إثيوبيا.. السلام يعم أخيرا إقليم “الصومال الغربي”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يستمر رئيس الوزراء الإثيوبي في تحقيق مصالحة شاملة بين القوميات والعرقيات الإثيوبية، وقد مدت حكومته يدها إلى الجبهات المسلحة المعارضة، فعادت جبهة التيجراي “المسيحية” ومن بعدها جبهة أوغادين “المسلمة”، حيث شطبت إثيوبيا تلك المنظمات العسكرية المعارضة من قائمتها “الإرهابية” التي كان النظام الإثيوبي السابق قد أدرجها.

زعيم جبهة تحرير إقليم أوغادين الصومالي وكبار قادة الجبهة عادوا لإثيوبيا بعد عقود من حملهم السلاح، حيث كانوا يريدون تحرير الإقليم وعودته إلى وطنه الأم الصومال، وتصحيح ما قامت به بريطانيا في عام 1954م من تسليم الإقليم لإثيوبيا، ولكن يبدو أنهم توصلوا إلى أنهم يمكنهم العيش في الإقليم بحكم شبه ذاتي، يتبع الكونفدرالية الإثيوبية.

والجبهة الوطنية لتحرير أوغادين تأسست عام 1984 على يد أفراد كانوا منخرطين في جماعات سابقة لتحرير أوغادين، حيث ناضلت من أجل حصول إقليم الصومال الغربي (أوغادين) في إثيوبيا على الاستقلال وخاضت منذ ثمانينيات القرن الماضي كفاحا مسلحا ضد الحكومة الإثيوبية وكانت تتخذ من إريتريا مقرا لها إلا أنها توصلت أخيرا إلى اتفاق سلام مع حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في أكتوبر الماضي بمساعدة إريتريا التي كانت الداعم الرئيسي للجبهة.

ونص الاتفاق على “وقف الجانبين العمليات القتالية، والانخراط في العمل السياسي السلمي”.

عودة زعيم جبهة تحرير أوغادين إلى إثيوبيا

وعاد الأميرال محمد عمر عثمان زعيم الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين وكبار المسئولين في الجبهة إلى أديس أبابا وسط ترحيب كبير في مطار المدينة.

وجاءت عودة مسئولي الجبهة إلى إثيوبيا بعد إبرامهم اتفاقية مع حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإنهاء صراع استغرق أكثر من 3 عقود بين الجبهة التي كانت تسعى إلى استقلال إقليم الصومال في إثيوبيا.

وكان من بين من رحبوا بالوفد في أديس أبابا وزير الدولة في وزارة الخارجية ووزير المالية في الحكومة الإثيوبية ورئيس الولاية الصومالية في إثيوبيا ونائبه ومسئولون آخرون.

عودة الكتائب

وقد عادت أول وحدة من قوات الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين المعارضة للحكومة الإثيوبية قبل أسابيع إلى مدينة جكجكا عاصمة إقليم الصومال الغربي (الإثيوبي).

وجاءت عودتهم تنفيذا لاتفاقية أبرمتها الحكومة الإثيوبية مع الجبهة لوضع نهاية لعقود من الصراع بينهما، وقد تم نقل مقاتلي الجبهة جوا من العاصمة الإريترية أسمرة، وشارك المئات من سكان جكجكا في استقبال قوات الجبهة العائدة.

وفي 13 أغسطس/ آب الماضي، عادت ثلاثة من قيادات الحركة المعارضة إلى إثيوبيا، بعد 24 عاما في العاصمة الكينية نيروبي.

انتخابات سبقت المصالحة

وقد سبقت العودة انتخاب اللجنة المركزية لحزب الصومال الإثيوبي الديمقراطي الشعبي، أحمد شيدي، رئيسا للحزب، خلفا لعبدي محمود عمر، الذي تنحى بعد أعمال عنف أسفرت عن مقتل ونزوح عدد كبير من السكان.

وتمهد هذه الخطوة لانتخاب شيدي، رئيسا لإقليم الصومال الإثيوبي “أوغادين”، وجاء انتخاب شيدي، خلال اجتماعات للجنة المركزية للحزب بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا استمرت ثلاثة أيام.

ويشغل شيدي منصب وزير مكتب الاتصال الحكومي، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية.

وحزب الصومال الإثيوبي الديمقراطي الشعبي هو أحد الأحزاب الموالية للائتلاف الحاكم في البلاد المكون من أحزاب “المنظمة الديمقراطية لشعب أورومو”، و”جبهة تحرير شعب تجراي”؛ و”الحركة الديمقراطية لقومية أمهرا”؛ و”المنظمة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا” وصل الى السلطة في العام 1991.

خلفية

وفي 5 يوليو/ تموز الماضي، رفع البرلمان الإثيوبي حركات المعارضة المسلحة -“قنوب سبات” و”جبهة تحرير أورومو” و”جبهة تحرير أوغادين”- من لائحة المجموعات الإرهابية في البلاد.

كما أقر البرلمان في جلسة استثنائية عُقدت أواخر الشهر الماضي، قانون العفو العام للأفراد والجماعات، قيد التحقيق أو المدانين بتهمة الخيانة وتقويض النظام الدستوري والمقاومة المسلحة.

ربما يعجبك أيضا