إشادات عربية ودولية واسعة بالخطوات السعودية بعد واقعة “خاشقجي”

حسام السبكي

حسام السبكي

أسدل الستار -أخيرًا- على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط السعودية والعربية، والتي بلغ صداها وسائل الإعلام ودوائر السياسة العالمية، خاصةً بعد اختفاء الكاتب الصحفي السعودي الراحل “جمال خاشقجي”، عقب دخوله إلى مبنى قنصلية بلاده في “اسطنبول”، مطلع أكتوبر الجاري، لإتمام وثائق زواجه من خطيبته التركية “خديجة جنكيز”.

وكشفت الرياض -في وقت متاخر مساء الجمعة- ملابسات واقعة وفاة الكاتب السعودي، فأشارت في بيان رسمي لـ”النيابة العامة السعودية”، إلى أن التحقيقات الأولية التي أجرتها في موضوع اختفاء الصحفي السعودي جمال بن أحمد خاشقجي أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع خاشقجي مما أدى إلى وفاته -رحمه الله.

وعقب بيان النيابة العامة السعودية، أصدر خادم الحرمين الشريفين، اليوم السبت، أمرًا ملكيًا بإعفاء قيادات استخباراتية من منصابهم، شملت إنهاء خدمات كٌل من سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة لشئون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، ونائب رئيس الاستخبارات، أحمد عسيري.

وأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز أيضًا، بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة.

ومع صبيحة السبت، توالت ردود الافعال المؤيدة، للإعلان السعودي عن ملابسات اختفاء “خاشقجي”، والقرارات والاجراءات التي اتخذتها المملكة، حيث جاءت بيانات الإشادة والثناء من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، تبعتها الإمارات ومصر والبحرين وفلسطين، علاوة على عددٍ من الشخصيات والمؤسسات رفيعة المستوى.

ترحيب أمريكي

في أول ردود الأفعال، عقب بيان النيابة العامة السعودية، والقرارات الملكية، اعتبر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، أن التفسير الذي صدر، السبت، عن السعودية بشأن ما حدث للصحفي السعودي “جمال خاشقجي” ذا مصداقية، وموثوقا به.

وأكد في الوقت عينه أنه من المبكر الحديث عن أي استنتاجات.

وأضاف -خلال مؤتمر صحفي من أريزونا، السبت- أن الإعلان عن تلك التحقيقات “خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة”، بحسب تعبيره.

الخارجية السعودية: استمرار لنهج المملكة

من جانبه، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أن قرارات خادم الحرمين الشريفين إثر الحدث المؤسف والأليم الذي أودى بحياة “جمال خاشقجي”، تأتي استمرارًا لنهج المملكة في ترسيخ أسس العدل، ومحاسبة أي مقصر كائنًا من كان، والتعامل مع أي تقصير أوخطأ مهما كانت الظروف وبغض النظر عن أي اعتبارات.

وفي بيان -نقلته “وكالة الأنباء السعودية”، اليوم السبت- أشار المصدر إن هذه الإجراءات، تعكس حرص القيادة على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن، وعزمها على ألا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات “التصحيحية” الكفيلة بتجنب حدوث هذا الخطأ الجسيم مستقبلًا.

وأشار إلى أن المملكة تثمن المواقف الحكيمة للدول التي آثرت التروي وانتظار نتائج التحقيقات، والابتعاد عن التكهنات، والمزاعم.

الإمارات: السعودية دولة عدل وإنصاف

وجاءت أول ردود الأفعال العربية، من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أثنى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، على ما أولاه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة، وهو ما تجسد في توجيهاته وقراراته بكل شفافية وعدل وبما يكفل المحاسبة القانونية العادلة.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: إن المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها “كانت ولا تزال دولة المؤسسات التي تقوم على العدل والإنصاف”.

الخارجية المصرية: إجراءات حاسمة وشجاعة

أما القاهرة، فقد وصفت -عبر بيان لوزارة الخارجية المصرية- القرارات والإجراءات التي اتخذها الملك سلمان بأنها “حاسمة وشجاعة وتتسق مع التوجه المعهود للملك سلمان نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة”.

وأعربت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن تثمينها لنتائج التحقيقات الأولية التي أصدرها النائب العام بالمملكة العربية السعودية في قضية خاشقجي.

وأكدت، أن هذه الخطوة تبرهن على حرص والتزام السعودية بالتوصل إلى حقيقة هذا الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة تجاه الأشخاص المتورطين فيه.

البحرين: إرساء للعدالة وكشف للحقائق بموضوعية

وأشادت مملكة البحرين، بالاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين من أجل إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية.

 وأكدت الخارجية البحرينية في بيان، السبت، أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين تجسد في التوجيهات الحكيمة والقرارات الملكية والفورية بشأن قضية المواطن السعودي “جمال خاشقجي”، والتي تؤكد أن السعودية كانت وستبقى دولة العدالة والقيم والمبادئ التي تكفل تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.

وأضاف البيان أن البحرين تشدد على أن السعودية بما لها من مكانة إقليمية ودولية عالية، وما لديها من مقومات كبيرة، وما لها من إسهامات نبيلة، ستظل أساس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

فلسطين: ستبقى السعودية دولة القيم والمبادئ

ولحقت، دولة فلسطين بجموع المشيدين والمثنين بالإجراءات والقرارات السعودية،  فأكدت أن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين في قضية جمال خاشقجي، تعد تأكيدًا على إرساء العدل والإنصاف والحقائق والقانون.

وأكدت فلسطين، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده، ستبقى دولة العدالة والقيم والمبادئ.

اليمن: تسييس القضية ابتزاز مستمر

من جانبها أشادت الحكومة اليمنية، بنتائج التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في المملكة العربية السعودية بشأن وفاة جمال خاشقجي، وثمنت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في هذا الجانب.

وقالت الحكومة اليمنية -في بيان- إن ما توصلت إليه النيابة العامة في السعودية، وإحالة المتسببين في وفاة الصحفي “خاشقجي” ينم عن المتابعة المستمرة والجادة من المؤسسات السعودية التي وضعت نصب أعينها سلامة مواطنيها في الداخل والخارج، وحرصها على إطلاع الرأي العام على حقيقة الحادث.

وأشار البيان، إلى أن السعودية عبر تاريخها الطويل لم تحد عن هذه مبادئ العدل والإنصاف والشجاعة مراعية في سياساتها الالتزام بالأعراف والمبادئ الدولية والدبلوماسية، ودأبت على مراجعة أي خطأ قد يحدث من إحدى مؤسساتها وتعمل على معالجته فوراً، واتخاذ ما يلزم من إجراءات ومحاسبة المتسببين، كما هو حاصل في هذه الحادثة.

وعبر البيان، عن إدانة الحكومة اليمنية لسعي البعض لتسييس القضية، وحرفها عن مسارها بهدف النيل من حكومة المملكة العربية السعودية بسهام كيدية وافتراءات مضللة بصورة ممنهجة تستهدف الدور القيادي الذي تسير فيه المملكة، وهي لا تعدو أن تكون عملية ابتزاز مستمرة.

كبار العلماء: تحقيق العدل والمساواة وفق الشريعة الإسلامية

أما عن المؤسسات الرسمية الدينية، فقد ذكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن “جمال خاشقجي”- رحمه الله تعالى- تأتي انطلاقًا مما تأسَّست عليه المملكة العربية السعودية من تحقيق العدل والمساواة وفق الشريعة الإسلامية، بمحاسبة أي متجاوز أو مقصر أيًّا كان، مهما كانت الظروف، وبغض النظر عن أي اعتبارات.

وأكدت الهيئة، حرص القيادة على تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين، وهو ما يشهد به تاريخها الطويل، وتشهده أروقة محاكمها؛ حيث القضاة مستقلون، لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية.

المنظمة العربية لحقوق الإنسان: صيانة الحقوق دون تمييز

وأثنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا والرابطة الخليجية للحقوق والحريات، على شفافية التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين.

وذكرت المنظمة، أن القرارات الملكية تأتي انطلاقا من سيادة وتحقيق العدل وصيانة الحقوق دون أي تمييز، وأن هذه القرارات ستحرص على تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين.

وأدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، الدعاية الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية، معتبرة إياها انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق أسرة المرحوم الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”.

أمير تبوك: إجراءات تتسم بالثقة والحزم

وأكد الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك، أن “التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين إثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي، حازمة، ومنسجمة مع ثوابت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، إذ اتخذت من كتاب الله منهجا ودستورا وارتكزت على مبادي العدل والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.

وأضاف الأمير فهد، في بيان، إن “إنسان هذه البلاد اعتاد حرص ورعاية واهتمام ولاة الأمر على المواطن، وعدم التهاون أو التردد في حمايته، ومحاسبة أي متجاوز مهما كان”.

واختتم قائلًا: “ما تم من قرارات وإجراءات اتسمت بالثقة والحزم المعهود من خادم الحرم وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سائلا المولى القدير أن يحفظ البلاد وأهلها.

مجلس علماء باكستان: المملكة تحترم مواطنيها وتؤمن بالعدل

ووصف رئيس مجلس علماء باكستان “محمد طاهر الأشرفي”، القرارات والإجراءات السعودية، بأنها تنم عن احترام المملكة لمواطنيها، وإيمانها بالعدل وتطبيقه، مما دفعها إلى أن تتخذ قرارات حاسمة بشأن قضية الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، حيث تم القبض على المتورطين في مقتله.

وقال “الأشرفي”: السعودية بلد ينفذ أحكام الكتاب والسنة وتعاليمهما، وأن الكثير من الأشخاص والجهات استهدفت حكومة المملكة العربية السعودية خلال الأسبوعين الماضيين بنشر الأكاذيب، وتوجيه التهم عبر الإعلام المأجور والمدسوسين وما زالوا قائمين على ذلك ليس من أجل “خاشقجي” وإنمال تشويه صورة المملكة العربية السعودية وزعزعة أمنها.

واختتم “الأشرفي” تصريحه قائلًا: قرار خادم الحرمين الشريفين عزّز مكانته ورفع قدره.

مملكة العدل السعودية

خلال ساعاتٍ قليلة، تصدر وسم أو هاشتاج “مملكه_العدل_السعوديه”، أبرز ردود الأفعال الداعمة والمؤيدة للإجراءات والقرارات الملكية الحاسمة، بشأن قضية “خاشقجي”، والتي قطعت الشك والتكهنات، حول مواقف لم تكن لتصدر إلا عن المملكة، لتثبت بحق أنها “مملكة العدل والإنصاف”.

ربما يعجبك أيضا