كل عام وحبيبتنا العربية بخير.. “الحروف” عالم آخر من الفن

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

في هذا اليوم الموافق 18 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باللغة العربية، والتي تعد ركنًا أساسيًا من هويتنا وإرثنا الثقافي والحضاري والتاريخي، التي لابد أن نعتز بها في كل مكان وزمان، فكما يرث طفلك الاسم والطباع والشكل، عليه أيضًا أن يرث اللغة جيدًا، ومهما كانت متطلبات العصر الحالي، ووجوب التحدث بلغات أخرى، لا يصح التخلي عنها فهي جزء منك وأنت جزء منها، فتجد نفسك لا تشعر إلا بلغتك، ولن تنسجم مع الكتب إلا بلغتك، ولن تكون أنت إلا بلغتك، ولن تواجه العالم إلا بها أيضًا، أضف إلى ذلك أننا نستشعر عند النطق بها جمالًا من نوع آخر، فمثلًا في كلمة “ويحك” رحمة، وفي “ويلك” عذاب، أرأيت؟ لا سحر فوق سحر اللغة العربية.

وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الذي نشهده في وقتنا الحالي، والهوس بمواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاته، إلا أن اللغة العربية، لم تفقد رونقها أبدًا، بل استطاع البعض أن يستوحي منها لبدء مشروعه الخاص، وتحويل الخط العربي من الكتابة الوظيفية إلى الفن والجمال، فنجد الجمل العربية والخطوط تتناثر بشكل عشوائي على الحقائب الأنيقة والحلي وأغطية الرأس وأيضًا دمجها مع التصميمات الحديثة والجرافيك.

في هذا التقرير نرصد لكم فنانين اتخذوا من الخطوط العربية فنًا من نوعًا آخر:

خط عربي بنكهة يابانية

فؤاد هوندا هو خطاط ياباني، بدأ برسم الخرائط في السعودية واليمن وليبيا ولبنان، وخلال السنوات التي قضاها في العالم العربي، تعلم فن الخط على أيدي بعض الخطاطين المحليين، بعد انبهاره بجمال ورونق الخطوط التي رأها، وأحب هذا الفن وشغف به حتى ارتقى إلى أن يصبح خطاطًا عظيمًا، واشتهر بلوحاته الرائعة بالخط العربي، وقد فاز بجائزة تشجيعية للمسابقة الدولية للخط العربي، بالإضافة إلى العديد من الجوائز الدولية الأخرى.

خالد الساعي.. ساحر الخط العربي

يعد الفنان التشكيلي السوري خالد الساعي واحداً من أفضل عشرة خطاطين عالميين، وهو حائز على عشرات الجوائز والشهادات تقديراً لأعماله، أقام أكثر من عشرين معرضاً فردياً منها في جاليري أتاسي دمشق 2000، وفي معهد العالم العربي باريس 2001، ومتحف الفن بون ألمانيا 2005 ، وحاز العديد من الجوائز، كما أن أعماله مقتناة في كثير من المتاحف العالمية، وهو أول فنان عربي يعرض في متحف الألوان المائية بالمكسيك.

محسن غريب.. الفنان التشكيلي

هو فنان تشكيلي بحريني، بدأ مشواره بالخط العربي، ومن ثم بالنحت والفن التركيبي، ومؤخرًا لجأ إلى إعادة تدوير بعض المخلفات لإنشاء قطع أثاث للمنازل أو ديكور ضمن إطار فنيّ مبتكر يضفي جمالاً يمتاز بالتفرد، وكانت أول لوحة رسمها “بلسم الروح” وقد تبعت الفن الحروفي.


حاتم عرفة والجرافيك العصري

هو شاب مصري مبدع استطاع أن في يدمج في لوحاته بين الخط العربي والزخرفة، والجرافيك، وأيضًا التصوير الفوتوغرافي، ليصبح هدفه من تلك الفكرة هو إظهار أنه يمكن تقديم الخط العربي بشكل عصري مندمج مع أفكار ورسومات غير متوقعة، وفي الوقت ذاته تقديم “الجرافيك العصري”.

فريد عمارة بين الأبيض والأسود

فريد عمارة هو شاب مصري، ومهندس معماري، استطاع أن يجمع بين فنه وعمله، ليقدم لنا أعمالا رائعة في غاية الجمال، تدمج بين الكلمات والرسم، في محاولة منه لتصوير الواقع وإيصال رسائل قوية التأثير واضعاً يده على خيوط التناقضات الرفيعة ومضيئاً على ثنائيات مختلفة كالحياة والموت والأمل واليأس، وجدلية العلاقات بينها.

رنا غازي ومي عصام وفن “الكاليجرافي”

فتاتان مصريتان هما “رنا غازي ومي عصام” استطعن أن يجسدن جمال الخط العربي على تصميمات أنيقة من الملابس والحلي، في مشروعهن الخاص، باستخدام الحروف العربية بألوانها وأنواعها المختلفة من الخط الكوفي أو خط الرقعة وبعض الجمل باللغة الفارسية، وغيرها من اللغات التي تستخدم الحروف العربية، وهو شكل جديد من التصميم يجسد الطابع العربي الأصيل.

ربما يعجبك أيضا