السباق نحو “شرق الفرات” و”منبج” يحتدم

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

قبل أسبوع أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره المثير للجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، حيث أعلن انسحابه من الأراضي السورية، خاصة أن القرار المفاجئ جاء في وقت تستعد فيه تركيا والفصائل السورية التابعة للجيش السوري الحر لشن هجوم جديد على قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قوات الوحدات الكردية الكردية رأس حربتها، وهي كانت أكبر حليف للولايات المتحدة على الأرض في سوريا.

ترامب علل قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، بأن تنظيم الدولة “داعش” قد انهزم في سوريا ولم يعد هناك ضرورة للوجود الأمريكي.

انسحاب أمريكي بطيء

ترامب تحدث مع أردوغان عن انسحاب بطيء ومنسق للغاية للقوات الأمريكية من سوريا، وقال ترامب على حسابه في تويتر: “بحثنا وضع تنظيم الدولة وعملنا المشترك في سوريا والانسحاب البطيء والمنسق للغاية للقوات الأمريكية من المنطقة.. ستعود هذه القوات للوطن بعد سنوات عديدة”.

وزير الخارجية التركي أعلن من جهته أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على استكمال خارطة منبج بالتزامن مع الانسحاب الأمريكي من سوريا.

تأجيل عملية شرق الفرات

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة ستؤجل العملية العسكرية التي كانت تريد تنفيذها في شمال شرقي سوريا بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 14 من الشهر الجاري.

وأضاف الرئيس التركي، إن الحملة ستبدأ في الشهور المقبلة فيما رحب “بحذر” بقرار واشنطن سحب قواتها من هناك.

تهديدات للنظام

وقد وجهت تركيا رسالة شديدة اللهجة لنظام بشار الأسد، حيث قالت الرئاسة التركية إن أنقرة “ستهدم الدنيا على رأس” النظام إذا هاجمت قواته الجنود الأتراك المتمركزين في نقاط المراقبة في ريف حلب وإدلب وينوون التقدم ودخول منبج في غرب الفرات.

وحدات الحماية

من جهتها دعت وحدات حماية الشعب الكردية نظام الأسد إلى حماية حدود سوريا وأرضها، مؤكدة استعدادها للعمل المشترك مع الأسد “لصد تركيا”.

وكانت قسد (قوات سوريا الديمقراطية) اعتبرت قرار الانسحاب الأمريكي من شرق سوريا الطعنة في الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين.
التنسيق مع واشنطن وموسكو

فيما كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن وفدا عسكريا أمريكيا سيزور تركيا ويبحث مع نظرائه الأتراك تنسيق عملية الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، عمر جليك، أن وفدًا تركيًا رفيعًا يزور روسيا، بهدف تنسيق ما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأوضح جليك، أن الوفد يضم وزيري الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن.

كما أشار جليك إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، سيزور تركيا، مطلع العام المقبل، في خطوة أخرى يُنظر لها كمحطة جديدة من التنسيق بين الولايات المتحدة وأنقرة بخصوص الخطوة الأمريكية.

الحشد وقوات الأسد

وقد استقدمت قوات الأسد تعزيزات عسكرية على طول الضفة الغربية لنهر الفرات، فيما رفعت مليشيات “الحشد” العراقية الشيعية جاهزيته لمواجهة ما أسمته “أي خطر” على الحدود مع سوريا، بعد قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا بشكل كامل.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، من هو الطرف الذي سيسد الفراغ الذي سيخلفه التحالف الدولي بقيادة أمريكا في مناطق شرق الفرات؟!، وهل يمكن أن تندلع حرب بين نظام الأسد وتركيا ؟!.

ربما يعجبك أيضا