بعد حديثه عن إنجازاته.. “بوتفليقة” يشق طريقه لولاية رئاسية خامسة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

تعيش الجزائر منذ أشهر جدلا حول مستقبل بوتفليقة (81 عاما) في الحكم بين أحزاب الموالاة التي تدعوه للترشح لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقررة ربيع العام القادم، ومعارضين يدعونه للمغادرة بسبب وضعه الصحي الصعب.

ويتولى عبدالعزيز بوتفليقة رئاسة الجزائر منذ العام 1999، وبسبب المرض، أصبح بوتفليقة لا يظهر للعموم إلا نادرا منذ أن أقعدته جلطة في عام 2013 على كرسيّ متحرك، كما لم يعد يلقي خطابات كتلك التي تعود عليها الشعب الجزائري خلال سنوات الرئيس الأولى.

الحزب الحاكم يرشح بوتفليقة

أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر، جمال ولد عباس، الأحد الماضي، أن بوتفليقة سيكون مرشحهم في انتخابات ربيع 2019. وهذه هي المرة الأولى، التي يعلن فيها الحزب، الذي يترأسه بوتفليقة شرفيًا، أن الرئيس الحالي هو مرشحه للانتخابات.

وعلى مدار أشهر، اقتصر الأمر من جانب الحزب الحاكم على إطلاق دعوات ومناشدات لبوتفليقة بخوض السباق من أجل ولاية خامسة.

أول رد فعل سياسي داخلي على إعلان الحزب الحاكم جاء على لسان عبدالرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، وهو أكبر حزب إسلامي في الجزائر، والذي قال: “لا أستطع تصديق رغبة بوتفليقة في الترشح لولاية خامسة”.

إلهاء سياسي أم قرار نهائي

منذ أن أعلن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر، ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، تصاعدت تساؤلات عديدة، حيث اعتبر خبراء هذا الإعلان محاولة “إلهاء سياسي”، ولا يعكس بالضرورة قرارًا من بوتفليقة بالاستمرار في الحكم.

بدوره، قال الصحفي رياض بوخدشة: “أن يتحدث رئيس حزب أو أية شخصية أخرى باسم رئيس الدولة فهو أمر لا يمكن الأخذ به، طالما أن الرئيس نفسه لم يخض في الموضوع”.

في المقابل اعتبر محللون أن إعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس ترشيح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة لا يستحق ترشيحا رسميا من قبل الرئيس.

ولم يدلِ الرئيس الجزائري بتصريح حول مسألة ترشحه أم لا للرئاسيات المقبلة المقررة في أبريل 2019، رغم الضغوطات التي يمارسها مؤيدوه لعهدة خامسة.

بوتفليقة والمواجهة مع الجيش

عندما انتخب بوتفليقة لأول مرة عام 1999، كان يُنظر إلى الجيش وأجهزة المخابرات على أنهما المسيطران الحقيقيان على السلطة. لكن الآن، وفي ظل تكهنات بأنه سيذعن لدعوات الحزب الحاكم بالترشح لفترة رئاسية خامسة محتملة، فإن بوتفليقة يعمل على تركيز السلطة في دائرته المقربة من غير العسكريين.

وأبرز الوجوه على الساحة الآن هم سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الأصغر، ورئيس الوزراء أحمد أويحيى ووزير الداخلية نور الدين بدوي.

وفي الآونة الأخيرة، تسارعت وتيرة عزل قادة عسكريين في الجزائر من قبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في مشهد يقول محللون إنه يأتي كمواجهة انتخابية مبكرة قبل الموعد المقرر الربيع المقبل، فيما يرى آخرون أنها جزء من حملته الممتدة منذ أعوام لإبعاد الجيش عن السياسة.

بوتفليقة: إنجازاتي لا يمكن إنكارها

قبل أيام وفي خطاب وجهه لشعبه بمناسبة الذكرى الـ64 لثورة نوفمبر 1954 أعرب بوتفليقة عن استيائه مما وصفه بـ”الجحود” لمنجزاته خلال عقدين من الزمن.

وقال بوتفليقة -في خطابه- “إن أهم ما تم تجسيده في خضم مرحلة إعادة بناء ما دُمّر والعمل على تحقيق الكثير من طموحاتكم المشروعة، هو تحقيق السلم واسترجاع الأمن عبر كل ربوع الجزائر، وهما شرطان لأي تنمية أو بناء”.

وسياسيًا، اعتبر بوتفليقة أنه “منح للجزائريين تعديلا دستوريا عزّز حقوق الـمواطنين، وحقوق الـمرأة، بصفة خاصة، ومكونات الهوية الوطنية ولاسيما منها اللغة الأمازيغية الـمشتركة بين جميع الجزائريين”.

وأضاف، إن الجزائر في عهده حققت مسارًا تنمويًا شمل كل ربوع التراب الوطني، مسار لا يمكن لأي جاحد كان أن يحجبه، إضافة إلى تجسيد، وبكل جد تمسك الدولة بالعدالة الاجتماعية والتضامن الوطني.

يذكر أن عبدالعزيز بوتفليقة فاز بولاية رابعة عام 2014 منذ الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 81.5 في المائة من الأصوات.

ويؤكد العديد من الخبراء أن مسألة الفوز في الرئاسيات المقبلة لن تكون مهمة صعبة بالنسبة لبوتفليقة في حال ترشحه لانتخابات 2019، فعدد كبير من الجزائريين ما زالوا يعتبرون أنّ بوتفليقة هو “مهندس” مشروع المصالحة الوطنية بعد العشرية السوداء التي شهدتها الجزائر بين 1992- 2002.

ربما يعجبك أيضا