من اليسار إلى أقصى اليمين.. جايير بولسونارو رئيسًا للبرازيل

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

تبدأ البرازيل مرحلة جديدة من نوعها، وذلك بعد انتخابات وأجواء سياسية وصفت بأنها الأكثر تعقيدا في تاريخ البلاد، كما كان فوز مرشح أقصى اليمين وضابط الجيش السابق “جايير بولسونارو” في انتخابات الرئاسة بالبرازيل، أثار موجة من القلق بين المراقبين ووسائل الإعلام، وذلك بسبب مواقفه وتصريحاته التي توصف بأنها يمينية متطرفة بل ويقول عنها البعض إنها فاشية.

جايير بولسونارو.. المثير للجدل

جايير ميسياس بولسونارو هو سياسي برازيلي، وقائد عسكري سابق، ولد في مارس عام 1955 في مدينة كامبيناس بولاية ساو باولو لعائلة كبيرة تعود جذورها إلى مهاجرين إيطاليين وصلوا إلى البرازيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبدأ مشواره المهني عمليا عام 1977 بتخرجه من أكاديمية “أجولهاس نيغراس” العسكرية، وتدرب في عام 1983 داخل المدرسة العسكرية للتربية البدنية، ولاحقا أنهى تدريبا في مدرسة تأهيل الضباط، كما يعد هذا السياسي ذي الخلفية العسكرية، خبيرا في رياضة القفز بالمظلات، وقد خدم في لواء لسلاح المظلات، وترقى إلى رتبة رائد.

بولسونارو تعرض للاعتقال في عام 1986 لأكثر من أسبوعين بسبب احتجاجه على خفض مرتبات العسكريين، وثارت حول هذه القضية حينها ضجة كبيرة في البرازيل، إلا أن المحكمة العسكرية العليا برأته عام 1988، وفي نفس العام تقاعد عن الخدمة العسكرية وبدأ مشواره السياسي ودخل إلى مجلس مدينة ريو دي جانيرو.

وفي عام 1991 انتخب في مجلس النواب، ولاحقا دخل البرلمان سبع مرات ممثلا لأحزاب مختلفة منها، الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب التقدمي للإصلاح، والحزب التقدمي البرازيلي.

انتمى الرئيس البرازيلي المنتخب بين عامي 2003- 2005 إلى الحزب الليبرالي البرازيلي، وأصبح عضوا في حزب الجبهة الليبرالية في عام 2005، وفي الفترة من 2016 إلى 2017 انضم إلى الحزب الاشتراكي المسيحي، فيما سجل في العام الجاري كمرشح للرئاسة البرازيلية عن الحزب الاشتراكي الليبرالي.

وكادت مسيرة هذا السياسي تنتهي في السادس من سبتمبر الماضي، إذ تعرض أثناء اجتماع حاشد في مدينة جويز دي فورا بولاية ميناس جيرايس، خلال حملته الانتخابية إلى الطعن، واعتقل الجاني، فيما تعافى  المرشح حينها للرئاسة البرازيلية وخرج من المستشفى في 29 سبتمبر.

وتقول سيرة الرئيس البرازيلي المنتخب، إنه متزوج ولديه ابنة، إضافة إلى أربعة أبناء من زيجات سابقة، ثلاثة منهم امتهنوا العمل السياسي.

بولسونارو أشد خطرا من ترامب؟

أُثار فوز بولسونارو على منافسه اليساري فرناندو حداد بحصوله على نسبة 55.1% من الأصوات مقابل 44.8%، مخاوف كبيرة بسبب أفكار هذا السياسي المتشدد ومواقفه المثيرة للجدل، وتوصف تصريحات بولسونارو بالعنصرية والعرقية وأنها ضد النساء والسود والمثليين وبأنها مروعة للغاية، ويوصف بأنه رئيس جديد غير مناسب للبرازيل.

ورأت وسائل إعلام أمريكية في هذا السياق أن احتفاء الرئيس البرازيلي المنتخب بحقبة القمع التي مرت بها بلاده دليل على نزعته المتطرفة وعلى “شروره العسكرية” الكامنة بداخله، ويجدون في مساندته لعمليات القتل خارج القضاء، ما يجعله أقرب إلى الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيريتي، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

البرازيل بعين بولسونارو

“لا يمكننا الاستمرار في مغازلة الاشتراكية والشيوعية والشعبوية وتطرف اليسار”، هكذا كانت كلمات بولسونارو في أول خطاب له بعد الإعلان بفوزه، متعهدًا في الوقت ذاته بأن يحكم البلاد “متبعا الكتاب المقدس والدستور”.

وتعهد بولسونارو -الذي انتخب في البرلمان سبع مرات- بشن حملة على الجريمة في المدن البرازيلية والمناطق الزراعية بمنح الشرطة المزيد من الحرية لإطلاق النار على المجرمين المسلحين، وتخفيف قوانين اقتناء الأسلحة، وهو ما سيسمح للبرازيليين بشراء أسلحة لمكافحة الجريمة.

كما تعهد بإصلاح الوضع المالي للبلاد وخفض العجز وتقليص الدين العام وخفض أسعار الفائدة، وبتغيير ما سماه الانحياز السياسي وإعادة توجيه العلاقات الدبلوماسية.

ويأتي الصعود المفاجئ لبولسونارو نتيجة الرفض الشعبي لحزب العمال اليساري الذي حكم البرازيل منذ 13 عاما، والذي أطيح به قبل عامين وسط أسوأ ركود وأكبر فضيحة فساد ورشوة تشهدها البلاد.

ربما يعجبك أيضا