بأيدٍ إماراتية 100%.. “خليفة سات” إلى الفضاء لخدمة العالم

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

في حدث فريد يؤكد على الريادة والعالمية تستعد دولة الإمارات، لإطلاق القمرالصناعي “خليفة سات” والذي يعد أول قمر صناعي صنع بأيد إماراتية خالصة.

ومن المقرر إطلاق “خليفة سات” بعد غد الإثنين في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت الإمارات من المحطة الأرضية في مركز “تانيغاشيما” الفضائي في اليابان على متن الصاروخ.

وتؤكد دولة الإمارات استمرارها في تطوير بناء قطاع فضائي إمارتي قوي ومستدام، وذلك سعيا منها للمساهمة في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز استكشاف الفضاء والاستفادة منه سلميا في تطوير التقنيات المتقدمة التي تسهم في استحداث التغيير الإيجابي في حياة الشعوب.

خطة الإمارات 2020

مع وصول “خليفة سات” إلى مداره يرتفع عدد الأقمار الصناعية الإماراتية إلى 9 أقمار، مما يعتبر خطوة متقدمة جدا نحو تحقيق هدفها المعلن بإطلاق 12 قمرا صناعيا بحلول 2020 وتحول قطاع الفضاء إلى أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في الدولة.

ويكتسب الحدث -الذي سيتابع تفاصيله على الهواء مباشرة الملايين حول العالم- أهمية استثنائية ستدخل خلاله الإمارات التاريخ بتصنيعها أول قمر صناعي بخبرات وأيد محلية بنسبة 100% لتدشن بذلك مرحلة جديدة من مسيرة التطوير والتنمية التي تشهدها على كافة الصعد.

‎ويشكل “خليفة سات” تحولاً هاماً في طبيعة وشكل استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء والتي وصلت قيمتها حتى منتصف العام الجاري قرابة 22 مليار درهم بما في ذلك بيانات أقمار الاتصالات والبث الفضائي وأقمار الخرائط الأرضية والمراقبة والاستطلاع.

أيقونة تقنية متطورة

‎ويعتبر “خليفة سات” أيقونة تقنية متطورة للغاية، ويمتلك خمس براءات اختراع، وهو أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وعقب إرساله سيصبح القمر الصناعي الثالث لأغراض الرصد الذي تمتلكه الإمارات في المدار.

‎ومما لا شك فيه فإن نجاح تجربة “خليفة سات” سترفع سقف الطموحات في تحول الإمارات إلى مركز إقليمي لمشاريع وأبحاث الفضاء خاصة وأن فريق تصنيع القمر المكون من 70 مهندسا هم جميعاً من مواطني الدولة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و28 سنة مما يبشر بتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا القطاع الفتي نوعا ما. ‎

المواصفات الفنية

يبلغ طول “خليفة سات” مترين ويصل وزنه 330 كيلوجراما، ويتميز عن بقية الأقمار العالمية بأنه يحافظ على القدرات ذاتها في الصور الملتقطة عبر أقمار أخرى أكبر حجما، وأكثر كلفة، وتعقيداً في التصميم.

كما أنه مزود بنظام تصوير متطور جدا، يعمل بتكبير عالي الدقة يمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سم من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية.

المهام والأهداف

مع دخول “خليفة سات” إلى مداره المنخفض حول الأرض على ارتفاع 613 كم تقريبا سيبدأ القمر الصناعي عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء.

وسيعمل ذلك على تلبية احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم‎. كما سيتيح “خليفة سات” للدولة تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم. وسيعمل على دعم ومراقبة جهود الإغاثة على مستوى العالم.

وسوف تستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني مما يتيح استخداما أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، ويساعد على تطوير الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى.

الحفاظ على البيئة

‎في مجال الحفاظ على البيئة سيعمل “خليفة سات” على رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي، وعلى مستوى دعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة.

ومن المخطط أن يقدم صورا مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري.

كما يشكل التخطيط العمراني على المستوى الوطني واحدا من الاستخدامات الرئيسية للقمر الصناعي، وهذا يشمل ضمان الاستخدام الأمثل والفعال للأراضي، بالإضافة إلى تقديم مقترحات واقعية للبنية التحتية.

قالوا عن خليفة سات

يقول الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: “المهندسون الإماراتيون هم أول فريق عربي يستطيع بناء قمر صناعي بنسبة 100% دون أي مساعدة أجنبية، وشباب الإمارات أثبتوا كفاءة وقدرة فائقة في ميدان التصنيع الفضائي”.

ويؤكد: “خليفة سات فخر إماراتي وهو ليس إنجازا إماراتيا وعربيا فحسب، إنما إنجاز عالمي بما سيوفره من معلومات ستفيد الإنسانية ككل، ويمثل إضافة علمية مهمة لمسيرتنا التنموية”.

ويرى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء أن “خليفة سات خطوة مهمة ضمن الاستراتيجية الطموحة التي صاغتها القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجال علوم الفضاء على مستوى العالم، ويمثل فجر عهد جديد في قطاع الفضاء الوطني”.

ويؤكد يوسف حمد الشيباني -مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء- أن “خليفة سات” خطوة ستضع الإمارات على خارطة الدول الرائدة، ليس في مجال استكشاف الفضاء فحسب، بل جنبا إلى جنب مع كبرى الدول المصنعة للأقمار الصناعية بما ينسجم مع أهداف رؤية الإمارات 2021، المتمثلة في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

ربما يعجبك أيضا