طهران أمام واشنطن.. الرهان على البقاء في سوق النفط

يوسف بنده

رؤية

أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن الحكومة لديها خطط واسعة لحل المشكلات ومواجهة الحرب النفسية والاقتصادية التي يشنها الأعداء ضد الجمهورية الإسلامية.

وقبل يومين، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن واشنطن لم تشهد حكومة أشدّ حقدا على إيران ونظامها وشعبها من الحكومة الحالية في البيت الأبيض، التي تهدف لتغيير النظام الإيراني.

وأشار روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أمام حشد من طلاب جامعة طهران، إلى أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جمع حوله أسوأ أعدائنا في البيت الأبيض، وحكومتنا تواجه هذه الإدارة المعادية”، معتبرا أن الهدف الأول للبيت الأبيض هو “شن حرب اقتصادية ضد إيران”.

وقال روحاني خلال حفل افتتاح العام الجامعي الجديد في البلاد، إنّ الولايات المتحدة بدأت حربها النفسية ثم رفدتها بحرب اقتصادية بهدف إطلاق مزاعم عدم كفاءة النظام الإيراني وإزالة المشروعية عنه لبلوغ الهدف النهائي المتمثل في تغيير النظام الحاكم في البلاد.

وأضاف: “الحرب الاقتصادية هي هدفهم على المدى المتوسط، بل الهدف الكبير هو بث روح اليأس في نفوس الشعب الإيراني، وهزّ الثقة بالنظام كهدف ثالث، والهدف الرابع تحريض الناس على النظام والحكومة”.

وناشد الطلاب الجامعيين ببث الثقة والأمل بالمستقبل في نفوس الشعب الإيراني، مشيرا إلى أن هذه مسؤولية الجميع في ظل الأوضاع الراهنة.

مبيعات النفط

كما صرح وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه، أمس الثلاثاء، إنه لم يعد بيد الولايات المتحدة الكثير لاستهداف صادرات بلاده من النفط متحدثا قبل دخول عقوبات أمريكية جديدة حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال وزير النفط الإيراني، “في حالة حدوث انخفاض في إمدادات النفط الإيراني، فلا يوجد بديل لنا، فليس هناك من يستطيع أن ينتج أكثر من طاقته”.

وتوجه مشيرًا إلى النفط السعودي، قائلا: “المملكة العربية السعودية الآن تسحب من احتياطياتها، لكن إلى متى يمكن أن تستمر في السحب من الاحتياطيات؟!”.

وقال زنكنه: “إن ترامب يحاول خفض أسعار النفط، في حين أن السوق تواجه نقصًا في العرض، كما أن اضطراب ميزان النفط في السوق يرتفع فقط بزيادة العرض، ولا يمكن إبقاء الأسعار منخفضة بالشعارات والبلطجة”.

يذكر أن الولايات المتحدة تضغط مع حلفائها وبلدان أخرى، لتخفيض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، فيما تقول إيران، التي تعدّ ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك: “إن مثل هذا الهدف لن يتحقق أبدًا، فالطلب في السوق مرتفع”.

يشار إلى أن سوق النفط تتقلب في الآونة الأخيرة، وأسعار النفط آخذة في الارتفاع، وترى إيران أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار النفط في الأيام الأخيرة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران في مايو أيار وأعلن عن عقوبات على البلد عضو أوبك.

وتضغط واشنطن على حلفائها لوقف استيراد النفط من إيران وتشجع السعودية وأعضاء آخرين في أوبك وروسيا على ضخ مزيد من الخام لتعويض أي نقص.

لكن واشنطن قالت هذا الشهر إنها ستدرس إعفاءات لمشتري النفط الإيراني مثل الهند على أن يوقفوا في نهاية المطاف الاستيراد من ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول.

وأفادت بيانات خاصة بالناقلات ومصدر بقطاع النفط أن تركيا وإيطاليا هما آخر مشترين للخام الإيراني خارج الصين والهند والشرق الأوسط، في علامة جديدة على أن الشحنات تتضرر بشدة مع اقتراب موعد تطبيق العقوبات الأمريكية.

وأظهرت بيانات “ريفينيتيف أيكون” أن إيران صدرت 1.33 مليون برميل يوميا منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول إلى الهند والصين وتركيا والشرق الأوسط. ولم تظهر أي سفن تنقل النفط الإيراني إلى أوروبا.

غير أن مصدرا بالقطاع يتتبع الصادرات قدر الشحنات عند 1.5 مليون برميل يوميا بما يشمل سفنا لم تظهر على نظام التتبع بالأقمار الصناعية إيه.آي.إس، من بينها ناقلة محملة بمليون برميل في طريقها إلى إيطاليا.

يقل ذلك عن 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل في أبريل/ نيسان، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/ أيار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران ويعيد فرض العقوبات. وتبرز الأرقام أيضا استمرار الانخفاض من مستوى 1.6 مليون برميل يوميا.

وساهمت الخسارة المتوقعة لكميات كبيرة من الإمدادات الإيرانية في دفع أسعار النفط للصعود، حيث سجلت في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول أعلى مستوياتها منذ أواخر 2014 عند 86.74 دولار للبرميل. وهبطت الأسعار منذ ذلك الحين إلى 81 دولارا، على الرغم من قول محللين إن تراجع الصادرات الإيرانية لا يزال يشكل دعما.

فشل الاستراتيجية

وقد اعتبر محلل الشؤون السياسية لصحيفة “نيويورك تايمز” في مقال، هدف ادارة ترامب في فرض العقوبات على ايران، اثارة الاحتجاجات في الشارع الايراني. الا ان كل المؤشرات تدلل على فشل هذه الاستراتيجية.

وكتب “كارول غياكومو” وهو عضو في هيئة تحرير الصحيفة في مقاله؛ يبدو ان بعض المسؤولين الاميركيين يأملون في احياء العقوبات لاثارة الشارع الايراني، ولكن هل فكروا في ذلك مليا؟

وتساءل “كارول”؛ هل ان ادارة ترامب وازنت التبعات الاحتمالية لاجراءاتها ام لا، مشددا على ان اجراءات ترامب لربما تتسبب في اثارة الصراعات في المنطقة وتعزيز مواقف معارضي اميركا.

ولفت “كارول” الى ان ترامب يواجه مشكلة اخرى وهي ان احياء العقوبات الى اي حد يعتبر خيارا، لا اهمية لها، ولكن الحظر المحدد لايكون مؤثرا حين تتحد القوى الاساسية. كما واثبت التاريخ ان العقوبات تتمتع باكثر الاثر حين تعمل وفق المنطق وبدعم دولي واسع.

ربما يعجبك أيضا