الانتخابات الأمريكية النصفية.. ترقب في الخارج وانقسام بالداخل

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تشهد الولايات المتحدة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني القادم انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، في ظل حالة غير مسبوقة تعيشها البلاد من الانقسام الداخلي منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم بالبيت الأبيض.

روسيا

لا ينفك التوتر بين الروس والأمريكيين يتصاعد على خلفية التحقيقات الأمريكية الجارية بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.

لكن رغم تلك التحقيقات التقى ترامب نظيره الروسي بوتين في هلسنكي وهو ما جعله عرضة لانتقادات شديدة، اتهم بسببها بمحاباة الروس بل وتبرئتهم من الانتخابات الأمريكية خلال اجتماعه ببوتين. 

في الآونة الأخيرة حذرت تقارير استخباراتية أمريكية أن روسيا بصدد التدخل للتأثير في الرأي العام في الانتخابات النصفية.

الصين

لا يبدو أنها ستكون سعيدة بفوز الجمهوريين وهو ما عّبر ترامب عنه من أن الصين لا تريد فوز حزبه الجمهوري في الانتخابات المقبلة على خلفية ما يعرف بـ”الحرب التجارية”.

اتهم ترامب الصين كذلك بمحاولة التدخل في الانتخابات النصفية، وهو ما ردت عليه بكين بالنفي وزادت عليه أنها لن تتفاوض مع واشنطن بشأن التجارة بينهما تحت التهديد وردت بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على وارادت أمريكية.

الاتحاد الأوروبي

من أبرز المهتمين بالانتخابات الأمريكية “الاتحاد الأوروبي” خاصة وأن بعض قادته “غيرمرتاحين” للتعامل مع ترامب وفقا لمصادر إعلامية، والأسباب كثيرة.

فترامب فرض رسوماً جمركية على واردات الصلب والمعادن المستوردة من أوروبا. هناك أيضا حلف شمال الأطلسي إضافة إلى موقف الاتحاد الرافض لخروج واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني.

بيونج يانج 

يرى مراقبون أن بيونج يانج تفضّل فوز الجمهوريين لا سيما عقب الهدوء الذي ساد العلاقة مع واشنطن منذ وصول ترامب إلى السلطة، خاصة بعد اللقاء الذي جمع ترامب بالزعيم الكوري الشمالي.

أما إيران فالوضع معاكس تماما، إذ خرج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات اقتصادية كبيرة عليها مما أدى الى توتر شديد للعلاقات بين البلدين.

لم يكن لانتخابات التجديد النصفي منذ عقود طويلة هذا الترقب والانتظار لما ستسفر عنه من نتائج، وهذا يعود إلى أن العامين الماضيين تحت حكم ترامب -ملياردير العقارات- الكثير من العواصف والجدل والأزمات وهو ما يجعل هذه الانتخابات أشبه بـ”استفتاء” على شعبية ترامب الذي تحوم شعبيته حول 40% وهي نسبة ضئيلة لرئيس لم يكمل عامه الثاني في الحكم.
 

استحقاق مهم

تشكل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية استحقاقاً مهما للرئيس دونالد ترامب بعد مرور عامين على ولايته، حيث يضع ترامب كل مقدراته للفوز بأغلبية مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب لتجديد ولايته، بينما يحتاج الديمقراطيون لتثبيت مواقعهم لإلغاء قرارات ترامب المثيرة للجدل.

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ازدياد شعبية ترامب الذي ما يكاد يحط به الرحال في مدينة إلا ليغادرها إلى أخرى لكسب أصوات الناخبين.

إذا خسر الجمهوريون هذه المعركة فلن يكون باستطاعة الديمقراطيين إلغاء مشاريع دونالد ترامب المقبلة فحسب، بل ببما يصل الأمر إلى حد سحب الثقة منه.

ترامب عدو الإعلام

لا يخفى على أحد أن قرارات ترامب أحدثت صخباً وجدلاً في أرجاء العالم ولعل علاقته المضطربة بالإعلام المحلي كان لها أثر كبير في ذلك.

“Fake News” مصطلح استخدمه ترامب أكثر من 300 مرة حتى أنه أجرى استطلاعاً كانت نتيجته وفق ترامب تصدر الـ”نيويورك تايمز” و”إيه بي سي” و”السي إن إن” كأكثر الوسائل نشراً للأخبار المفبركة.

مهاجمة ترامب لوسائل الإعلام الأمريكية ألقت بظلالها على الرأي العام تجاهها، وفق دراسة في أغسطس الماضي فإن نحو 30% من الأمريكيين يؤيدون ترامب بأن الاعلام عدو الشعب الأمريكي.

لا شك أن الهجوم المباشر من قبل أكبر وسائل الإعلام الأمريكية ضد ترامب لعب دوراً كبيراً في التأثير والنيل من شعبية الرئيس التي وصلت لـ 41% وهي الأدنى على الإطلاق لرئيس جمهورية في العام الثاني من ولايته.

انقسام داخل معسكر الجمهوريين

عندما شعر السيناتور الجمهوري الراحل جون ماكين بدنو أجله كتب في وصيته الأخيرة محذراً الأمريكيين من “التخندق” خلف الأسوار والاستسلام لما وصفها بـ”القبلية السياسية”.

 فسرت هذه الكلمات على أنها توبيخ خفي للرئيس ترامب وشعاراته التي يراها كثيرون أنها عمقّت الانقسام بين الأمريكيين لا سيما في قضايا خارجية كالسياسات الحمائية وداخلياً كالحقوق المدنية والسلاح والحريات.

ترددت كلمات ماكين بعد ذلك من أطراف مختلفة في الدوائر السياسية والإعلامية محذرة من أن سياسات ترامب من أشنها أن تقوض مكانة أمريكا أكثر من أي خطر خارجي قد تواجهه البلاد.

العالم يراقب

كثيرة هي الدول التي تراقب انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، لا سيما أن ملامح السياسة الخارجية تغيرت كثيراً في عهد ترامب وغلب التوتر على علاقات واشنطن بدول عديدة بينما تطورت العلاقات بدول كانت تعتبر عدو لها مثل كوريا الشمالية.

ربما يعجبك أيضا