الصين تتجسس على ترامب.. كيف يفكر الرئيس الأمريكي؟!

محمود سعيد

رؤية – محمود طلعت

ملف التجسس على مكالمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعود إلى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة مع الصين، حيث تقوم المخابرات الصينية بالتجسس على المكالمات الهاتفية التي يجريها ترامب، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

تقول الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، إن رجال مخابرات صينيين كثيرا ما يتنصتون على هاتف دونالد ترامب المحمول غير المؤمن حين يتحدث إلى أصدقائه القدامى، وأن بكين تستخدم ما تطلع عليه في هذه المكالمات للتأثير على السياسة الأمريكية.

كيف يفكر دونالد ترامب؟

ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤولين قولهم إن الصين تسعى لاستغلال المكالمات التي تعترضها لمعرفة كيف يفكر ترامب ومن الذي يأخذ برأيه والطريقة المثلى للتأثير عليه، وتحاول استغلال ما تطلع عليه لوقف تصعيد الحرب التجارية الدائرة بين البلدين حاليا.

ويحمل ترامب نحو 3 هواتف، 2 منها فقط يحتويان على حماية وكالة الأمن القومي والتي تحد من قدرة الآخرين على اعتراض الاتصالات أو استغلال نقاط الضعف في الجهازين.

أما بالنسبة للجهاز الثالث فهو جهاز لا يختلف عن أي من ملايين الأجهزة التي يستخدمها الأمريكيون كل يوم، ويقال إن ترامب يستخدمها في الاتصال بالناس لأنه يستطيع تخزين جهات اتصاله بها.

وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يستخدم أجهزة آيفون معدلة لا يمكنها إجراء مكالمات أو التقاط صور، وتستقبل رسائل واردة فقط من عنوان بريد إلكتروني خاص.

الصين تتجسس على أمريكا

قبل أيام كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية، عن تجسس الحكومة الصينية على شركتي أمازون وأبل عبر شريحة إلكترونية متناهية الصغر تم “دسها” داخل مراكز بيانات خاصة بالشركتين.

وأوضحت الوكالة أن الشريحة الصينية تستهدف الأسرار التجارية والتقنيات المملوكة للشركتين الأمريكيتين، موجهة الاتهام إلى شركة “سوبر مايكرو” الصينية المسؤولة عن تجميع أجهزة الكمبيوتر التي استعملت في المراكز المستهدفة.

الشركات الثلاث (أمازون وأبل وسوبر مايكرو) نفت ما جاء في تقرير بلومبرج، وقالت إنه استند إلى مصادر مجهولة مقربة من الشركات وفي الإدارة الأمريكية.

مكالمات ترامب الهاتفية

ترامب ومنذ أن أصبح رئيسا لأمريكا تلقى مرارا تحذيرات من مساعديه من أن مكالماته عبر الهاتف المحمول غير مؤمنة، وبأن أفرادا من المخابرات الروسية يتنصتون على محادثاته باستمرار. وذكر موقع “بزنس إنسايدر” أن الهاتف المقصود هو من طراز آيفون، وأن الرئيس لا يريد التخلي عنه.

وذكر المسؤولون أن أجهزة المخابرات الأمريكية علمت من شخصيات في حكومات أجنبية، ومن خلال اعتراض اتصالات من مسؤولين أجانب، أن الصين وروسيا تتنصتان على مكالمات الرئيس.

ولم يعلّق البيت الأبيض على تقرير نيويورك تايمز، الصحيفة التي يهاجمها ترامب بشكل دائما متهما إياها بنشر “أخبار كاذبة”.

الأمن القومي الأمريكي

خلافا للبروتوكول الدبلوماسي المتبع أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رقم هاتفه المحمول لعدد من قادة العالم ودعاهم للاتصال به مباشرة، ما يثير مخاوف بشأن أمن وسرية اتصالات الرئيس الأمريكي.

ترامب ووفقا لتقارير أمريكية عديدة، يتصرف بشكل غير مسؤول فيما يتعلق بهاتفه، فهو يمنح قادة الدول والمسؤولين الأجانب رقمه الخاص للحديث معه مباشرة حتى لا تمر الاتصالات عبر القنوات الدبلوماسية، وهو ما يعني أنه يمكن اختراق محادثاته بسهولة والتجسس عليه لأنه لا يستخدم خطا مؤمنا.

ويرى خبراء أمنيون أن “هذه التصرفات لا توصف بأنها غير تقليدية وحسب بل أيضا خطيرة ونشكل تهديدا كبيرا على أمن الولايات المتحدة، فالعالم الآن يعج بمخاطر الانترنت والاختراق وهو ما يحدث بشكل شبه مستمر”.

وشدد الخبراء على أهمية أن تجرى مكالمات الرئيس الأمريكي عبر أحد خطوط الاتصال الآمنة، بما في ذلك تلك الموجودة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أو السيارة الرئاسية عصية الاختراق.

الاتحاد الأوروبي يواجه بكين

يستعد الاتحاد الأوروبي لمواجهة الصين فيما يتعلق بعمليات التجسس ذات المستويات المثيرة للقلق المرتبطة ببكين والتي تستهدف الصناعة الأوروبية، حيث يقوم قسم الصناعة في المفوضية الأوروبية بصياغة وثيقة تلخص المخاوف الأوروبية بشأن هذه القضية.

يأتي ذلك عقب ظهور تقرير وكالة بلومبرغ الذي يتضمن تحقيقاً موسعاً حول كيفية زرع الصين لرقاقات بالغة الصغر في أجزاء من الهواتف التي تشق طريقها إلى السوق العالمية.

وتشير التقديرات إلى أن التجسس الإلكتروني يكلف أوروبا ما يصل إلى 60 مليار يورو فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، وهو رقم سيرتفع مع قيام الشركات الأوروبية برقمنة خدماتها.

ربما يعجبك أيضا