الناطق باسم الجيش اليمني لـ”رؤية”: 2018 عام دحر الميليشيات الانقلابية بدعم الإمارات والسعودية

أميرة رضا

إعداد وحوار – أميرة رضا

ميليشيات انقلابية حوثية، انتهجت لغة الإرهاب سبيلًا لها داخل المدن اليمنية، وعكست بتعنتها حقيقة الأذرع الإيرانية التي لها تاريخ طويل من الممارسات والمواقف الداعمة للخراب في المنطقة.

في المقابل، وداخل الأراضي اليمنية، تستمر قوات الجيش اليمني، والمقاومة الشعبية، مسنودة بدعم من قوات التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في عدة جبهات، لتحرير كل شبر يمني من تلك الميليشيات الإرهابية الغادرة.

وفي هذا السياق، حاورت شبكة رؤية الإخبارية، في لقاء هاتفي، العميد ركن/ عبده عبدالله مجلي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، للاطلاع على جهود الجيش اليمني خلال عام 2018 للتحرر من تلك الميليشيات الانقلابية، والدور الرائد لقوات التحالف العربي في دعم ومساندة القضية اليمنية.

في 2018.. ميليشيا الانقلاب تنهار في مناطق عدة

مع أجواء الحسم، وفي ظل المعارك الشرسة التي يعيشها الجيش اليمني الوطني في حربه ضد ميليشيات الانقلاب الحوثية، بدأت تلك الميليشيات الإرهابية في الترنح والتراجع في مناطق عدة باليمن، وردًا على الاستفسار بشأن جهود قوات الجيش الوطني في تحرير الأراضي اليمنية من الحوثيين علي مدار عام 2018، قال العميد/ الركن عبده مجلي: “استطاع الجيش الوطني اليمني على مدار العام، من تحقيق العديد من الانتصارات، من خلال استرداد السيطرة على مناطق عدة في محافظات ومديريات اليمن التي كانت تقع في حوزة ميليشيا الانقلاب”.

وأضاف مجلي: “ميدانيًّا، استطاع الجيش الوطني السيطرة على غالبية أجزاء محافظة الحديدة، وأصبحت خطوط التماس من وصول القوات الوطنية نحو البوابة الشرقية للمدينة، مقدار 4 كيلومترات، ومن قلب المدينة 3 كيلومترات”.

وتابع: “كذلك استطاع الجيش الوطني اقتلاع تلك الألغام، التي زرعتها ميليشيا الحوثيين، في محافظة الحديدة، وفي عدد من المديريات التابعة لها، بعد أن سار الجيش ابتداءً من مدينة الخوخة، حتى مدينة الحديدة”.

وأكمل الناطق باسم الجيش اليمني: “عبر الشريط الساحلي، كان هدفنا حماية الممرات الدولية، والبحر الأحمر من القرصنة التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين، وكذلك من العمليات الإرهابية، وإزالة الألغام التي زرعتها، وخاصة الألغام البحرية، عبر الشريط الساحلي”.

لم تكن جهود قوات الجيش اليمني قاصرة فقط على محافظة الحديدة هذا العام، بل امتدت إلى محافظات عدة، وفي هذا السياق أضاف الناطق باسم الجيش اليمني: “إضافة إلى محافظة الحديدة انهارت هذه الميليشيات الإرهابية في محافظة حجه، واستطاع الجيش الوطني الوصول إلى مثلث عاهم الاستراتيجي والمناطق المحيطة به، كما استطاع أن يخنق الحوثيين في مدينة حراز، وكذلك في المناطق المجاورة لها”.

وتابع: “كذلك استطاعت قوات الجيش تأمين الحقل الدولي الرابط بين مثلث عاهم ومدينة الحديدة، ومديرية ميدي، وحيران”.

وتكمن أهمية مثلث عاهم كونه يربط بين مديريات حرض وميدي شمالًا، وحيران جنوبًا، ومديريات حجور ومستبا وبكيل المير شرقًا، وهو شريانٌ حيوي يربط محافظات صعدة وعمران بحرض وميدي والحديدة.

واستكمالًا لسلسلة جهود الجيش اليمني خلال العام 2018، أكد مجلي على أن القوات اليمنية “استطاعت تحقيق انتصارات ومكاسب عديدة، وبالأخص في إكمال السيطرة والتحرير الكامل لمديرية الظاهر، والملاحيظ”، متابعًا: “استطعنا أيضًا التقرب نحو سلسة جبال مران بصعدة، وكذلك الاقتراب من الوصول لمعاقل رؤوس الميليشيات الانقلابية الحوثية في جبال مران، التابعة لمديرية حيدان”.

واستطرد: “كذلك استطاع الجيش الوطني الوصول إلى مركز ومديرية باقم، وأصبح المركز تحت السيطرة النارية”، متابعًا: “أيضًا في محافظة صعدة استكمل الجيش الوطني عملية تحرير جبل دير الزور، والقرى والمناطق المحيطة به، واستطاع أيضًا تحقيق مكاسب الاقتراب نحو مركز مديرية رازح”.

وأشار الناطق باسم القوات اليمنية إلى توالي الانتصارات أيضًا في محافظة البيضاء، وتحرير عدد من الجبال والأماكن الهامة، وبالأخص بعد تحرير مديرية مقبنة، والجريبات وجبل دير وصوران.

وعن مديرية الملاجم، قال العميد مجلي: “حققت القوات اليمنية، انتصارت هامة في مديرية الملاجم، هذه المنطقة التي فضحت فيها تلك الميليشيات الانقلابية الحوثية، وولت الأدبار بفرار جماعي أمام الضربات المركزة للطيران التابع للجيش الوطني، وكذلك نحن اليوم نقترب من تحقق استكمال تحرير محافظة البيضاء بالكامل”.

وأكد مجلي أيضًا، على استكمال سلسلة تلك الانتصارات في محافظة تعز، خاصة في مدينة الراهدة بمديرية خدير، بالإضافة إلى تحقق انتصارات عدة بمناطق الجبال أمثال حبشي، وحمير.

وواصل مجلي: “الانتصارات أيضًا متواصلة في مختلف الجبهات القتالية ضد تلك الميليشيات الحوثية المنفذة للأجندة الإيرانية، وخاصة تلك التي تحققت في محافظة الضالع، بعد أن استطاعت قوات الجيش الوطني بمساعدة قوى التحالف العربي، بعد أيام قليلة ومعدودة تحرير جبل ناصة، والتهامي، ومنطقة العرفاء جنوب اليتمة، وتحرير منطقة الحقب، ومنطقة خاب وعدد من الجبال، والأماكن الهامة والحاكمة، القريبة من مركز ومديرية دمت، مرتكزة في مدينة دمت السياحية، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من استكمال تحريرها، تلك التي احتلتها ميليشيات الانقلاب وهجرت أهلها”.

وتأكيدًا لجهود الجيش الوطني في حربه ضد الحوثيين اختتم الناطق باسم الجيش اليمني حديثه عن هذه الجهود قائلًا: “الجيش الوطني في أوج قوته، وحقق انتصارت عدة من شأنها الرد على هذا التصعيد الذي تقوم به تلك الميليشات الانقلابية الغادرة”.

التحالف العربي.. تنسيق متكامل وتعاون مشترك

المشهد اليمني يشهد تحولات ميدانية وسياسية يومًا تلو الآخر، حيث تعمل قوات الجيش الوطني، بمساعدة قوى التحالف العربي على تضيق الدائرة كل يوم على الميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران.

وفي هذا السياق واصل العميد عبده مجلي -حواره لـ”رؤية”– موضحًا مدى التنسيق المشترك بين الجيش اليمني وبين قوات التحالف العربي في الحرب على الحوثيين، قائلُا: “هناك تنسيق متكامل، وتنظيم متعاون مع قوات التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبين قوات الجيش الوطني اليمني”، متابعًا: “يظهر ذلك بشكل جلي وواضح من خلال التعاون بين القوات البرية، وكذلك قوات الطيران سواء الطيران المقاتل، أو طيران الأباتشي”.

وأضاف: “كذلك هناك دور إيجابي من خلالكم -مشيدًا بتغطية وسائل الإعلام للحدث الخاص بالشأن اليمني- وموجهًا الشكر لكل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وكل دول التحالف العربي، على الجهد المقدم والمبذول، وتقديم الدعم اللوجيستي المتواصل للجيش الوطني اليمني، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من انتزاع النصر على تلك الميليشيات الإرهابية”.

وتابع، “كذلك هناك تعاون إعلامي وتنسيق متكامل، إضافة إلى انضمام أعداد من الخبراء العسكريين الذين أيضًا لهم دور كبير في صناعة النصر، ضد تلك الميليشات الإرهابية”.

قوى التحالف الإنسانية

وتابع الناطق باسم الجيش اليمني الحديث عن جهود قوى التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية والإمارات، قائلًا: “هناك عملية إنسانية ترافق كافة العمليات العسكرية، من خلال تقديم مساعدات غذائية وطبية، تقدم من مركز الملك سلمان، وكذلك من الهلال الأحمر الإماراتي، وهذا يتزامن مع سير العمليات لإيواء النازحين وإطعامهم أيضًا”.

وتابع: “وبالإضافة إلى تلك المساعدات المقدمة، تقدم قوى التحالف أيضًا المساعدات الطبية للمستشفيات العامة، والمستشفيات الميدانية، والتي لها دور كبير في مرافقة العمليات العسكرية”.

العقبات التي تواجه فرض الأمن والاستقرار

وبالحديث عن العقبات التي تواجه القوات المسلحة اليمنية لتحرير الأراضي وفرض الأمن والاستقرار، أكد العميد عبده مجلي على تجاوز الجيش الوطني لكل العقوبات والعوائق التي أوجدتها الميليشيات الحوثية، من زراعة الألغام، والعبوات الناسفة، والشرائك الخداعية.

وأضاف: “نحن حريصون على تجنيب المدانيين أي خسائر تذكر، فنحن دائمًا حرصين كل الحرص على حياة المواطنين اليمنين، وعلى أبناء شعبنا اليمني، ولذلك تسير جميع العمليات العسكرية بوتيرة مناسبة، وخاصة المناطق العامرة بالسكان”.

وتابع: “نحن، أيضًا، حريصون كل الحرص على التحرير الكامل لليمن رغم التصعيد الذي تقوم به تلك الميليشيات الانقلابية، في مختلف الجبهات وخاصة أثناء المشاورات الدولية”.

ميناء الحديدة وقطع الأذرع الإيرانية

وعن الأوضاع في ميناء الحديدة قال مجلي: “في حقيقة الأمر -وكما ذكرنا- ميناء الحديدة لم يبق بيننا وبينه سوى 4 كيلومترات فقط من البوابة الشرقية، ومن قلب المدينة 3 كيلومترات، لكن نحن الآن في إطار المشاورات، التي تعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم، ونحن في الجيش الوطني حريصون كل الحرص، على تجنيب المدنيين هويلات تلك الحرب، ونتيح فرصة أيضًا للمنظمات الإنسانية، من القيام بكل واجباتها في مدينة الحديدة”.

وأكمل: “كذلك نحن بانتظار تلك الميليشيات الحوثية لتسليم مدينة الحديدة والميناء الاستراتيجي للقوات الشرعية، لأننا فعليًّا نعمل في الأيام المقبلة على استكمال تحرير ميناء الحديدة، لقطع الأذرع الإيرانية، لكي لا تسطيع إيصال أي معونات وأسلحة مميتة وقاتلة لشعبنا اليمني”.

مشاورات ستوكهولم.. وعنصر المراوغة

يواجه السلام في اليمن -الذي تتسابق الدعوات الدولية إليه والمباركات له- الكثير من العراقيل والتعقيدات، في ظل نقض العهود والمراوغات التي تتسم بها ميليشا الانقلاب الحوثي، وكانت آخر هذه الدعوات محادثات السلام التي تعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وفي هذا الصدد واصل مجلي حديثه -لـ”رؤية”- قائلًا: “في الحقيقة إن السيد مارتن جريفيث -مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن- يبذل جهودًا طيبة وإيجابية، لكن الميليشيات الانقلابية، اتسمت بالمراوغة، ونقض العهود خلال الفترات الماضية”.

واختتم تصريحاته قائلًا: الفرق واضح، فنحن في الدولة الشرعية للحكومة اليمنية، حريصون كل الحرص على السلام لا على الحرب، وحريصون على أن تبسط الدولة نفوذها على كافة أرجاء اليمن، وأن تتخلص اليمن من حكم الميليشيات الانقلابية، التي تنفذ الأجندة الإيرانية، وكذلك حريصون كل الحرص على أن ينجح الحوار لصالح شعبنا اليمني”.

ربما يعجبك أيضا