“بناء قادة المستقبل”.. مصر تنقب عن “روادها الجدد”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أعلنت الدولة المصرية عن تبنيها رؤية جديدة لاكتشاف وصناعة قادة المستقبل بدءا من مرحلة “الحضانة”، مرورا بالتعليم الأساسي والجامعي والدرجات العلمية المتقدمة، مشيرة إلى أن خطتها تشمل كافة قطاعات التعليم المختلفة، فضلا عن تغيير الثقافة الشعبية بشأن “التعليم الفني”، وتأهيل الشباب ليكون قادرا على العطاء.

“نظام التعليم الجديد”

وزيرا التربية والتعليم والتعليم الفني طارق شوقي والتعليم العالي والبحث العلمي خالد عبدالغفار، كشف عن رؤية مشتركة تبنتها الوزارتان لاكتشاف وصناعة القادة، خلال جلسة “كيف نبني قادة المستقبل؟” ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المقامة حاليا في مدينة شرم الشيخ.

وقال وزير التعليم: “مصر أطلقت نظاما تعليما جديدا يطبق حاليا على مرحلة الحضانة والصف الأول الابتدائي، وسيتم تطبيقه بشكل تدريجي وصولا إلى نهاية المرحلة الثانوية، بهدف تقديم طلاب للمرحلة الجامعية لديهم من المهارات والمعارف ما يمكنهم من تحقيق الريادة في المجالات المختلفة”.

وأضاف شوقي، أن صفات القائد تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، وبالتالي فإن تطوير نظام التعليم يستهدف في الأساس اكتشاف مهارات الأطفال، ودمجهم في البرامج الجديدة الخاصة بتنمية هذه المهارات، موضحا أنه بالنسبة للطلبة الحاليين بالمرحلة الثانوية، والذين لن يستفيدوا من نظام التعليم الجديد، فقد أعدت الوزارة لهم منصة لإدارة المحتوى الإلكتروني للتعليم الأساسي والعالي يمكن للطلاب من خلالها التعرف على الدروس الخاصة بالمواد المختلفة ليس فقط عبر الكتب الدراسية ولكن عبر البحث والسعي إلى المعرفة.

ولفت الوزير إلى أن أجهزة الحاسب اللوحي (تابلت) التي تقوم الوزارة بتوزيعها على الطلاب تحتوي على أفلام تفاعلية ومصادر علمية موثوقة مرتبطة بالمادة العلمية التي يدرسها الطالب، مؤكدا أن نظام التعليم الجديد سيقضي تماما على الدروس الخصوصية لأن الطلاب لن تكون في حاجة إليها.

“ثورة التعليم الفني”

ولفت وزير التعليم إلى أن وزارته تعمل على تطوير وتحديث التعليم الفني مشيرا إلى أنه توصل خلال تواجده في ألمانيا قبل أيام لاتفاق على إنشاء وتطبيق منظومة التكنولوجيا التطبيقية لربط التعليم الفني بالجامعات التكنولوجية التي استحدثتها وزارة التعليم العالي.

وتابع “تشمل هذه المنظومة نظما لتأهيل المعلمين وإنشاء أكاديمية خاصة بهم، والدخول في شراكة مع القطاع الخاص لتنمية مهارات طلاب التعليم الفني وتوفير فرص العمل لهم في شركات القطاع الخاص، كما تشمل المنظومة تطبيق نظام جودة بمعايير دولية بالتعاون مع المتخصصين في ألمانيا، وكذلك إتاحة فرص التدريب لطلاب التعليم الفني في مصانع ألمانية”.

من جانبه، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، المصريين إلى تغيير ثقافتهم فيما يتعلق بخريجي التعليم الفني، قائلا: “نحن نحتاج إلى أن ننظر لجميع التحديات التي تواجهنا، وليس الإيمان فقط بالطرح والنظام الجديد للتعليم، ولكن الإيمان بأن نغير من ثقافتنا كمصريين، ولا ننظر فقط إلى خريج الشهادة الجامعية، والفني مهما كانت كفاءاته في تقديم عمل جيد لا ينظر إليه بالشكل المناسب”.

وتابع: “نظام الجودة والحصول على شهادات (التكنولوجيست) في التعليم الفني الذي تحدث عنه وزير التعليم.. اتفقنا مع الجانب الألماني بأن تكون الشهادة معتمدة في مصر وألمانيا”.

وأشار وزير التعليم العالي إلى أن طريقة التعليم الجديدة ستساهم في بناء شخصية متميزة وستساعد في اكتشاف القادة وتنمية مهاراتهم، لافتا إلى الخطة التي وضعتها وزارته تحت اسم “الخطة 4” المستمدة من الثورة الصناعية الرابعة، والتي تشمل إنشاء مركز متخصص للاهتمام بالطلاب واستخدام تكنولوجيا حديثة تؤهل الطلاب لسوق العمل ومجاراة نظرائهم في الدول المتقدمة.

وأردف: “تشمل أيضا إنشاء جامعات ذكية على طراز عالمي، وكذا إنشاء جامعات تكنولوجية وربطها بالتعليم الفني، والتركيز على بناء شخصية الطالب من كافة النواحي البدنية والنفسية والذهنية وتشجيع مشاريع الطلاب، وتغيير التشريعات والقوانين القائمة لتتناسب مع نظم التعليم الجديدة، وتأهيل طلاب التعليم الفني للحصول على درجة البكالريوس التقني ودرجات عليا مثل الماجسيتر والدكتوراة في المجالات التقنية والفنية”.

“تأهيل وتشجيع الشباب”

الرئيس المصري، أوضح أن الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب معبر لانتقاء العناصر الشبابية القادرة علي العطاء، مردفا: “الفكرة في أننا عندما وجدنا أننا نحتاج الدفع بشبابنا ونعطيه الفرصة الحقيقية لتولي الإدارة والمناصب والوظائف، وجدنا أنه من حقه علينا أولا أن ننتقيه ونختاره بشكل جيد”.

وتابع: “حاولنا أن نكون متجردين بقدر الإمكان في الانتقاء من خلال معايير ثابتة، ثم بدأنا عملية التأهيل في الأكاديمية خلال 9 شهور، وهي علي مرحلتين، مرحلة ما دون الماجيستير والدكتوراه، ومرحلة للماجيستير والدكتوراه للقيادات والمناصب العليا بالدولة”، مشددا على أنه أنه من حق شاب الذي يمتلك مواهب وقدرات أن يأخذ فرصته في التعليم والتأهيل الجيد لكي يتم الدفع به إلى المناصب حتي تستفيد الدولة به.

وطالب السيسي بالدفع بالشباب وإعطائه الفرصة الحقيقية لتولي الإدارة والمناصب والوظائف، مشيرا إلى ضرورة الاختيار الجيد للشباب أولا ثم تأهيله لتولي المناصب، مشيرا إلى أن اختيار طلاب الكليات العسكرية يتم اختبارهم واختيارهم من داخل الأكادمية.

ربما يعجبك أيضا