على أعتاب ذكرى الثورة .. إيران تُصعد من استعراضها العسكري

يوسف بنده

رؤية

منذ أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الإتفاق النووي في مايو الماضي، ومنذ أن عادت العقوبات الأمريكية على إيران، والأخيرة تحاول استعراض قدراتها بما يُظهر عدم تضررها من هذه العقوبات، سيما مع اقتراب الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية وقيام الجمهورية في إيران.

وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الدولي في مايو، وأعاد فرض العقوبات على طهران منتقدا الاتفاق لعدم تضمنه فرض قيود على تطوير إيران للصواريخ الباليستية.

مدمرة بحرية

وكشفت إيران، السبت الماضي، عن مدمرة عسكرية إيرانية محلية الصنع انضمت إلى أسطولها البحري.

ونقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية عن قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين خانزادي، الإعلان عن انضمام المدمرة الإيرانية الجديدة إلى الأسطول البحري الإيراني.

وكشف خانزادي أن إيران تنتظر المزيد من التعزيزات العسكرية قريبا ومنها جيلا جديدا من الغواصات الإيرانية.

وقال خانزادي “نحن على أعتاب الذكرى الـ40 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وبمناسبة اليوم الوطني للقوات البحرية، انضمت مدمرة سهند إيرانية الصنع بالكامل إلى أسطول البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجنوب حيث استمرت عملية صنعها 6 أعوام”.

وأضاف خانزادي “عندما أمر قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي تصنيع مدمرة قادرة على حمل المروحيات وإطلاق الصواريخ، فان الكثيرون لم يتصوروا أننا سنصل اليوم إلى هذه القدرات. كما سنشهد في كانون الثاني/يناير القادم انضمام جيل جديد من الغواصات المتطورة جدا المصنعة محليا بالكامل إلى قوات البحرية”.

تجربة صاروخية

كما أعلن باسم الجيش الإيراني، أمس الأحد، إن طهران ستواصل تجاربها الصاروخية في إطار برنامجها الدفاعي، وذلك بعد إجرائها اختبارا لصاروخ باليستي متوسط المدى.

وتتحدى إيران أميركا وعقوباتها، حيث تصر على مواصلة تجاربها الصاروخية، وهو ما يشكل تهديدا على أمن وسلم المنطقة، حسب وصف واشنطن.

وأوردت الخارجية الأميركية، في بيان، أن إيران اختبرت صاروخا باليستيا متوسط المدى يستطيع حمل رؤوسا نووية فضلا عن بلوغ أجزاء من أوروبا ومواقع أخرى في الشرق الأوسط.

وتنتهك التجربة قرار مجلس الأمن رقم 2231، التي تمنع إيران من القيام بأي أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية المصممة لحمل الأسلحة النووية.

ودانت الخارجية الأميركية التجربة الإيرانية الجديدة، حيث حذر الوزير مايك بومبيو من أنه في حال عدم ردع إيران، فإن ذلك سوف يسبب المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقالت واشنطن إنها نبهت مرارا إلى تنامي اختبارات الصواريخ، مشيرة إلى أن ما يحصل يزيد من خطر التصعيد في المنطقة إذا لم يجر العمل على إعادة الأمور إلى نصابها.

استئناف التخصيب

كما حذر رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الاتحاد الأوروبي، قائلا إن إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة إذا لم تحصل على مزايا اقتصادية من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي فرض قيودا على برنامجها النووي.

التوغل في المحيطات

وقد أعلن قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني، حسين خانزادي، اليوم الاثنين 3 ديسمبر، أن المرشد الأعلى في إيران أبلغه أن “على القوات البحرية القيام بالإبحار في المحيطات، في أي وقت تجد في نفسها الجهوزية اللازمة للقيام بذلك”.

وبحسب تقرير وكالة “إيسنا” الطلابية اليوم، فقد قال قائد القوات البحرية الإيرانية، إنه “تلقى صباح اليوم اتصالا من مكتب المرشد الأعلى في إيران، وقيل له إن المرشد الأعلى يقول إنه على القوات البحرية الإيرانية أن تقوم بالإبحار في المحيطات، إذا كانت مستعدة لذلك”.

 وبحسب قائد القوات البحرية في الجيش، فإن إيران تسعى إلى “إحياء الحضارة البحرية”، والآن،  “مع تعليمات المرشد الأعلى، تتغير الظروف بسرعة، وهناك إجراءات جيدة جدًا أجريت في مجال البحرية”.

كما ذكر خانزادي أيضًا أن البحرية الإيرانية تعتزم “إطلاق مناورات مشتركة للإنقاذ والنجدة بالتعاون مع سائر البلدان، خلال الأشهر الستة المقبلة”.

وكان المرشد الأعلى في إيران، قد قال، خلال اجتماعه مع قادة ومسؤولي القوات البحرية الأسبوع الماضي: “ارفعوا من قدراتكم وجهوزيتكم حتى لا يجرؤ أعداء إيران على تهديد هذه الأمة العظيمة”.

وتابع قائد القوات البحرية الإيرانية، الذي كان يتحدث في مؤتمر “إنجازات القوات البحرية”، أنه يمكن لإيران أن تهزم استراتيجية أعدائها في العقوبات غير العسكرية، إذا كانت لديها  “دبلوماسية سياسية ودفاعية”، وإن أحد استخدامات “الدبلوماسية الدفاعية النشطة” هي “زيادة القوة الرادعة”، التي تمنع “الحروب المحتملة”.

الوجود الافتراضي

وفي جانب آخر من التصعيد، قال قائد قوات الباسيج، غلام حسين غيب بارواو: “لا يمكن تجاهل الفضاء الافتراضي.. والفن هو أن نحوّل الظلام إلى ضياء لصالحنا، وفي مسار جيد، وبدعوة بسيطة نجمع ما يقارب ألفًا من الشباب الثوري المؤمن”.

جاء ذلك، خلال كلمة قائد قوات الباسيج في الحفل الختامي لـ”التجمع الوطني لناشطي الباسيج في الفضاء الافتراضي”، الذي أقيم أمس الأحد.

وكان غلام باروار قد طالب عناصر الباسيج (التعبئة) بالوجود المبرمج في الفضاء الافتراضي، مؤكدًا أن وجود الباسيج في الفضاء الافتراضي واجب، لكنه أضاف: “نحن لا نريد منكم الوجود المنفعل في هذا المجال ولا نريد دخولًا دفاعيًا، لكننا نريد دخولاً محسوبًا ومخططًا له”.

وقد عمل النظام الإيراني خلال السنوات الماضية، بشكل واسع على زيادة وجود مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين له في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل “تويتر”، و”إنستغرام”، للتأثير على الرأي العام.

كما أصبحت الأنشطة الإلكترونية والإعلامية للحكومة الإيرانية للتأثير على المتلقين في سائر البلدان، تحت أعين المراقبة، من قبل مجموعات الأمن السيبراني، وكانت الشركات التقنية الكبرى مثل “جوجل”، و”فيسبوك”، و”تويتر”، قد عملت بشكل متكرر ومتسلسل لتحديد هذه الأنشطة غير القانونية وإزالتها.

وكانت كل من شركة “فيسبوك”، و”تويتر”، قد أعلنتا في أغسطس الماضي، عن حجب مئات الحسابات والصفحات التي قيل إنها مرتبطة بحملة منسقة لتحقيق أهداف إيران الدعائية.

ربما يعجبك أيضا