في 2018.. ماذا جنت مصر من زيارات السيسي الخارجية؟

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – تميزت زيارات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2018، بالانفتاح على جميع البلدان والعمل على عودة الروابط مع عدد من الدول التي أصابها الفتور، فضلًا عن السعي إلى استعادة القاهرة دورها المحوري في المنطقة، وجذب الاستثمارات في كافة المجالات لتحسين الوضع الاقتصادي والصحي والتعليمي، وتوطيد العلاقات مع الدول الكبرى كافة.

شبكة “رؤية” ترصد خلال التقرير الحالي أبرز المكاسب التي حققتها مصر من زيارات السيسي الخارجية خلال العام الجاري.

“التقارب العربي والأفريقي”

بدأت جولات الرئيس المصري في عام 2018 بالتوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي الثلاثين، والتي تُوجت بانتخاب مصر بالإجماع لرئاسة الاتحاد في دورته القادمة الحادية والثلاثين لعام 2019.

وحظيت الزيارات “المصرية العربية” بمكانة مرموقة في الجدول الرئاسي المصري، فبدأ الرئيس المصري جولاته العربية بزيارة سلطنة عمان في بداية شهر فبراير الماضي للمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، والتي قوبلت بترحيب شديد من القيادة العمانية، وشهدت الاتفاق على دراسة إنشاء صندوق استثماري مشترك، وزيادة معدلات التبادل التجاري بين الجانبين في المجالات اللوجيستية وتوفير البنى التحتية العصرية من الطاقة والمياه والكهرباء والطرق، وزيادة معدلات الاستيراد والتصدير بين البلدين.

وعقب انتهاء زيارة الرئيس المصري لعمان، توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة استكمالًا للزيارات المتبادلة بين البلدين، لبحث زيادة أوجه التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.

وخلال زيارة الرئيس المصري للمملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، حرص على عقد عدد من اللقاءات مع قادة الدول الشقيقة لزيادة أواصر الترابط، لعل أبرزها مع: “العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، والرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وفي أغسطس الماضي، زار السيسي مملكة البحرين، لزيادة أواصر الأخوة، والتأكيد على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، فضلا عن بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

وزار الرئيس المصري دولة السودان خلال 2018، مرتين، الأولى في يوليو الماضي في ظل حالة “التصدع” التي أصابت البلدين للتأكيد على الروابط الأخوية، والثانية في أكتوبر الماضي، والتي شهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم والعقود لتنفيذ عدد من المشروعات بين البلدين.

“الانفتاح على العالم”

وجنت مصر نتائج زيارة السيسي لدولة فيتنام، في نهاية عام 2017، حيث لبى الرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ، دعوة السيسي، والتي شهدت توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين، شملت مذكرة تفاهم بين المعهد الدبلوماسي المصري بوزارة الخارجية المصرية، وأخرى في مجالات “التمويل والبورصة ودعم الاستثمار، والبترول والغاز والثروة المعدنية، والزراعة وتجارة الأرز، والترويج للصادات، والمعاملات التجارية”.

وعلى هامش مشاركته في منتدى التعاون “الصين- أفريقيا”، وقعت مصر عددًا من الاتفاقيات والعقود مع الشركات الصينية لتنفيذ 7 مشروعات في مصر بقيمة استثمارية تبلغ حوالي 18.3 مليار دولار، شملت: “إنشاء المرحلة الثانية للأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، ومشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، ومشروع منطقة مجموعة “شاوندونج روي” للمنسوجات، ومشروع “تاي شان” للألواح الجبسية، ومشروع “شيامن يان جيانج” لتصنيع المواد الجديدة، وإنشاء معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس.

وفي أول زيارة لرئيس مصري لدولة أوزباكستان منذ استقلالها، نجح السيسي في إعادة العلاقات بين البلدين، فضلا عن توقيع 11 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجانبين بشأن تعزيز التعاون بين وزارتي خارجية البلدين، والعلاقات الاستثمارية الثنائية والشباب والرياضة والزراعة والعدل والسياحة والآثار والتراث الثقافي والمتاحف والتعليم العالي ومنع الأزواج الضريبي.

وتوج نشاط السيسي الخارجي، خلال مشاركته الرئيس المصري في اجتماعات الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر الماضي، بدعوته للمشاركة بـ”4 قمم عالمية وعقد 19 لقاء ثنائيا خلال 4 أيام، والتي جاءت تأكيد لعودة دور مصر الريادي في المنطقة.

وفي ظل التقارب المصري اليوناني القبرصي، توجت القمة الثلاثية في أكتوبر الماضي باليونان، بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط، يكون مقره القاهرة، والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين الدول الثلاث في مجالات الاستثمار، والتعاون الجمركي، والتعليم، والمشروعات الصغيرة، فضلاً عن مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التأمينات الاجتماعية بين مصر واليونان.

وإكمالًا لسلسة اللقاءات والزيارات “المصرية الروسية”، وتطبيع اللقاءات بين البلدين، حيث شهدت زيارت السيسي لموسكو منتصف أكتوبر الماضي، وقع السيسي ونظيره الروسي اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ، وإعلان عام ٢٠٢٠ عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، وعودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو للمرة الأولى منذ عام 2015.

وفي بداية الشهر الماضي، نجحت زيارة السيسي لألمانيا في تحقيق العديد من المكاسب السياسية والاقتصادية، لعل أبرزها عقد لقاءات عدة مع قادة الدولة الألمانية، وكبرى الشركات، فضلا عن المشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين، إضافة توقيع برتكون تعاون اقتصادي بقيمة 129 مليون يورو، ومذكرات تفاهم بـ”التعليم والتعليم الفني”.

وساهمت زيارة السيسي إلى مدينة باليرمو الإيطالية، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي، في عودة مصر إلى دورها الحيوي بالنسبة لقضايا المنطقة، فضلاً عن تحسين العلاقات بين البلدين في ظل حالة الشد والجذب بين الجهات القضائية في القاهرة وروما على خلفية قضية مقتل الباحث جوليو ريجيني.

واختتم الرئيس المصري زياراته الخارجية في 2018، بزيارة إلى النمسا لتوسيع آفاق التعاون بين البلدين، إضافة إلى توقيع مذكرات تعاون وتفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية ووزارتي المالية والاتصالات والرقمنة فى النمسا، ومذكراتأخرى في مجالات: “البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار والسكة الحديد والبنية التحتية، وإنتاج وتوريد المعدات في مجال التموين والتحول الرقمي وريادة الأعمال”.

ربما يعجبك أيضا