نعمة أم نقمة.. الذكاء الاصطناعي منافس عنيد للإنسان

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

لا شك أن تقنيات الذكاء الاصطناعي بدأت في التغلغل بشكل كبير في حياتنا الاجتماعية، إذ أصبحنا مؤخرا نرى الكثير من التطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في حياتنا المختلفة، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد فأصبح الذكاء الاصطناعي شريكا أساسيا في حياتنا اليومية وبعض الوظائف الهامة كـ”المذيع”، وهو الأمر الذي لا نعلم هل يهدد مستقبل البشرية أم سيكون مجرد أداة للمساعدة ليس أكثر.

مذيع الذكاء الاصطناعي

كشفت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” عما يعرف “بمذيع الذكاء الاصطناعي”، حيث تم إطلاقه من قبل وكالة أنباء شينخوا ومشغل محرك البحث Sogou الواقع مقره في العاصمة الصينية بكين خلال مؤتمر الإنترنت العالمي في مدينة Wuzhen، ويمكن لمذيع الذكاء الاصطناعي قراءة الأخبار بنفس طريقة التأثير التي يوفرها المذيع البشري، وذلك لأن برنامج التعلم الآلي قادر على توليف الكلام الواقعي وحركات الشفاه وتعبيرات الوجه.

من جهتها قالت وكالة “شينخوا”: “أصبح مذيع الذكاء الاصطناعي عضوا رسميا ضمن فريق إعداد تقارير صحفية، ونحن نعمل على مذيعين آخرين لتزويد المستهلكين بمعلومات إخبارية موثوقة تصلهم في الوقت المناسب وباللغة الصينية والإنجليزية، ويتوفر مذيع الذكاء الاصطناعي الآن عبر جميع منصات الإنترنت والهاتف المحمول التابعة لوكالة “شينخوا” مثل تطبيقاتها الصينية والإنجليزية الرسمية وحسابها الرسمي على منصة WeChat وتلفزيون الوكالة على الإنترنت”.

الـ”فيس بوك” والمخدرات

على أمل العثور على بائعي المخدرات على منصاتها، خلال 2018 قام فيس بوك بتجنيد أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدته في ذلك الأمر، إذ كشفت شركة التكنولوجيا العملاقة أنها تعمل مع خبراء من جامعة “ألاباما” لاتخاذ إجراءات صارمة ضد تجار المخدرات.
ومن خلال جذب المزيد من المشاركات المخالفة تلقائيًا، تسمح هذه التقنية لفريق “فيسبوك” باستخدام خبراتهم بدلاً من التحقيق في الحسابات والصفحات والمجموعات، بالإضافة إلى العمل مع الخبراء لتحديد الاتجاهات التالية.

كما يستخدم “فيسبوك” التكنولوجيا لإيجاد المساعدة لأولئك الذين يعانون من إدمان المخدرات بشكل أسهل، إذا كنت تبحث عن معلومات عن المخدرات على فيس بوك أو إنستجرام، فسيتم الآن إعادة توجيهك إلى خطوط المساعدة والموارد المتعلقة بالعلاج والتعليم، بالإضافة إلى أن التقنية الجديدة قادرة على اكتشاف المحتوى الذي يتضمن صورًا للأدوية وتصور الرغبة في البيع بمعلومات مثل السعر أو أرقام الهواتف أو أسماء المستخدمين لحسابات الوسائط الاجتماعية الأخرى”.

أندرويد

خلال 2018 أعلنت شركة جوجل عن آخر تحديث للوحة مفاتيح Gboard على منصة أندرويد، وذلك من خلال جعل التطبيق يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، فبداية من اليوم سيستفيد مستخدمو Gboard من التحسينات الرئيسية التي ستسمح لهم بمشاركة مشاعرهم في شكل صور GIF أو رموز تعبيرية أو ملصقات بشكل أسرع وأسهل.

وبعد الضغط على الرمز سيحصل المستخدم على مجموعة محدودة من ملفات GIF والرموز التعبيرية والملصقات التي يعتقد التطبيق أنها مناسبة لمشاركتها في الدردشة، ووفقًا لجوجل لا تتوفر الميزة الجديدة إلا باللغة الإنجليزية في الوقت الحالي، ولكنها ستتوسع إلى مزيد من اللغات وأنواع أخرى من المحتوى في المستقبل.

الزهايمر

كشفت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم خدمة عظيمة في الكشف المبكر عن ألزهايمر، ما يساعد في عملية إبطاء حدوث المرض بشكل فعال، الباحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو استخدموا صور التصوير المقطعي لـدماغ 1002 شخص لتدريب خوارزمية التعلم العميق.

واستخدم الباحثون 90% من الصور لتعليم الخوارزمية كيفية الكشف عن ملامح مرض ألزهايمر، أما الباقي 10% فتم استخدامها للتحقق من الأداء.

ثم قاموا باختبار الخوارزمية على 40 دماغا لأشخاص آخرين، وتنبأت الخوارزمية بدقة عن الأشخاص الذين سيطورون المرض، وقد تم تشخيصهم بعد أكثر من 6 سنوات من الفحص.

يصف الفريق -الذي نشر ورقته في مجلة الأشعة مؤخرا- أن الخورازمية “حققت 82% من الدقة، وحساسية عالية بنسبة 100%، بمتوسط 75.8 شهر قبل التشخيص النهائي”.

إن الكشف المبكر والدقة في التشخيص لا تفيد الأشخاص أنفسهم فقط، بل إنها يمكن أن توفر من التكاليف الطبية بنسبة 7.9 تريليون دولار مع مرور الوقت.
استخدمت الخوارزمية التعلم العميق، وهو نوع معقد من الذكاء الاصطناعي الذي يتضمن التعلم من خلال الأمثلة على نحو مماثل للكيفية التي يتعلم بها البشر.

ويسمح التعلم العميق للخوارزمية “بتعليم نفسها” كيفية البحث من خلال تحديد الاختلافات الدقيقة بين آلاف الصور.

الأدوية المبتكرة

طور باحثون بجامعة “ووترلو” الكندية منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تسريع وتيرة ابتكار الأدوية الجديدة مع تقليل الحاجة إلى الاختبارات المعملية التي تستهلك قدرا كبيرا من المال والوقت، ويطلق على المنظومة الجديدة التي تندرج في إطار تقنيات التعلم العميق، اسم “باتيرن تو نوليج” وتُعرف اختصارا بـ”بي تو كي”.

ويمكن للمنظومة الجديدة التنبؤ بعمليات الاتصال بين المتواليات الحيوية في ثوان معدودة، وبالتالي تقلل المشكلات المعقدة التي قد تظهر خلال أبحاث الدواء.

وتستخدم منظومة “بي تو كي” تقنيات الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات من خلال تحليل البيانات بدلا من الاعتماد على آليات البحث التقليدية.

ونقل الموقع الإلكتروني “تيك إكسبلور” المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن الباحث “أندرو وونغ” -المتخصص في هندسة تصميم الأنظمة الإلكترونية- قوله: إن “منظومة “بي تو كي” يمكنها تغيير قواعد اللعبة بالنظر إلى قدرتها على فك رموز الروابط البروتينية الدقيقة داخل البيئات الكيميائية المعقدة، وبالتالي يمكنها إجراء تنبؤات دقيقة اعتمادا على البيانات المتوافرة لديها”.

وأكد “وونغ”، “أن القدرة على الوصول إلى المعلومات الدقيقة بناء على نتائج علمية مثبتة سيدفع مجال الأبحاث الدوائية قدما”، مشيرا إلى أن منظومة “بي تو كي” لديها القدرة على تغيير كيفية الاستفادة من البيانات في المستقبل”.

ويقول الباحثون، إنه رغم جمع كميات هائلة من البيانات بشأن المتواليات الحيوية، واستخلاص معلومات مفيدة وذات مغزى من هذه البيانات ليس بالأمر الهين، فإن منظومة “بي تو كي” يمكنها مواجهة هذا التحدي من خلال فك شفرة العلاقات المعقدة داخل المعادلات الكيميائية الحيوية والتنبؤ بالارتباطات بين الأحماض الأمينية التي تتحكم في التفاعلات البروتينية.

ومن خلال استخلاص النتائج من قواعد البيانات عبر تقنيات الحوسبة السحابية، تستطيع منظومة “بي تو كي” التنبؤ بالتفاعلات التي قد تحدث بين الأورام ذات الطبيعة البروتينية والعلاجات المختلفة لمرض السرطان.

ربما يعجبك أيضا