قمة “مصر وروسيا”.. اتفاقيات بمليارات وفصل لتوطيد العلاقات

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أظهرت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا ولقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتن، متانة العلاقات بين موسكو والقاهرة، حيث شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بمليارات الدولارات، فضلًا عن سعي مسؤولي البلدين إلى تطبيع العلاقات خصوصًا مع توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي في ظل التوافق التام في العديد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

“اتفاقيات بمليارات”

وشهدت الزيارة في يومها الثالث، توقيع الرئيس المصري ونظيره الروسي اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، والتي أعلن عنها الكرملين مع بدء السيسي زيارته لموسكو.

ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ومذكرة تفاهم بين وزارتي الخارجية في البلدين بشأن المشاورات السياسية والاستراتيجية.

وشهد الرئيسان، توقع عدد من الاتفاقيات بين البلدين، منها توقيع اتفاقية بقيمة مليار و300 مليون دولا أمريكي، لتصنيع وتوريد عربات للقطارات في مصر، بالتعاون مع القاهرة، فضلا عن اتفاقيات تصدير النفط والغاز المسال إلى مصر.

وتأتي من ضمن المشروعات المشتركة بين البلدين اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية “المصرية الروسية” المزمع إقامتها في بورسعيد والتي من المخطط أن تجذب استثمارات بأكثر من 7 مليارات دولار وتشغل حوالي 35 ألف موظف.

وناقش الرئيسان ملفات مهمة، لعل أبرزها: “عودة السياحة الروسية عبر خطوط الطيران المباشر إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة وغيرها، وآخر المستجدات المتعلقة بالمشروعات المشتركة العملاقة وعلى رأسها مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية”.

وأعلن فلاديمير بوتين أن التبادل التجاري بين القاهرة وموسكو ارتفع إلى 22% في الآونة الأخيرة، وبلغ 6.7 مليارات دولا أميركي، مضيفا أنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذه العام زاد التبادل التجاري 20 بالمائة.

“تطبيع العلاقات”

الرئيسان أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمنتجع سوتشي عقب جلسة المباحثات الثنائية على متانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مشددان على أن زخم العلاقات على مدار السنوات الأربعة الماضية، أفضى إلى تعزيزها على مختلف المجالات، وأنها تعتمد على سنوات طويلة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في المجالات الاقتصادية والتجارية.

الرئيس المصري قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد، اليوم، إن اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي، ستفتح فصلا جديدا على طريق التعاون بين البلدين، وستفتح آفاقا ممتدة، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية، متابعًا: “مصر تتقدم بالشكر إلى روسيا بما يليق بعمق العلاقات الممتدة إلى 75 سنة”.

السيسي حرص في كلمته بالمؤتمر على نعت الرئيس الروسي بـ”صديقي العزيز”، مشيدا بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيرا إلى أن التنسيق بين البلدين ممتد، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة، إيمانا بالأهمية القصوى، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الرئيس المصري، أن زخم العلاقات على مدار السنوات الأربعة الماضية بين القاهرة وموسكو، أفضى إلى تعزيزها على مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروع المحطة النووية في الضبعة.

“عام التبادل الثقافي”

وأعلن الرئيس المصري ونظيره الروسي أنهما اتفقا على أن يكون عام 2020 عاما  للتبادل الثقافي بين مصر وروسيا، حيث سيتضمن هذا العام فعاليات تعكس التبادل الحضاري بين البلدين.

وذكر السيسي أنه اتفق مع الرئيس الروسي على إعلان عام 2020 عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، مضيفا: “نأمل أن يشهد هذا العام، العديد من المناسبات الاحتفالية، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني.. بين البلدين والشعبين الصديقين”.

“القضايا الإقليمية”

الرئيسان كشفا عن أنهما تناقشا في عدد من القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، خصوصا مستجدات القضية الفلسطينية والأزمة في سوريا وليبيا.

وبخصوص القضية الفلسطينية، قال السيسي: “لمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام (الفلسطينية ــ الإسرائيلية)، لا سيما تأكيد الثوابت، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل، على أساس حل الدولتين، ووفقا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية”.

وبشأن الوضع في سوريا، اتفقا الرئيسان على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي، مشيريين إلى أهمية التزام المجتمع الدولي، بالتنفيذ الكامل، لمبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة للحل في ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل، والتي لن تفضي إلا لإطالة الأزمة.

“مكافحة الإرهاب”

ولفت الرئيس المصري إلى اتفاقه مع نظيره الروسي على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالا بجهود التصدي للإرهاب، خاصة فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول.

وأكد الرئيسان ضرورة منع الدول لمرور الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع جميع الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية، وشدد السيسي على انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال، منوها إلى أنه استعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التي حققتها.

ربما يعجبك أيضا