كلاسيكو الأرض على صفيح ساخن.. وغياب النجوم يشعل حماس “البقية”

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

في واحدة من أكبر المعارك الكروية، التي ينتظرها عشاق ومتابعو كرة القدم في جميع أنحاء العالم، يلتقي قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، مساء اليوم الأحد، على ملعب الكامب نو، ضمن منافسات الجولة العاشرة للدوري الإسباني.

النزال الأكثر متعة على الإطلاق في مواجهات الأندية، يبحث اليوم عن نجم جديد يُحلي مذاق المواجهة، ويٌشعل نار المنافسة، خاصة بعد فقدان المتعة الكروية التي كان يقدمها كل من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والنجم كريستيانو رونالدو أو صاروخ ماديرا، كما كان يطلق عليه من قبل.

القدر يقصي النجوم

إن تزامن غياب النجمين الأشهر في لقاءات الكلاسيكو، جعل الجميع يشعر وكأن القدر ضرب لهما موعدًا للعزوف عن المشاركة في مواجهة اليوم، وكأن كليهما لا يرغب في دخول ملعب المباراة دون الآخر.

الإصابة التي لحقت بالنجم الأرجنتني، خلال مباراة برشلونة وإشبيلية، ضمن منافسات الجولة التاسعة من عمر “الليجا”، أبعدته عن الملاعب لمدة 3 أسابيع، الأمر الذي تزامن مع عدم إمكانية مشاركة الدون في مواجهة اليوم، وذلك بعد رحيله عن القعلة الملكية -في سوق الانتقالات الصيفية- والانضمام لصفوف يوفنتوس الإيطالي، ليشهد اللقاء غياب النجمين عن الكلاسيكو، لأول مرة منذ 2007، فهل سيؤثر هذا الغياب على الوجبة الدسمة التي ينتظرها عشاق الكرة؟!

لوبيتيجي.. وحسم المصير!

لا يعد غياب ميسي ورونالدو، هو العقبة الوحيدة في مباراة اليوم، ولكن اللقاء قد يحسم العديد من الأمور على مختلف المستويات، حيث إن هذه المواجهة قد تحسم بنسبة كبيرة مستقبل الإسباني جولين لوبيتيجي، المدير الفني للفريق الملكي، وهو ما يضفي على المباراة أهمية كبرى رغم غياب النجوم.

المدير الفني لريال مدريد، جولين لوبيتيجي، قد وضع رأسه تحت طائلة الإدارة العليا للنادي من ناحية، وجماهير الملكي من ناحية أخرى، وذلك بعد سلسلة النتائج السلبية التي حققها الفريق تحت قيادته في آخر 4 مباريات، لتكون نتيجة هذه المباراة بمثابة طوق النجاة، للخروج من هذه الأزمة.

وإذا حدث الفوز على برشلونة، اليوم، ستكون نتيجة المباراة بالنسبة لريال مدريد ومدربه، نقطة الانطلاق للفريق المدريدي، سواء على الصعيد المحلي، أو الأوروبي، بالإضافة إلى أن لوبيتيجي يسعى للتخلص من صفحة الاخفاقات في الفترة الأخيرة؛ من أجل تحقيق الفوز على برشلونة في عقر داره، وهو ما سيكون نقطة مهمة للمدرب مع الفريق الملكي.

وخاض ريال مدريد تحت قيادة لوبيتيجي 13 مباراة قبل الكلاسيكو، عرف الهزيمة خلال 5 مباريات وفاز في 6 لقاءات مع تعادلين، وهو ما يؤكد المعاناة التي يعيشها الفريق الملكي.

وعلى صعيد الأهداف، سجل الريال 20 هدفًا مع لوبيتيجي مقابل استقبال 15 هدفًا في 13 مباراة، وضياع لقب كأس السوبر الأوروبي على يد أتلتيكو مدريد.

“حقيبة” فالفيردي

على الجانب الآخر، يترقب جمهور البرسا، ظهور الفريق الكتالوني في لقاء اليوم، لتقييم أدائه في ظل غياب نجمه الأول ميسي، ولا شك أن التساؤل الأبرز لدى الجماهير، يتعلق بأفكار المدرب إرنستو فالفيردي، لتعويض غياب ميسي، سواء على المستوى التكتيكي أو الفردي، خاصة أن برشلونة سيخوض الكلاسيكو الأول دون “البرغوث” منذ 11 عامًا.

وفي هذا السياق قال فالفيردي -خلال مؤتمر صحفي، أمس السبت- “غياب ميسي وكريستيانو رونالدو لن يؤثر على قيمة الكلاسيكو؛ لأن المباراة تتسم طوال تاريخها بالتنافسية والتوتر والأجواء المشحونة”.

وأضاف: “الكلاسيكو دون ميسي يختلف عندما يتعلق الأمر بالتحضير للمباراة، لأنك تضطر لإجراء بعض التغييرات، وهذا أمر غريب بعض الشيء، لكن ليست لدينا مشكلة في ذلك”.

وتابع: “وقع اختياري بالفعل على التشكيلة التي سنواجه بها ريال مدريد في الكلاسيكو، لكني لن أفصح عنها، وتألق رافينيا أمام إنتر ميلان لا يعني مشاركته؛ لأنها مباراة مختلفة”.

ماذا قال “الدون”؟

قبل ساعات قليلة من بدء اللقاء، ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، تحدث النجم البرتغالي بشأن المعركة الكروية قائلًا: “أحترم جدًا فريق برشلونة، لكن فريقي السابق ريال مدريد في قلبي”.

وأضاف الدون: “أتمنى أن ينتهي الكلاسيكو بنهاية سعيدة لريال مدريد”.

ووفقًا لهذه التصريحات فقد أعرب الدون عن حبه لناديه السابق، متمنيًا فوزه على البرسا، والجدير بالذكر أن لرونالدو رصيد كبير من الأهداف خلال الكلاسيكو، إذ يعد ثاني هدافي الميرينجي في التاريخ بعد أسطورة الريال، ألفريدو ديستيفانو”.

وسجل رونالدو 18 هدفًا في “الكلاسيكو”، وهو ثاني أكبر عدد من الأهداف للاعب واحد، بعد أسطورة برشلونة ليونيل ميسي الذي سجل 25 هدفًا.

وكانت آخر أهداف “صاروخ ماديرا” خلال التعادل المثير 2-2 بين الفريقين في مايو الماضي.

وفي هذا السياق نشر موقع “أوبتا” إحصائيات تظهر أن ريال مدريد استطاع الفوز على برشلونة، في 26 % فقط من اللقاءات، التي شارك فيها رونالدو، وهي 8 مباريات من أصل 30.

ولكن “الملكي” حقق الفوز بنسبة 100 % في “الكلاسيكو” عندما غاب رونالدو في مواجهتين من قبل، وهي نهائي كأس إسبانيا 2014 ونهائي كأس السوبر الإسباني 2017.

حكم المباراة.. واستخدام الـ VAR

على الصعيد التحكيمي للمباراة، فقد عينت رابطة الدوري الإسباني الحكم خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز، ليدير اللقاء، الأمر الذي جعل مشجعي النادي الكتالوني يتفاءلون، فالحكم هو ذاته الذي تولى إدارة كلاسيكو الموسم الماضي، عندما تعرض ريال مدريد لهزيمة “قاسية” على ملعبه أمام برشلونة بنتيجة 0-3.

وسيشهد كلاسيكو اليوم، استخدام تقنية الفيديو “VAR” لأول مرة في مواجهات الفريقين، مما قد يقلل من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل.

ويعد تعيين أليخاندرو خوسيه هيرنانديز مسؤولًا عن تقنية الفيديو خلال اللقاء، من المفارقات القوية، فهو الحكم نفسه الذي أدار “كلاسيكو” الإياب الموسم الماضي، وأثار جدلًا كبيرًا بطرده لاعب برشلونة سيرجي روبيرتو، ثم احتسابه هدفًا “مثيرًا للجدل” لبرشلونة.

التشكيلة المتوقعة

أما عن التشكيلة المتوقعة، التي سيخوض بها الفريقان غمار المنافسة، فإن قائمة ريال مدريد قد تشتمل على كل من: كورتوا، مارسيلو، راموس، فاران، ناتشو، مودريتش، كاسيميرو، كروس، إيسكو، غاريث بيل وكريم بنزيما.

في المقابل، تعتمد التشكيلة المتوقعة لبرشلونة على كل من: تير شتيغن، سيرجي روبرتو، جيرارد بيكيه، كليمينت لينجليت، جوردي ألبا، سيرجيو بوسكيتس، رافينيا ألكانتارا، أرثر ميلو، إيفان راكيتيتش، فيليب كوتينيو ولويس سواريز.

يذكر أن الفريق الكتالوني سيدخل اللقاء محتلًا وصافة جدول الليجا، برصيد 18 نقطة، وبفارق نقطة واحدة عن أتليتكو مدريد متصدر البطولة “مؤقتًا”، جمعها من خوض 9 جولات حقق الفوز في 5 مباريات وتعادل في ثلاثة وتلقى الخسارة في مباراة واحدة.

في المقابل يحتل ريال مدريد المركز الثامن في جدول الترتيب برصيد 14 نقطة جمعها من خوض 9 جولات حقق الفوز في أربع مباريات وتعادل في اثنتين وخسر في ثلاثة آخرين.
 

ربما يعجبك أيضا