بلا هوادة.. “الفيل البرتقالي” يواصل العبث داخل البيت الأبيض

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

“بتصريح أو بتغريدة” يشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم.. وفي 2018 أثارت تغريداته الاستغراب والاستهجان، وخاض بتصريحاته حروبا داخلية، فمرة ينال من غريم سياسي أو معارض، وأخرى من مهاجر على أراضيه، وكانت أقسى تصريحاته تلك التي وجهها إلى وسائل الإعلام، واصفًا الصحفيين بأنهم من أكثر البشر خداعًا.
 

وبعد سجال محتدم بين الطرفين في البيت الأبيض، وضع ترامب أكوستا على القائمة السوداء ومنعه من دخول البيت الأبيض، وتحديًا لقرار “ترامب” بتعليق اعتماد “جيم أكوستا”، قررت شبكة “سي إن إن” إيفاده إلى العاصمة الفرنسية لتغطية زيارة ترامب.

واستمرارا لهجومه الشرس، أهان ترامب 3 صحفيات سود، خلال مؤتمر صحفي، ووصف سؤال الصحفية “Yamiche Alcindor”  -حول تشجيعه القومية البيضاء وتفوقها على بقية القوميات- بالعنصري، ولا ينبغي لها أن تطرحه، قائلًا: “لا أعلم لماذا تسألين هذا السؤال؟ إنه عنصري للغاية”.

وفي واقعة أخرى، هاجم ترامب “آبي فيليب”، مراسلة شبكة “سي إن إن”، عند طرحها سؤالًا يتعلق بالتحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر، فيما هاجم أيضًا “آبريل ريان”، مراسلة البيت الأبيض لشبكة الراديو الحضرية الأمريكية، وتعمل محللة لدى “سي إن إن”، عند حديثها عن جيم أكوستا.

وانتفضت “سي إن إن” على ترامب، واصفة “هجماته المستمرة على الصحافة” بأنها ذهبت بعيدا هذه المرة، وهي ليست خطيرة فقط، بل غير أمريكية بشكل مثير للقلق، فيما هدد البيت الأبيض بسحب تصاريح دخول أي صحفي لا يحترم الرئاسة، وهي الخطوة التي لم يتخذها أي رئيس أمريكي سابق.

فيما انضمت عشرات المؤسسات الإعلامية إلى حملة أطلقتها “بوسطن غلوب” بغية التصدي للهجوم الذي شنه الرئيس ترامب على الإعلام، وطلبت الصحيفة من وسائل الإعلام في جميع أنحاء البلاد أن تنشر ردا منسقا على تصريحات رئيس الدولة المعادية للصحافة، مشددة على ضرورة وضع حد لتلك “الحرب القذرة”، وبحسب الصحيفة فإن عدد وسائل الإعلام المشاركة في الحملة تجاوز 100 صحيفة.

ترامب والمهاجرون

منذ تأسيسها وحتى اليوم، تبقى الولايات المتحدة بلدًا للمهاجرين، لكن الرئيس ترامب كان له رأي آخر، حيث وعد في برنامجه الانتخابي بـ”أمريكا جديدة” دون مهاجرين، ووقع ترامب العام الماضي ثلاثة مراسيم، قال إنها لإصلاح قوانين الهجرة.

وفي 2018، نشر ترامب آلاف الجنود على الحدود مع المكسيك، لمنع وصول آلاف طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى، وأغلق بشكل جزئي معبرين حدوديين يؤديان إلى كاليفورنيا بواسطة حواجز وأسلاك شائكة، وأجاز استخدام القوة على الحدود، وحذر من أن بلاده قد تغلق الحدود بأكملها.

وفي أبريل فصل ترامب ما يقرب من 2000 قاصر عن ذويهم، الذين تم اعتقالهم خلال عبورهم بطريقة غير مشروعة، لتطبيق سياسة “عدم التسامح” التي اعتمدها رغم الانتقادات، حيث تصاعدت الأصوات ضد ما أطلق عليه عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي جيف ميركلي “سياسة الشر”.

 

وأثار ذلك سجالات حادة في الكونجرس ومشاعر استياء شعبي واسع النطاق، ما دفع ترامب إلى التراجع عن قرار الفصل في يونيو، حيث وقع مرسوما رئاسيا مؤقتا يضمن عدم فصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن أهلهم.

وشدد ترامب -في سلسلة تغريدات- على أنه سيتم بناء جدار حدودي مع المكسيك، وفي نهاية يوليو قال ترامب -خلال اجتماع مع أنصاره- إن أجزاء من الجدار على الحدود مع المكسيك يجري بناؤها بالفعل، وفي أغسطس قال الرئيس إنه تم تخصيص 3.5 مليار دولار لبناء الجدار، ووافق الكونجرس حتى الآن على 1.6 مليار دولار من أصل ميزانية تبلغ 25 مليار دولار طلبها ترامب.

وفي أكتوبر، فجر ترامب مفاجأة، حيث كشف عن عزمه إصدار أمر تنفيذي بإلغاء منح الجنسية للأطفال المولودين على أراضي الولايات المتحدة، ليثير عاصفة جديدة من الجدل بسبب إجراءاته الصارمة تجاه الهجرة.
ترامب والديمقراطيون

 
الهجرة أيضا كانت ورقة ترامب في صراعه ضد خصومه الديمقراطيين، وبرز ذلك بوضوح خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، فالرئيس ترامب يواصل هجومه على المهاجرين، بينما يردد مرشحو “الجمهوري” صدى مواقفه من بناء حائط مع المكسيك إلى منع حصول أطفال المهاجرين على حق الجنسية عند ولادتهم.

وطوال فصول العام 2018 شهد الكونجرس الأمريكي معارك قاسية بين ترامب والديمقراطيين الذين يعارضون جداره العازل على الحدود المكسيكية، وامتدت هذه المعارك إلى خارج الكونجرس سواء عبر وسائل الإعلام أو الفضاء الافتراضي، وكان آخرها المشادة الكلامية التي شهدها المكتب البيضاوي في حضور وسائل الإعلام منتصف ديسمبر، حيث دخل  ترامب في جدال مع زعيمي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر ونانسي بيلوسي، لضمان موافقة الكونجرس على تخصيص 5 مليارات دولار، يقول إنها “ضرورية” لتمويل أعمال البناء الضخمة على الحدود، مهددا بإغلاق الحكومة في حال عدم الحصول عليها.

على صعيد الميزانية الفيدرالية، فإن وجود كونجرس منقسم، سيحتم على الحزبين التوصل إلى تسوية في هذا الشأن، بعدما أصبح للديمقراطيين قدرة تعطيل تمرير أي تشريع تقترحه إدارة ترامب، إذ منحتهم انتخابات التجديد النصفي الأغلبية البرلمانية للمرة الأولى منذ 8 أعوام، ما يعني أن مهمة ترامب في العامين المقبلين من ولايته ستكون أصعب مما مضى، لا سيما مع وعود الديمقراطيين بحماية عمل المحقق روبرت مولر، فيما عرف بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، والتي تشير آخر تطوراتها إلى احتمالية تورط ترامب شخصيا في مدفوعات مالية مشبوهة خلال حملته الانتخابية.

ترامب والإعلام.. حرب بلا هوادة

منذ أن ترشح دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة في 2016، شهد البيت الأبيض والإعلام علاقة هي الأسوأ تاريخيًّا، حيث لم يتوقف التراشق بين الرئيس والصحفيين، وسرعان ما تحولت هذه العلاقة إلى حرب شرسة في ظل خطاب يرى الصحفيون أنه معادٍ لهم، بوصف ترامب للإعلام بأنه “عدو الشعب” وأنه يروج لأخبار كاذبة.

في 2018، واصل ترامب هجومه الشرس ضد الإعلام، ليخرج من مجرد تغريدات تسُبّ الإعلام، وتصفه بـ”عدو الشعب”، إلى التطاول اللفظي على مراسلي الوسائل الإعلامية، كما حدث مع مراسل شبكة “سي إن إن” التليفزيونية الأمريكية، جيم أكوستا في نوفمبر، عندما وصفه بـ”الوقح والفظيع”، لطرحه سؤالًا بشأن قافلة المهاجرين.

https://www.youtube.com/watch?v=29JEtyecPqU
https://www.youtube.com/watch?v=7bSMiSTdthE
https://www.youtube.com/watch?v=AQi9U7KEoig
https://www.youtube.com/watch?v=FW0soKhUbUI
https://www.youtube.com/watch?v=6wm-NtMkqz8

ربما يعجبك أيضا