السعودية تعلن وفاة “خاشقجي”.. وتتوعد بمحاسبة المتورطين

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – أعلنت المملكة العربية السعودية، في الساعات الأولى من صباح اليوم، وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا على إثر شجار واشتباك بالأيدي، مشددة على التزامها بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة بالمملكة.

“تفاصيل الوفاة”

النائب العام السعودي، سعود بن عبدالله المعجب، أعلن أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، أظهرت وفاته، وأنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن من الجنسية السعودية في إطار التحريات للوصول إلى كافة الحقائق، مشيرا إلى أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي معه مما أدى إلى وفاته”.

وأكد مصدر سعودي مسؤول في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن قضية خاشقجي أثارت اهتمام المملكة العربية السعودية على أعلى المستويات، وللملابسات التي أحاطت باختفائه، ما أدى إلى إرسال فريق أمني إلى تركيا للتحقيق، والسماح للسلطات الأمنية في اسطنبول بدخول قنصلية المملكة ومنزل القنصل حرصا على كشف الحقيقة.

وأوضح، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمر النائب العام بإجراء التحقيقات في ذلك، وأن النيابة العامة قامت بالتحقيق مع عدد من المشتبه فيهم بناء على المعلومات التي قدمتها السلطات التركية، لافتا إلى أن التحقيقات أظهرت قيام المشتبه به بالتوجه إلى اسطنبول لمقابلة خاشقجي لظهور مؤشرات تدل على إمكانية عودته للبلاد.

وكشفت نتائج التحقيقات الأولية أن المناقشات التي تمت مع خاشقجي أثناء تواجده في قنصلية المملكة في اسطنبول، لم تسر بالشكل المطلوب وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي بين بعضهم وبين خاشقجي، وتفاقم الأمر مما أدى إلى وفاته، لافتة إلى أن المتهمين حاولوا التكتم على ما حدث.

“محاسبة المتورطين”

وشدد المصدر أن المملكة تؤكد على التزام السلطات بها بإبراز الحقائق للرأي العام، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة بإحالتهم إلى المحاكم المختصة بالمملكة العربية السعودية.

صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، بأن التوجيهات والقرارات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين تأتي استمراراً لنهج الدولة ترسيخ أسس العدل، وفق شريعتنا السمحاء، ومحاسبة أي مقصر كائناً من كان، مؤكدا أن تلك الإجراءات تعكس حرص القيادة السعودية على أمن وسلامة جميع أبناء هذا الوطن، وعزمها على أن لا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلاً.

وقال مصدر سعودي -لـ”رويترز”- إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لم يكن لديه علم بما جرى للمواطن جمال خاشقجي بشكل محدد.

“قرارات سريعة”

إعلان المملكة وفاة “خاشقجي” تبعها صدور أوامر ملكية بإعفاء مستشار الديوان الملكي سعود القحطاني، وإنهاء خدمة عدد من القيادات والضباط بجهاز الاستخبارات العامة بالبلاد.

وأمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، مشددا على أن ترفع اللجنة نتائج أعمالهما خلال شهر من تاريخه.

وقرر الملك إعفاء أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، وإنهاء خدمة مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار  محمد بن صالح الرميح.

وأعفي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليف الشايع، من منصبهما.

“إشادة بتركيا”

وأشادت السلطات السعودية بالتعاون “المميز” من قبل تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أرودغان، موضحة أن السلطات التركية ساهمت جهودها وتعاونها بشكل هام في مسار التحقيقات بشأن مقتل “خاشقجي”، وأن “المملكة تثمن كذلك المواقف الحكيمة للدول التي آثرت التروي وانتظار نتائج التحقيقات، والابتعاد عن التكهنات، والمزاعم”، بحسب مصدر بالخارجية السعودية.

من جانبه، قال البيت الأبيض: إنَّ الولايات المتحدة الأمريكية، تابعت بيان السعودية بشأن النتائج الأولية للتحقيقات في قضية خاشقجي، مشيرًا إلى أنَّها ستواصل متابعة التحقيقات على المستوى الدولي.

وطالب البيت الأبيض بتحقيق العدالة بشكل سريع وشفاف في مقتل خاشقجي، مؤكدا أن واشنطن أخذت علما على إعلان السعودية بشأن تقدم التحقيقات في قضية خاشقجي، وأنها تؤيد العدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافة والتي تتفق مع الإجراءات.

ربما يعجبك أيضا