“عام زايد 2018”.. رحلة الريادة وعمق النظرة

محمود طلعت

تقرير – محمود طلعت

يوما بعد يوم تؤكد دولة الإمارات قدرتها على مواجهة الصعاب ومواكبة التطلعات الوطنية والدولية، وتأكيد أهليتها الدائمة لخوض غمار التنافسية العالمية حاضرا ومستقبلا.

وعلى مدار العام، قدّمت الإمارات نموذجا مشرقا للتميّز في عالم يشهد الكثير من الصراعات والتوترات والانكفاء والتراجع عن الطموحات على كافة الأصعدة.

“عام زايد”.. شعار خصصته الدولة لعام 2018 ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس، لإبراز دوره في تأسيس وبناء دولة الإمارات، إلى جانب إنجازاته المحلية والعالمية.

وفي حصادنا لعام 2018 نسلط الضوء على أبرز ما حققته دولة الإمارات من إنجازات نرصدها فيما يلي:

مشاريع الإنماء

واصلت الإمارات في 2018 صعودها التنموي بكل قوة، حيث أصبحت الدولة ساحة التقاء للعديد من المخططين والمطورين من أصحاب المشاريع الإنمائية.

واستضافت الإمارات على أرضها، عددا كبيرا من الأحداث والمؤتمرات العالمية، مثل القمة العالمية للحكومات، وملتقى تحالف الأديان، ومجالس المستقبل العالمية 2018، وأسبوع أبوظبي للاستدامة 2018، والقمة العالمية للتسامح، وغيرها من الفعاليات التي كرست الإمارات مركزا عالميا لاستقطاب الفعاليات والمؤتمرات الدولية.

كما شهدت جميع إمارات الدولة في 2018 تنفيذ مشاريع إنمائية ضخمة، أسهمت جميعها في تحسن مستوى جودة الخدمات المقدمة للجمهور ووفرت الآلاف من فرص العمل.

وخلال 2018 حافظ الاقتصاد الإماراتي على نموه المتوازن على الرغم من كثرة التحديات والمتغيرات الاقتصادية عالميا.

إنجازات الفضاء

دخلت الإمارات خلال 2018 عصر التصنيع الفضائي الكامل بعد نجاحها في إطلاق “خليفة سات” بأيد وطنية 100% ليرتفع عدد الأقمار الصناعية التي تديرها إلى 9 أقمار متعددة الاستخدامات، فيما ارتفعت قيمة استثمارات الإمارات في القطاع لتبلغ أكثر من 22 مليار درهم.

وفي الثالث من سبتمبر 2018 أعلنت الإمارات للعالم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع المنصوري، وسلطان النيادي للتوجه إلى محطة الفضاء الدولية.

وفي أكتوبر 2018 أبرمت وكالة الإمارات للفضاء اتفاقية تاريخية مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، لتحديد أطر التعاون بين الجانبين في مجال استكشاف الفضاء ورحلات الفضاء المأهولة.

مساعدات إنسانية

للعام الخامس على التوالي تحافظ الإمارات على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة.

وانطلقت القوافل الإنسانية من أرض الخير الإماراتية برا وبحرا وجوا، لتغيث المنكوبين حول العالم وتخفف معاناتهم. كما تبنت الحكومة الإماراتية في 2018 قرارا يمنح الأشخاص في البلدان المعرضة للحروب والكوارث الطبيعية تصريحا بالإقامة لمدة عام قابلة للتمديد.

قضايا اللاجئين

أزمة نزوح غير مسبوقة واجهها العالم في 2018، بسبب الحروب والنزاعات، ولذلك بادرت الإمارات جنبا إلى جنب مع السعودية للتبرع بقيمة مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، ودعم برامج مفوضية اللاجئين لصالح مئات الآلاف من النازحين داخليا والمتأثرين بالأزمة الإنسانية في البلاد.

كما قدمت المفوضية المساعدات جنبا إلى جنب مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، من أجل تقديم الطرود الغذائية للاجئين الأكثر ضعفاً في العالم. كما دعمت عيادات التغذية التابعة لمفوضية اللاجئين بمخيم “كوتابالونج” في بنجلاديش.

وساهمت الإمارات كذلك بمبلغ 2 مليون دولار لعلاج حالات سوء التغذية التي يعاني منها اللاجئين الروهينجا الذين خاضوا تجربة فرار منهكة هربا من العنف والاضطهاد في ميانمار.

السياحة الحلال

تبنت الإمارات في 2018 نهجا سليما في تطوير القطاع السياحي، حيث نجحت في توفير بدائل سياحية متنوعة، كالسياحة الحلال، والسياحة العلاجية، وسياحة المؤتمرات والأعمال، وسياحة التسوق والترفيه، وسياحة الفعاليات الرياضية الكبرى كل ذلك يعزز مكانتها على خريطة الدول السياحية المهمة في العالم.

المرأة الإماراتية

واصلت المرأة الإماراتية في 2018 سلسلة نجاحاتها المبهرة، لتثبت جدارتها في كل المجالات، فهي تمثل حاليا 46.6% من سوق العمل، وتشغل نسبة 66% من الكوادر الوظيفية الحكومية، 30% منها مناصب قيادية، الأمر الذي أوصل الإمارات إلى أن تتصدر دول العالم في مؤشر احترام المرأة.

القــوة الناعمة

في الأول من ديسمبر 2018 صنف المؤشر العالمي “باسبورت إندكس”، جواز السفر الإماراتي ليكون الأول عالميا بدخوله 167 دولة حول العالم دون تأشيرة.

هذا الإنجاز الغير مسبوق يجسّد بوضوح قوة الإمارات الناعمة، ويعكس التقدير الدولي لمواقفها الداعمة لقيم السلم والتسامح والتعايش في المنطقة والعالم أجمع.

الثقافة والفنون

يعكس اهتمام دولة الإمارات في 2018 بالثقافة والفنون وكل ما يتعلق بها عمق النظرة، وسعة الإدراك للنهوض بالثقافة، بمنحها المكانة التي تليق بها بين مختلف المجالات الأخرى، كالاقتصاد وتنمية المجتمع.

وشهدت الإمارات فعاليات متعددة في المجال الثقافي والفني، وشكل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 37 الحدث الثقافي الأبرز خلال عام 2018 حيث نجح في تحقيق رقم جديد بعدد زواره تجاوز 2.23 مليون زائر، وحقق أكثر من 2.7 مليار مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الطاقة البديلة

بخطى سريعة أصبحت دولة الإمارات من أهم المراكز العالمية لإنتاج وتطوير مصادر الطاقة البديلة، وبالأخص بعد أن فازت باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أرينا” وأنشأت مدينة “مصدر” بالعاصمة أبوظبي.

وتحوّلت الدولة إلى مركز عالمي يساهم بفعالية ليس في إنتاج وتمويل مشاريع الطاقة البديلة وإنما في تطوير واكتشاف التقنيات الخاصة بهذه الصناعة، بما في ذلك تخفيض تكاليف الإنتاج.

التسامح والاعتدال

عززت الإمارات خلال 2018 موقعها كمركز للوسطية والتسامح على مستوى العالم، حيث أكدت الدولة في العديد من المناسبات والمبادرات التي أطلقتها مضيها في نشر رسالتها السامية المرتبطة بالتسامح.

وشكل مؤتمر “التسامح والوسطية والحوار في مواجهة التطرف” الذي استضافته أبوظبي يوم 5 مارس 2018 منصة حوارية جمعت كبار الخبراء والمفكرين وأصحاب القرار على المستويين المحلي والدولي من أجل مناقشة سبل تعزيز قيم التسامح والوسطية في المجتمعات.

وشهد المؤتمر تأسيس جمعية الإمارات للتسامح والتعايش السلمي، كأول جمعية من نوعها في الإمارات لنشر ثقافة التسامح وإبراز الرسالة الحضارية لدولة الامارات.

وفي 30 سبتمبر 2018 جاء الإعلان من أبوظبي عن تشكيل المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة انطلاقًا من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي.

وجاءت القمة العالمية للتسامح التي استضافتها دبي أواخر 2018 بمثابة التتويج لسلسلة من الأنشطة والفعاليات التي شهدتها الدولة بهدف تعزيز نشر قيم التسامح وإعلاء شأن الوسطية والاعتدال على المستوى المحلي والدولي.

ربما يعجبك أيضا