب أبو طويلة مثالًا على ذلك بأراضي شركة تطوير معان إذ” تم تسجيل وتفويض ما يقارب عشرين الف دونم من الاراضي الجنوبية الشرقية لصالح مشاريع الطاقة وقدرت الاستثمارات بنصف مليار دولار ونحن لا نعلم شيئا عن صيغ التأجير أو التمليك”.
 
ويتساءل” هل استفاد المجتمع المحلي من كل هذه المشروعات، كلا لم يحصل ذلك باستثناء توفير عشرات فرص العمل (كحارس وعامل ونحوه من الوظائف المتدنية في الدخل).
 
ويؤكد أبو طويلة ومعه نخبة واسعة من أهالي معان أنه تم خنق المدينة من جهاتها الأربعة اذ لم تغدو ثمة واجهات للسكان او اراض للاجيال القائمة والمستقبلية.
 
والمدينة التي شهدت خلال السنوات الماضية أحداثًا جسيمة بين الدولة وأفراد منها معظمهم منتمين لتيارات دينية متشددة، تقبع على أعلى نسبة بطالة بين المحافظات الأردنية، وذهبت كل وعود الإصلاح والتنمية فيها أدراج الرياح.
 
 
 
 
 
 

ربما يعجبك أيضا