بدأت في 2018 .. هل تواجه أوروبا “ثورة جياع” في 2019؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي
 
يرى الكثير من خبراء الاقتصاد أن الأوضاع المالية لسكان القارة العجوز تشهد انخفاض ملحوظ في السنوات الأخيرة، وإن كانت الأزمة الاقتصادية تختلف من دولة لأخرى، وكذلك تقييم مفهوم الفقر يختلف باختلاف الثقافات والأوضاع الاقتصادية لكل دولة ومنطقة في العالم،  وذلك مع الاعتراف بأن ما تشهده القارة الأوروبية مؤخرا من مظاهرات وإضرابات واحتجاجات، وخاصة مظاهرات السترات الصفراء بباريس، والتي انتقلت لدول الجوار كالعدوى “قد دقت ناقوس الخطر”، وأكدت أن هناك أرقاما وإحصائيات عن نسب الفقر والجوع في أوروبا مخالفة لكل الإحصائيات الرسمية المعلنة، وبذلك يتوقع الكثيرون عاما قادما مليئا بالتحديات والإضرابات والمواجهات بين الحكومات الأوروبية وشعوب القارة العجوز.
 
الاتحاد الأوروبي

 
بشكل عام في الاتحاد الأوروبي فإن 7.5% من السكان يعانون من الحرمان المادي الشديد، مما يعني أن لديهم ظروفا معيشية تقيدها قلة الموارد؛ مثل عدم القدرة على تحمل تكاليف دفع فواتيرهم، والحفاظ على منزلهم دافئ بشكل كافٍ، أو أخذ عطلة أسبوع واحد بعيدًا عن المنزل، وتفاوتت حصة من يعانون من الحرمان الشديد في عام 2016 اختلافًا كبيرًا بين الدول الأعضاء.
 
وبالنظر إلى كثافة العمل المنخفضة، فإن 10.4% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 0: 59 عاما في الاتحاد الأوروبي يعيشون في أسر، حيث يعمل البالغون أقل من 20% من إجمالي إمكاناتهم للعمل خلال العام الماضي.
 
يعيش حوالي 15% من الأطفال البلجيكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 1: 15 سنة في حالات حرمان، على الرغم من أن المعدل يكاد يكون مقاربا للأطفال الفرنسيين، إلا أنه أعلى من جميع البلدان المجاورة الأخرى، وفقًا لدراسة جديدة مؤخرًا.
 
ويترجم حرمان الافتقار إلى الأساسيات مثل المشاركة في الأنشطة الترفيهية، أو العيش في مساكن دافئة بشكل جيد أو تناول البروتين بشكل يومي.
 
ويلاحظ الباحثين أصحاب الدراسة التي تحمل عنوان “الفقر والحرمان في بلجيكا” (Poverty). بالتنسيق وإصداره يوم الخميس من قبل مؤسسة الملك بودوين. الفجوة بين بلجيكا وجيرانها بأنها أوسع نطاقًا إذا تمت مقارنة حالات الحرمان الأكثر شدة.
 
وقال فرانك فان دن بروك، المؤلف المشارك في الدراسة من جامعة أمستردام، “هذه الملاحظة متناقضة للغاية لأنك إذا نظرت إلى المستوى العام للثروة في بلجيكا، فنحن لسنا أقل حظًا من جيراننا”.
 
الإعلام البلجيكي “الأطفال البلجيكيون أكثر عرضة للعيش في الحرمان من معظم جيرانهم”
 
حسب الإعلام البلجيكي قالت الوزيرة الاشتراكية السابقة في الحكومتين الفيدرالية والفلمنكية “آنا كاترين” ، والتي شاركت في كتابة دراسة واسعة النطاق بالاشتراك مع معهد لوكسمبورغ للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية : “لدينا نسبة أعلى من الأطفال المحتاجين”.

في الدراسة، وضع الباحثون مؤشرات لحرمان الأطفال لأول مرة لبلجيكا ومناطقها وقارنوا نتائجهم مع تلك الموجودة في بقية أوروبا.
 
على عكس القياسات النقدية البسيطة القائمة على دخل الأسرة، نظرت الدراسة في الصعوبات الملموسة التي يواجهها الأطفال في حياتهم اليومية: هل لديهم إمكانية تناول الفواكه والخضروات الطازجة كل يوم؟ هل لديهم ألعاب وكتب وملابس وأحذية كثيرة تناسب أحجامهم؟ هل يمكنهم دعوة أصدقائهم إلى المنزل من وقت لآخر؟ أو الذهاب في رحلات مدرسية؟
 
هذه من بين 17 مادة تبدو بسيطة أو عادية على قائمة الباحثين حول الحرمان المحتمل. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺳﺘﻘﺼﺎء، ﻳﻼﺣظ أن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ، وﻳﻌﺘﺒﺮ هذا اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ.
 

سويسرا
 
لا يزال الوضع في سويسرا أقلّ سوءًا مما هو عليه في البلدان الأوروبية الأخرى. هذه حقيقة ثابتة إذا ما تمعّن المرء في ما يُسمى بـ”الحرمان المادي”، وهو تقييم أو توصيف يعتمد على تسعة أشكال للنفقات، بدءا بمصاريف التّدفئة وانتهاء بمصاريف اشتراك الهاتف.
 
وحسب الصحف السويسرية، هناك فقط 1% من السكّان في الإجمال ممّن لديهم عمل ويُصنّفون في الوقت نفسه ضمن “المحرومين ماديا”، وهي للعلم واحدة من أقل النسب المُسجّلة في أوروبا على الإطلاق.
 
وكان أكثر من ثلث السكان معرضين لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي في ثلاث دول أعضاء هي: بلغاريا (40.4%) ورومانيا (38.8%) واليونان (35.6%).
 
وفي الطرف المقابل من الجدول، سجلت أقل نسبة من الأشخاص المعرضين لخطر الفقر أو الإقصاء.

في ألمانيا يعيش طفل من كل خمسة في الفقر
 
في ألمانيا –حسب تقرير مونت كارلو- يعيش طفل من كل خمسة في الفقر مع فرص قليلة للخروج منه في بلد تغنت المستشارة الالمانية آنغيلا ميركل بحلاوة العيش فيه خلال حملتها الانتخابية.
 
يبدأ الأطفال عند الثالثة بعد الظهر بتقطيع الخضار لتشارك وجبة جماعية من تحضيرها في مركز ليشتنبرغ الاجتماعي في شرق برلين، كما الحال في أيام الأسبوع.
 
ويروي باتريس تافانتي -القيّم على هذا المركز الذي تديره جمعية “كاريتاس” الخيرية- “غالبا ما يسألنا المراهقون ما الطعام اليوم؟ فنحن لم نأكل شيئا طوال النهار”.
 
لأن أهليهم، ليس لديهم المال أو الوقت لتحضير الطعام لهم بانتظام.
 

“دوّامة مفرغة”
 
في ألمانيا أوّل قوّة أوروبية، تسير عجلة الاقتصاد على خير ما يرام ومالية الدولة في أفضل حالاتها.
 
لكنّ 20% من الأشخاص دون الثامنة عشرة من العمر يشبون في “فقر نسبي”، بحسب وزارة شؤون الأسرة. وهو معدّل يساوي ذاك المسجّل في فرنسا حيث الوضع الاقتصادي أقلّ جودة بكثير منذ زمن طويل.
 
ويتقاضى أهلهم 60% لا غير من متوسط أجر الأسرة في ألمانيا، أي أقلّ من 1192 يورو كلّ شهر لعائلة فيها طفل واحد وأقلّ من 2355 يورو لأسرة فيها أربعة أطفال.
 
وهذا الوضع مقلق بالفعل في بلد يعتد بأنه خفّض البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ إعادة توحيد شقيّه. وأهل أكثر من ثلث الأطفال الفقراء، المقدّر عددهم بــ2,8 مليون طفل، منخرطون في سوق العمل، بحسب هاينز هيلغرز رئيس اتحاد حماية الأطفال.
 
وبالإضافة إلى الحرمان المادي، للبؤس أثر يدمّر الطفل على الصعيد النفسي، على حدّ قول كلاوس هورلمان الأستاذ المحاضر في كلية هيرتي للحوكمة في برلين.
 
ويقول هذا الخبير: “إنها حلقة مفرغة، إذ يشعر الأطفال بالتهميش ثمّ بالعار، فيخجلون من المشاركة في الرحلات المدرسية أو دعوة الأصدقاء إلى أعياد ميلادهم. وهم يفقدون الثقة بأنفسهم في نهاية المطاف ويتراجع أداؤهم في المدارس. والعوز المادي ينعكس أيضا فقرا تعليميا وثقافيا”.

فرنسا
 
هناك عوامل شديدة الموضوعية، هي التي دفعت آلاف الفرنسيين للنزول إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات يرونها ظالمة، تتزايد في العالم أجمع..
 
كثيرون من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة في فرنسا يقولون بوضوح منذ شهور إن ماكرون صار رئيسا فقط لأقلية من الأغنياء، وليس حتى كل الأغنياء.
 
هم يقولون إنه بتفكيره وسياساته منحاز تماما لأقلية من الأثرياء وأصحاب الشركات الكبرى، وإن قرار حكومته برفع قيمة الضريبة على أسعار الوقود، في جوهره موجه الإضرار بالفقراء والمهمشين لصالح الأثرياء وأبناء المدن.

وإن هذا القرار انعكاس لجوهر تفكيره العام. يقولون أيضا إنه صار متعاليا ومتعجرفا، ويعتقد أنه ملهم من السماء لحل القضايا الكبرى، ولم يعد يرى أن هناك الملايين الذين لا يستطيعون أن يكملوا مصاريف الشهر بسبب تدني رواتبهم، وارتفاع تكاليف المعيشة. هم يقولون إنهم انخدعوا بشعارات ماكرون البراقة أثناء حملته الانتخابية، وصوتوا له ظنا أنه سيخرجهم من فقرهم، ويعيد لفرنسا مجدها ونفوذها ودورها، لكنهم فوجئوا بالعكس تماما.
 
الكلمات والتعبيرات السابقة هي التي تتردد منذ اندلاع احتجاجات السترات الصفراء وحتى اليوم. وهي تعكس واقعا مؤلما، لكنه موجود.

وخاصة، أن غالبية الفرنسيين (79 في المائة)، وفق استطلاع للرأي نشر مؤخرا، لا يثقون في سياسة ماكرون بشكل عام، ولا يتوقعون أن تُحسّن من وضعيتهم الاقتصادية، كما أن 72 في المائة لا يتوقعون تحسنا في النظام الصحي، و54 في المائة يرون أنه فشل في “توفير الحماية للضعفاء”.
 
وبالرغم من أنه شدّد، في خطاب حماسي على أن “الفقر لا يجب أن يتحول إلى إرث”، مضيفًا: “أن تكون فقيرا، فمعناه أنك تكافح على جبهات عديدة، ولهذا يجب شنّ حرب جديدة”. متحدثا عن “تغيير النموذج الاجتماعي الفرنسي؛ لأنه لا يُقدّم الوقاية ولا يُساعد على اجتثاث الفقر”.

 
“فقر متوارث”
 
ويقول باتريس تافانتي من “كاريتاس”، “ليس لدينا حاليا سوى شاب واحد يريد الحصول على شهادة التعليم الثانوي”.
 
وغالبا ما يصعب على المؤسسات التعليمية الألمانية أن تستوعب هؤلاء الأطفال الذين ينتمون في غالب الأحيان لعائلات كبيرة من أصول أجنبية أو لأسر يكون فيها أحد الوالدين غائبا.
 
ويوضح لارس ديبراند -المسؤول عن مركز “مانا” العائلي- “لاحظنا اشتداد الحاجة إلى الغذاء، فضلا عن مساعدة ملحّة في الفروض المنزلية وتعلّم أصول القراءة”.
 
وغالبا ما يؤدي المنهج المدرسي الذي يفرّق بين الاختصاصات في نهاية المرحلة الابتدائية، إلى توجّه التلاميذ الأكثر عوزا إلى مجالات تكون فيها فرص العمل هشّة.
 
وكشفت مؤسسة “برتلسمان” -التي نددت في دراسة من إعدادها ب “فقر متوارث”- أن جزءا بسيطا من الأسر الفقيرة ينجح في الخروج من دوّامة البؤس (3 إلى 16% حسب الفئات).
 
وحذّرت المؤسسة من “خطر اقتصادي كبير” في ألمانيا التي يشيخ سكانها، مردّه هذه الخسارة في الموارد البشرية “مع أجيال من الأولاد الفقراء يصبحون بالغين فقراء ويشكلون أسرا تعيش في الفقر”.
 

تدابير جديدة
 
تعهّدت الحكومة الألمانية الحديثة التشكيل التي تضمّ محافظين واشتراكيين وديمقراطيين بسلسلة من المساعدات الجديدة، من بينها زيادة الإعانات العائلية وفتح المزيد من دور الحضانة وإطالة مدة الحصص الدراسية بما يتيح للأمهات العمل فترات عمل أطول.
 
غير أنّ ليزا باوس -النائبة من حزب الخضر في برلين- غير مقتنعة بجدوى هذه التدابير، طالما أن النظام الضريبي الذي يعود لحقبة ما بعد الحرب لم يخضع لإصلاح. فهذا النظام يخدم مصالح الأزواج الأكثر تباينا على صعيد الداخلي، علما بأن المرأة هي عادة التي تتلقى أدنى الأجور إذا كانت مهامها تتركز خصوصًا على رعاية الأطفال.
 
ويزداد الوضع سواء في الأسر المتفككة. وقد تبيّن أن 45% من الأطفال الذين يعيشون في أسر من هذا النوع يعانون من فقر نسبي.

وقد أعلنت وزيرة شؤون العائلة عن قانون من المزمع اعتماده في الصيف لتعزيز دور الحضانة.
 
واعتبرت فرانسيسكا جيفي التي خاضت المعترك السياسي متولية رئاسة بلدية منطقة في برلين تكثر فيها المشاكل “ينبغي لكلّ طفل أن ينجح في شقّ طريقه بغض النظر عن البيئة التي يأتي منها

هولندا
 
في ظاهرة غير مسبوقة اعترف رئيس الوزراء مارك روتا بوجود فقر في هولندا، وأنه سبب في انحراف بعض الشباب وحرمان الأطفال من أبسط حقوقهم، ولكن الشعب لا يكتفي بهذا الاعتراف، ولا بتخصيص ميزانية لمكافحة الفقر، وأعلن استمراره في الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة، وما زالت مظاهرات السترات الصفراء  مستمرة حتى تحقيق حالة من الرضا لدى سكان هولندا.
 
كما ستشهد البلاد نوعا جديدا من التظاهرات والسترات، حيث تخرج مظاهرة احتجاجية في 13 يناير، موعدنا هذه المرة مع أصحاب السترات الحمراء بأوتريخت الهولندية وهو لون جديد للاعتراض على الدخل والفقر ومطالبة برفع الأجور، وفي دعوتهم يقولون: بعد أن عانينا لسنوات تحت سوء إدارة روتا نقول: لقد كان ذلك كافيا، والآن نطالب بالأجور العادلة، والإسكان الميسر، والقطاع العام القوي (الرعاية الصحية، والتعليم، والنقل العام)، والمجتمع المستدام، بالإضافة إلى المجتمع الشامل، ليس أكثر من أن نسأل!
 
وفي تقرير – لجريدة أن أر سي، صحيفة هولندية- تناول  الفقر على أنه ظاهرة في واحدة من أغنى دول العالم، وقال: لا أحد في هولندا يجب أن يموت من الجوع.

ومع ذلك، فإن الكثير من الهولنديين فقراء لدرجة أنه بإمكانهم ملء مدن بأكملها معهم. وهناك ما يقرب من 1.1 مليون من الفقراء في هولندا و400 ألف طفل فقير في البلاد يعتمدون على بنك الطعام، ولم تعد هناك رحلات مدرسية ولا سكن مناسب ولا ألعاب ولا يذهبون للتنزه، وغير مرحب باستضافة الأصدقاء في منازلهم: لأن البيت فقير، والأثاث مقطع، والطفل يخجل أن يزوره أحد وهو على هذا الوضع.
 
لماذا الفقر؟
 
الأرقام المتعلقة بالفقر في هولندا مثيرة للتعجب. وحتى الآن، ومع نمو الاقتصاد مرة أخرى لبضع سنوات، فإن عدد الأسر التي يقل دخلها عن خط الفقر يقل بالكاد. عدد الأشخاص الذين هم فقراء على المدى الطويل يزداد.
 
استخدام الكلمة هو طرح الأسئلة. لماذا الفقر؟ ما الفقر؟ هل يمكن أن نتحدث عن ذلك كواحدة من أغنى بلدان العالم؟
 
في مواجهة المعاناة في البلدان الأشد فقرا، يبدو هذا المصطلح في غير محله. كل ثلاث ثوان يموت شخص على كوكب الأرض في مكان ما من الجوع.
 
من الغموض وغير المريح أن العلاقة الهولندية بالفقر يمكن وصفها بأنها شأن داخلي. وكانت هذه العبارة قد تم استبعادها منذ وقت طويل من وثائق سياسة لاهاي والنصوص القانونية عندما تعود إلى عام 1995.

وأكد رئيس الوزراء السابق على ضرورة تعريف والاعتراف بالفقر والعمل على محاربته.
 
وبناء على طلب من حكومة كوك الأول، بدأ مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي وإحصائيات هولندا في رسم خرائط الفقر في هولندا من عام 1995 فصاعدا.

على سبيل المثال، في عام 2011، وفي خضم الأزمة الاقتصادية، أفادوا بأن عدد الأسر التي تعاني من الفقر قد ارتفع إلى ما يقرب من 8 في المائة.

بعد ذلك نفى خليفة متأخر لكوك، مارك روتا، كرئيس للوزراء في الحكومة الأولى وجود الفقر مرة أخرى؛ “لأن ذلك يبدو وكأننا في وضع تحتاج فيه مساعدات التنمية”.
 
هولندا لا ترغب  في تقديم إحصائيات معلنة عن الفقراء

اعترف الإعلام الهولندي أنه لا يوجد لدي المكتب المركزي للإحصاء أي تعريف بالنسب الحقيقية للفقر، يقول كبير الاقتصاديين في بيتر هين فان موليغان: “نتجنب هذا المصطلح بأكبر قدر ممكن”. ووصف الفقر في هولندا بأنه “مفهوم ذاتي”. “هنا هي مشكلة اجتماعية أكثر من نقص الطعام أو المأوى” تستخدم الإحصائيات الهولندية “عتبة منخفضة الدخل” تختلف حسب نوع الأسرة: 1.030 يورو شهريًا لشخص واحد 1.560 يورو لعائلة وحيدة الوالد مع اثنين الأطفال، وهلم جرا. إذا كنت أقل من هذا الحد لمدة عام، ثم وفقا لإحصاءات هولندا لديك “فرصة للفقر

 
الحقيقة
 
ما زال تأثير الأزمة محسوسًا. نما الفقراء “على المدى الطويل” للمجموعة -الذين لديهم دخل منخفض لمدة أربع سنوات- بمقدار 16.000 إلى أكثر من 400.000 شخص في عام 2016. تقول فان مليخن -من هيئة الإحصاء الهولندية- “لقد انتهى الأمر بالكثير من الناس للمساعدة خلال الأزمة.

وكلما طالت مدة المساعدة ، كلما كان من الصعب العثور على وظيفة”.
 
لكن الفقر أكثر من مجرد قضية باليورو. وكثيرًا ما يكون الأشخاص تحت خط الفقر أقل تعليمًا، وأقل رضا عن البيت والجيران، وغالبًا ما يكونون جزءًا من حياة الضياع، وغالبًا ما يكونون مشتبها بهم وضحايا الجريمة. هم أيضا يواجهون مشاكل صحية في كثير من الأحيان.

في عهد روتا تظهر كلمات مثل “سياسة الفقر” و”فخ الفقر” لأول مرة. وفي اتفاقية روتا، ظهر “الفقر” ككلمة منفصلة. يقول النص: “إن الحكومة” ستوفر أموالًا إضافية لمنع الديون ومكافحة الفقر – -خاصة بين الأطفال- وهو اعتراف غير مسبوق.

 الصحة العالمية عدد الجياع في العالم في ارتفاع
 
تشير أدلة جديدة إلى أن عدد الجياع في العالم آخذ في الارتفاع، حيث بلغ 821 مليون شخص في عام 2017 أو واحد من بين كل تسعة أشخاص، وذلك وفقا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2018 الذي صدر اليوم.

كما أن التقدم المحرز في معالجة الأشكال المتعددة لسوء التغذية، والتي تتراوح ما بين تقزم الأطفال والسمنة بين البالغين، هو تقدم محدود، مما يعرض صحة مئات الملايين من الناس للخطر.
 
الجانب الآخر من الجوع: السمنة تزداد لدى البالغين سوءًا، وأكثر من واحد من كل ثمانية بالغين في العالم يعانون من السمنة. ويظهر التقرير أن هذه المشكلة أكبر في أمريكا الشمالية، لكن أفريقيا وآسيا تشهدان أيضًا اتجاهًا تصاعديًا في هذا المجال.
 
وتتواجد مشكلتا نقص التغذية والسمنة معًا في العديد من البلدان، وحتى في الأسرة الواحدة.

إن صعوبة الوصول إلى الغذاء المفيد بسبب تكلفته العالية، والتوتر الناجم عن العيش بلا أمن غذائي، والتكيف الفسيولوجي مع الحرمان الغذائي، جميعها تساعد في تفسير لماذا يمكن أن تكون العائلات التي تفتقر إلى الأمن الغذائي معرضة أكثر لخطر زيادة الوزن والسمنة.

ربما يعجبك أيضا